23 ديسمبر، 2024 11:02 ص

تعليقات على ما ورد في كتاب جاسم الحلوائي ( موضوعات سياسية وفكرية معاصرة ) / الجزء الثالث والأخير

تعليقات على ما ورد في كتاب جاسم الحلوائي ( موضوعات سياسية وفكرية معاصرة ) / الجزء الثالث والأخير

السيدة ثمينة ناجي يوسف كتبت هذا للتاريخ حتى لا يأتي مزوري التاريخ ليتلاعبوا بماضي الحزب الشيوعي ؟
تقول السيدة ثمينة ناجي يوسف في كتابها سلام عادل صفحة 68 والقول لسلام عادل : ان أخطاء الحزب عام 1959 التي هي في جوهرها ترتكز على الفهم الخاطئ لطبيعة البرجوازية الوطنية بما في ذلك عدائها للشعب، وكذلك لوزنها آنئذ في الحياة السياسية في البلاد. نقول لتتعكز عليها السلطة لتستر حقيقة اغراضها المعادية للشعب وحقوقه وحرياته الديمقراطية . – اليس هذا المقطع رد على دعوى الحلوائي الافتراضية في – و- ( فالثورات عبر مراحل التاريخ البشري ) ليجعل منها مرحلة البرجوازية الوطنية.
– تشير السيدة ثمينة ناجي يوسف في كتابها (( سلام عادل )) صفحة 105 : فقد اصدر الحزب الشيوعي في الثاني والعشرين من اب 1961 بيانا بعنوان ( حول الوضع في كردستان ) نقتبس من البيان ما ورد في صفحة 107 من كتاب السيدة ثمينة :
– وهي تعلم ( جماهير كردستان ) جيدا بان حقوقها القومية هي جزء من الحقوق الديمقراطية المهضومة للشعب العراقي بأجمعه، ولا يمكن تحقيقها دون كفاح مشترك وثيق ضد الاستعمار وضد الاقطاع وضد السياسة الدكتاتورية التي تفرض الان على البلاد، وهي تعلم كذلك بان الأزمنة الراهنة في كردستان هي جزء من الازمة السياسية والاقتصادية العامة في البلاد . – هل بعد هذه الوثائق المبينة أعلاه والتي تصف الحكم القاسمي (( دكتاتورية عسكرية فردية معادية للشعب العراقي ))
هل لديه شيء يحتج على بيانات الحزب الشيوعي ؟
ثانيا – يقول الحلوائي في – هـ – في مقاله ( فهناك من لا يكتفي بتحميلها مسئولية الحكم العسكري الفردي الذي انتهى بانقلاب شباط الفاشي في عام 1963 فحسب )
– يلاحظ القارئ الكريم بان الحلوائي يتجنب تسميتها دكتاتورية عسكرية فردية معادية للشعب، حسب بيانات الحزب الشيوعي العراقي الواردة في الجزء الثاني من كتاب السيدة ثمينة ناجي جاء ما يلي : سلام عادل يقيم انقلاب 8 شباط قدم سلام عادل تقييما لانقلاب شباط في اخر رسالة كتبها حملت عنوان ( ملاحظات أولية الى لجان الناطق والالوية ) :
ان انقلاب ( الردة ) في 8 شباط قد بدأ فكريا وسياسيا واقتصاديا منذ أواسط 1959 حينما تصرف قاسم بما يشبه الاستسلام للقوى السوداء التي اخذت تسترجع المواقع واحدا بعد آخر، في الجيش والدولة وفي الحياة الاقتصادية والمجتمع ومنذ ذلك الحين فان الخط البياني لتفاقم التهديد الرجعي وتفاقم أخطار الردة، وقد تموج لعدة فترات صعودا ونزولا، ولكن كخط عام بقي يتصاعد، وفي 8 شباط 1963 اسقطت الرجعية الفاشية السوداء حكم قاسم واستولت على الحكم .
