18 ديسمبر، 2024 11:10 م

تعلّموا .. الايثار للوطن من الصغار !

تعلّموا .. الايثار للوطن من الصغار !

أثار السيد خطيب جمعة كربلاء في نفوسنا – وهو يعرض امامنا بعض ماجاد به من مبالغ بسيطة ( دعماً للحشد الشعبي المقدّس ) من مصروفهم اليومي – اطفال من عوائل مستورة الحال , لايملكون مورداً سواها .. هؤلاء الصغار في اعمارهم .. كانوا كباراً او قل عظاماً بموقفهم وكباراً بنفوسهم .. هؤلاء الشرفاء الغير ملوثين بادران السحت الحرام كماهم ساسة الغفلة اللصوص .. كان موقفهم إهانة لكل من لايجود بما يستطيع نصراً لمن يذود عن كرامته وعِرضه من ابطال سكنوا الخنادق وهم يضعون الدماء على الأكُّف .. رموز شرفنا وعزتنا ابطال الحشد المقدّس بكل اطيافه .. هؤلاء قدّموا درساً لكل من إعترض على سلّم الرواتب الجديد من هيئات تعليمية في المدارس والجامعات , الذين يمثلون صفوة المجتمع كما هو مفروض .. هم الاكثر وعياً باوضاع البلد الاقتصادية لانهم متعلمون , وباعتراضهم ماذا تقول الحكومة للامي الذي لايعلم ؟! اليس نحن في مركب واحد اسمه العراق وان غرق لاسامح الله يغرق الجميع !؟

قرات فيما قرات ان الشعب الهولندي تنازل الكثير منه عن مدخراته في البنوك لصالح خزينة الدولة عندما مرَّ الاقتصاد الهولندي بازمة اقتصادية خانقة .. صحيح ان الحال يختلف معنا لان الحكومة الهولندية تعمل لصالح شعبها والناس تحترمها لانها نزيهة بعكس حكوماتنا.. ولكن المنطق يقول لابد من مؤازرة الشعب لحكومته وان كانت عاهرة .

 

والتساؤل موجّه لمن يلغف الملايين او المليارات شهريا بمختلف الطرق والعناوين من قادة كتل واحزاب ووزراء وسماسرتهم – في مزادات البنك المركزي او بسرقة بترول الشعب وثرواته – القادة الكرد – في الشمال والبعض من الشيعة في الجنوب – مقاولات وهمية – فضائيين في الوزارات الامنية – استحواذ على ممتلكات الدولة وعقاراتها – والقائمة تطول !

 

ان فــــــــــــــــــــي موقف هؤلاء الصغار – الكبار معاني يجب ان تثير في نفوس البعض القليل من الحياء لمن بقي فيه شيء اسمه ضمير وهو يرى شعبه في ضائقة من (المسعولين ) الذين هم غارقون في الفساد وتفاهات وبهرجة المناصب لكي يقللّوا من اعداد حماياتهم الشخصية ونثرياتهم وقبلها رواتبهم التي أهلكت ميزانية الدولة .. قد يثير في نفوس الكبار في مناصبهم والصغار في مواقفهم نوع من مشاعر الترفّع عن البهارج والنثريا ت والمآدب والايفادات تضامنا مع فقراء وضعفاء ابناء شعبهم .
لك الله ياعراق الضيم