17 نوفمبر، 2024 5:23 م
Search
Close this search box.

تعويضات احتلال الكويت

تعويضات احتلال الكويت

عندما وقعت جريمة احتلال الكويت وضمها وصدور القرارات الدولية بمعاقبة العراق كنا نتمنى ان تكون العقوبات على النظام الصدامي وليس على الشعب، وان تكون القرارات في التطبيق منصفة للعراقيين، ولا يبالغ فيها، وايضاً كنا نعتقد بزوال صدام حسين ان يعاد النظر بها .. ولكن اياً من هذه الامنيات لم يجد طريقه الى الواقع، بما فيها مواقف الاشقاء الذين استمروا بمعاقبة شعبنا وهم يعرفون انهم حملوا ما لم يكن من الانصاف والعدل والحكمة تحميله، وعلاوة على ذلك زادوا الاثقال عليه وكأنهم وجدوا فرصة لاعادة اعمار بلادهم على حساب العراق والعراقيين، واستغلوا غياب وجود العراق كحكومة في اللجان التي شكلت للتباحث بشأن القضايا المنصوص عليها في قرارات مجلس الامن.

منذ اكثر من ربع قرن والعراق يدفع الى الكويت تعويضات منها ما هو حق، ومنها ما هو باطل، وحتى الحق النظري كان الاجدى للعلاقة بين الشعبين ان يراجعوه الاخوة الكويتيون ويخففوا عن اشقائهم الذين ليس لهم ذنب فيما اقترف صدام.

والاهم من يريد ان يطوي صفحة الماضي لا يذكر بما جرى وان تكون له القدرة على التسامح، فالعراقيون دفعوا ثمناً باهظاً نتيجة غزوة صدام الخائبة والقرارات الدولية التي ما زالت تستنزف قدراتهم والاستمرار في الضغط عليهم في مصدر عيشهم واستغلال الاوضاع غير الطبيعية.

ما علينا بالكثير الذي يشكل كوابح لتطوير العلاقات بين البلدين وتناسي مآسي الماضي، ولكن ما أثار الألم ونكأ الجرح هو اللقاء بين وزير المالية العراقي والسفير الكويتي في بغداد لمناقشة التعويضات، ها نحن منذ ربع قرن وندفع للكويت لقضايا هو جرى البحث فيها مرة اخرى لن تثبت صحتها، لاسيما ان العراق جرى تغريمه على شركات ليس لها في الواقع وجود، وعلى هواء قد تلوث حسبما يزعمون ومن هذه الشاكلة الكثير الكثير.

دائما الاشقاء الكويتيون يدعون انهم يرغبون في مساعدة العراق على النهوض مجدداً ومن هذا الكلام الطيب الذي يصرح به المسؤولون بين الحين والآخر، ولكن الواقع يسمعنا شيئاً آخر فها هي الكويت تضغط للحصول على 6ر4 مليار دولار في اطار التعويضات وترفض اسقاط الديون التي هي بالاصل هبات ومساهمات في الحرب الصدامية على الجارة ايران، وها هي الكويت لا تتعامل مع العراق مثلما تعاملت الدول الاجنبية التي حلت مشكلة ديونها وفقاً لنادي باريس، بل ان البعض اسقطها. وها هي الكويت تستغل الحقول النفطية المشتركة من دون ان تدفع حصة العراق…

طبعاً هناك الكثير مما يقال، بما في ذلك الحرب على الارهاب التي يخوضها العراقيون، وهي تشكل خطراً على الكويتيين اذا لم يوقفها ويمنعها من التمدد، أي انها بشكل من الاشكال تشكل حائطاً للصد.

لو كنت مكان الاشقاء لاطفأت الديون والتعويضات فوراً من دون تردد، كي اطفئ النار في قلوب العراقيين، واعزز الاخوة بين الشعبين، واطوي صفحة الانتقام وانتهاز الظرف الذي يمر به العراق .. مثل هذا الخيار مردوداته اكثر بكثير لاسيما ان السوق الوطنية العراقية واعادة البناء والاعمار واعدة وتدر اضعاف ما يطالب الكويتيون اذا ارادوا الاستثمار بالبلاد.

أحدث المقالات