– وللحقيقة فان الحلوائي، ثبت تقييم سلام عادل عن انقلاب 8 شباط 1963 ولكن في الصفحة 123، في ذيل مقال اخر بعنوان ( انقلاب 8 شباط الفاشي – 1963 ) كالاتي :اخر ما كتبه سلام عادل
(( بعد أيام قليلة من الانقلاب، قدم سلام عادل تقييما اوليا للانقلاب، وزع على لجان المناطق واللجان المحلية ودعاه ( ملاحظات أولية ) وكانت هذه اخر رسالة يوجهها الى الحزب، ويقول سكرتير الحزب فيها ما يلي : – ويورد نفس المقطع الأول الذي ذكرناه أعلاه من تقييم سلام عادل أعلاه، ليس لدينا على المصدر الذي ذكرناه كما سلف، ولم يذكر الحلوائي مصدره، وليس هذا مهما – ولكن لماذا يتجنب ذكر المقطع الذي يلي المقطع الأول – ونثبته كما ورد في الصفحة 168 و 169 من الجزء الثاني من كتاب السيدة ثمينة ناجي ( سلام عادل ) وكالاتي : 
ان قاسم الذي أعاد الروح للقوى الرجعية وغذاها، ودافع عنها، اتهم كل من ينبهه للتآمر ولخطر الرجعية بالخيانة، ولذلك فان الكثير من قواه الخاصة قد فقدت تدريجيا الامل في إمكانية استمرار حكمه وفي جدوى الدفاع عن ذلك الحكم، بحكم عقليتها البرجوازية المتساومة، وفي اللحظات الحاسمة سلمت أجهزتها وسلمت نفسها لقوى التآمر السوداء متخاذلة جبانة وأعلنت الولاء للمتآمرين .- انتهى المقطع الثاني – ليلاحظ القارئ – ان قاسم الذي أعاد الروح للقوى الرجعية وغذاها، ودافع عنها، اتهم كل من ينبهه للتامر ولخطر الرجعية بالخيانة، ولذا فان قواه الخاصة فقدت الامل في استمرار حكمه … الخ 
– هذا المقطع الغاه الحلوائي من تقييم سلام عادل لانقلاب 8 شباط .
لماذا ؟ لان قاسم أعاد سلوكه الانقلابي العسكري، حيث يريد الحلوائي جعله ثورة وليس انقلابا كما ورد في – أ – مكرر – من مقالة موضوع البحث . – وبعد ان ادرج المقطع الثالث مباشرة بدمجه مع المقطع الأول من تقييم سلام عادل وكالآتي : واستولت على الحكم (( الى نهاية المقطع الأول )) … وعندما انفجرت جماهير الشعب الكادح للوقوف بوجه المتآمرين بعزم وإصرار ووعي عظيم، اصطدمت لا بالعناصر الرجعية المتآمرة من أجهزة الجيش والدولة فحسب، بل جابهت قمع عدد غير قليل من أعوان قاسم نفسه ممن كان يعتمد عليهم والذين فضلوا الركوع امام الرجعية وتسهيل مهمتها في استلام الحكم والوقوف ضد المقاومة الشعبية الباسلة .
ثم يهمل الحلوائي المقطع التالي المهم جدا في تقييم سلام عادل كالآتي : 
– ان مشكلة قاسم واجهزته والقوى التي تدين له بالولاء هي مشكلة البرجوازية الوطنية كطبقة، ونقاط ضعفه المدمرة هي نقاط الضعف المدمرة في الطبقة التي ينتمي اليها ويمثلها . ولقد ظهرت هذه الصفات تبعا لوضع القوى الاجتماعية في بلادنا ولشروط النضال فيها، ونقصد بذلك بالضبط عمق واتساع الوعي الجماهيري الديمقراطي الثوري والقوى النسبية التي تتمتع بها الرجعية وضعف البرجوازية الوطنية .
– ان هذا المقطع يفند ما يريد ان يبني عليه الحلوائي من تنظيرات عن دور البرجوازية الوطنية كطبقة، وان مرحلتها بعد ثورتها في 14 تموز 1958 مستمرة – لهذا رفعه من ما أورده من تقييم سلام عادل .
