23 ديسمبر، 2024 11:32 ص

تعود لتطفو على سطح أحزان العرب و عارهم قضية العراق الجريح ..

تعود لتطفو على سطح أحزان العرب و عارهم قضية العراق الجريح ..

إنّ الحرب التي يخوضها العراق اليوم حرب مصيرية له , للمنطقة المحيطة به و للأمّة بأسرها .. فإمّا لنا أو علينا .. بعد أن ضاق أهل السنة ذرعا بممارسات و سياسات الحكومة الصفوية الإيرانية التي أمطرتهم وابلا من عذاب و استباحت أعراضهم و أموالهم و مثّلت بهم .. يقوم الشعب العراقي ثائرا على الظلم و الطغيان من حكومة مجوسية أكملت الدور عن أمريكا و بذرت بذور الحقد و الطائفية و الفرقة اليوم ينتفض ثوار العراق لاسترداد الكرامة و مسح دموع و دماء بلاد الرافدين … و ما من وسيلة لجعل الحرب على هذه الثورة مباحة سوى تعلّة الحرب على الإرهاب … إنّ الحال التي وصل إليها العراقيون جعلتهم يقبلون التوافق مع داعش فكلّ همّهم التخلّص من وباء الصفويين .. لهذا نرى الإعلام يسلّط الأضواء و يعتني اعتناءا ملفتا بـ “داعش” لأنّها هي التي ستكون الغطاء لتدخّلات عسكرية أمريكية أو إيراية و إصدار الفتاوى المجوسية الشيطانية بخوض” الحرب المقدّسة” لإجهاض ثورة شعب منكوب مكروب .. في أفضل الحالات بمعجزة الاهية ينتصر أهل السنة و يتحرر العراق و هنا تُطرح مشكلة داعش .. و في أسوء الحالات ينبثق شلاّل دم لا ندري متى ينضب و في أتعس الحالات تقوم أمريكا و بريطانيا ربما بإقناع ايران التخلي عن المالكي و استبداله بعميل آخر بمسرحية متقنة و في أكثر الحالات عارا يكون تقسيم العراق .. كما أراد له بوش أن يكون فكلّنا نعرف الـ GMEP : the Great Middel East Project أذكر أنّه قال في حوار سُئل فيه عن أيّ إنجازات قام بها في العراق و هو اليوم يقبع تحت الفوضى العارمة فقال ” إنّها الفوضى الخلاّقة” كم عسانا نبكي من سنة مقابل هذه الكلمات؟ كم نبكي من دهر لنوفي العراق حق البكاء

و نعلم جيّدا أنّ العرب لن ينصروا العراق فقد تخلّوا عنه من سنين طويلة فدمّر الأمريكان ما دمّروه و نهبوا و سرقوا الذهب و النفط و خيرات الوطن ثم تسلّم الصفوين المهمة و ساموا إخواننا سوء العذاب فتبّا لكل حكّام و جيوش و شعوب العرب المسلمين الذين لم يشرفونا و كتبوا عارنا بأيديهم و حنوا رؤوسهم في حين أنّه كانت لهم القدرة على جعل الشرق و الغرب يحسب ألف حساب لهم و كان لهم القدرة على تمكين شعوبهم من حياة كريمة بين الشعوب تبّا لمن لا يتدخلون الآن لإنقاذ العراق الجريح من جبروت ايران و أمريكا .. و لا يتدخلون لإيقاف موت و تعذيب خيرة شبابنا و فتياتنا في سجون الإحتلالين الصفوي و الصهيوني و يسكتون على تهويد القدس و على كل المجازر و المذابح في حق الأمة . إنّ هذا العار الذي خلّفوه سينقلب يوما ما قريبا عليهم و علينا لعنة و نقمة

و ختاما لا أملك إلا أن أناشد أنهار الدماء يا أنهار الدماء

التي تمرّ من العراق إلى لبنان

و تشقّ سوريا و فلسطين إلى السّودان

ألا تكتفين ألا نتضبين؟

يا أرضا من رفات الرّوح ترابها ألا ترتوين؟

رحماك يا ربّ السّماء بالعالمين

و أن أواسي نفسي بهذا المقطع من قصيدة كتبتها يوما عن العراق لن تُقّدم و لن تأخّر و لكنّها صادقة في عصر الزّيف و النّفاق

القصف فيك »

يا وطني

في قلبي يهتزّ صداه

و الجمر المسكوب عليك

في أعماقي أُحسّ لضاه

إنّي مثل نخيلك واقف أشهد سخرية القضاء

أشهد اعدام الأجيال و أحفظ أسماء الأعداء

و لا أقبل فيك اللعزاء

إنّي كالنّخل

مكتوف

هل أملك غير االبكاء؟”