إنّ الحرب التي يخوضها العراق اليوم حرب مصيرية له , للمنطقة المحيطة به و للأمّة بأسرها .. فإمّا لنا أو علينا .. بعد أن ضاق أهل السنة ذرعا بممارسات و سياسات الحكومة الصفوية الإيرانية التي أمطرتهم وابلا من عذاب و استباحت أعراضهم و أموالهم و مثّلت بهم .. يقوم الشعب العراقي ثائرا على الظلم و الطغيان من حكومة مجوسية أكملت الدور عن أمريكا و بذرت بذور الحقد و الطائفية و الفرقة اليوم ينتفض ثوار العراق لاسترداد الكرامة و مسح دموع و دماء بلاد الرافدين … و ما من وسيلة لجعل الحرب على هذه الثورة مباحة سوى تعلّة الحرب على الإرهاب … إنّ الحال التي وصل إليها العراقيون جعلتهم يقبلون التوافق مع داعش فكلّ همّهم التخلّص من وباء الصفويين .. لهذا نرى الإعلام يسلّط الأضواء و يعتني اعتناءا ملفتا بـ “داعش” لأنّها هي التي ستكون الغطاء لتدخّلات عسكرية أمريكية أو إيراية و إصدار الفتاوى المجوسية الشيطانية بخوض” الحرب المقدّسة” لإجهاض ثورة شعب منكوب مكروب .. في أفضل الحالات بمعجزة الاهية ينتصر أهل السنة و يتحرر العراق و هنا تُطرح مشكلة داعش .. و في أسوء الحالات ينبثق شلاّل دم لا ندري متى ينضب و في أتعس الحالات تقوم أمريكا و بريطانيا ربما بإقناع ايران التخلي عن المالكي و استبداله بعميل آخر بمسرحية متقنة و في أكثر الحالات عارا يكون تقسيم العراق .. كما أراد له بوش أن يكون فكلّنا نعرف الـ GMEP : the Great Middel East Project أذكر أنّه قال في حوار سُئل فيه عن أيّ إنجازات قام بها في العراق و هو اليوم يقبع تحت الفوضى العارمة فقال ” إنّها الفوضى الخلاّقة” كم عسانا نبكي من سنة مقابل هذه الكلمات؟ كم نبكي من دهر لنوفي العراق حق البكاء
و نعلم جيّدا أنّ العرب لن ينصروا العراق فقد تخلّوا عنه من سنين طويلة فدمّر الأمريكان ما دمّروه و نهبوا و سرقوا الذهب و النفط و خيرات الوطن ثم تسلّم الصفوين المهمة و ساموا إخواننا سوء العذاب فتبّا لكل حكّام و جيوش و شعوب العرب المسلمين الذين لم يشرفونا و كتبوا عارنا بأيديهم و حنوا رؤوسهم في حين أنّه كانت لهم القدرة على جعل الشرق و الغرب يحسب ألف حساب لهم و كان لهم القدرة على تمكين شعوبهم من حياة كريمة بين الشعوب تبّا لمن لا يتدخلون الآن لإنقاذ العراق الجريح من جبروت ايران و أمريكا .. و لا يتدخلون لإيقاف موت و تعذيب خيرة شبابنا و فتياتنا في سجون الإحتلالين الصفوي و الصهيوني و يسكتون على تهويد القدس و على كل المجازر و المذابح في حق الأمة . إنّ هذا العار الذي خلّفوه سينقلب يوما ما قريبا عليهم و علينا لعنة و نقمة
و ختاما لا أملك إلا أن أناشد أنهار الدماء يا أنهار الدماء
التي تمرّ من العراق إلى لبنان
و تشقّ سوريا و فلسطين إلى السّودان
ألا تكتفين ألا نتضبين؟
يا أرضا من رفات الرّوح ترابها ألا ترتوين؟
رحماك يا ربّ السّماء بالعالمين
و أن أواسي نفسي بهذا المقطع من قصيدة كتبتها يوما عن العراق لن تُقّدم و لن تأخّر و لكنّها صادقة في عصر الزّيف و النّفاق
القصف فيك »
يا وطني
في قلبي يهتزّ صداه
و الجمر المسكوب عليك
في أعماقي أُحسّ لضاه
إنّي مثل نخيلك واقف أشهد سخرية القضاء
أشهد اعدام الأجيال و أحفظ أسماء الأعداء
و لا أقبل فيك اللعزاء
إنّي كالنّخل
مكتوف
هل أملك غير االبكاء؟”