ويلخص بقية المقال متجنبا ذكر أي شيء يعيق مشروعه الفكري المنهار سلفا .ثالثا – نورد المقابلة التي اجراها طالب الدراسات العليا، والدكتور لاحقا عبد الفتاح علي مع وزير داخلية ( قاسم ) العميد الركن ( احمد محمد يحيى ) سنة 1994 والواردة في صفحة 11 من كتابه الصادر في أربيل عام 2010 بعنوان (( من أرشيف جمهورية العراق الأولى – الحركة الشيوعية في تقارير مديرية الامن العامة 1958 – 1962 )) لأهمية المقابلة وتخص موضوع – الانقلاب العسكري ــ وكالاتي : لماذا كان ( قاسم ) واثقا من نفسه حتى أواخر أيامه ويصرح بان اقدامه ثابتة جيدا وانه سيضرب بسرعة وبشدة عند مواجهة الخطر ؟
أجاب احمد محمد يحيى : يا اخي هذا شأننا نحن العسكريون، ( وبصوت منخفض ) نحن خربنا العراق نخفي ضعفنا ونستر عليه، ولا نقبل التنازل او نعترف بهزيمة، وفي كل تصرفاتنا نعتقد اننا في ساحة المعركة، والله تفكيرنا لا يخرج عن بزاتنا العسكرية، واذا كان ( قاسم ) قد صرح فعلا هكذا في أواخر أيامه، فهو غبي، لم يكن يزن ويقدر الأمور وهو يدري بالذي كان يدور من حوله، فقد كانت وزارة الداخلية من أوائل من حذرته بوجود مؤامرة لقلب نظام حكمه، واخر تقرير حملته له بهذا الخصوص كان قبيل 8 شباط 1963 بأيام . انتهى .هل من تعليق لتوضيح ما بينه وزير داخلية قاسم مما حل بهذا الشعب وتخريب العراق وبعد ان رأى بعينه مجازر شباط 1963 وحروب صدام واحتلال الكويت والحصار الجائر ليقوم بتقييم ما جرى حتى 1994 تاريخ المقابلة، فهل للحلوائي بعد هذا ان يدعي انها (( ثورة )).
رابعا – ان الحلوائي يناقض نفسه بنفسه في مقاله ( أثورة كانت ام انقلابا عسكريا ؟ ) – في القسم – د – يذكر ( والسبب في ذلك يعود الى شكل الحدث الذي اخذ شكل انقلاب عسكري، وتحول الى ثورة شعبية في لحظة تاريخية واحدة )نقبل هذا التحول في شكل انقلاب عسكري الى ثورة شعبية في لحظة تاريخية واحدة – ورغم كل التحفظات على هذا التحول .ولكن كيف عادت لتصبح ( حكم عسكري فردي ) كما في – هـ – من مقال الحلوائي : ( فهناك من لا يكتفي بتحميلها مسؤولية الحكم العسكري الفردي الذي انتهى بانقلاب شباط الفاشي في عام 1963 ) – يلاحظ حول الانقلاب الى ثورة في لحظة واحدة ولم يذكر الزمن ثم أعاد ( مسؤولية الحكم العسكري الفردي ) اليس هذا كلام متناقض ثم يوقع نفسه في شرك عندما يقول في – و – ( خلافا للانقلاب العسكري الذي لا مشروعية له ) .
فاذا لم تكن للانقلاب العسكري مشروعية، فكيف جعلت من شكل الانقلاب العسكري، في لحظة تاريخية واحدة – ثورة شعبية ؟ 
اليس هذا نفيا لكل ما قمت من بناء يا حلوائي ؟
الخلاصة – نأخذ كل ما جاء به الحلوائي في القسم – و – من مقاله ولا نعيده بالكامل بل ( الحدث – تحديد طبيعة ( ثورة ، انقلاب عسكري ) ليس خلاف شكلي، وانما جوهريا، فالثورات عبر مراحل التاريخ ) ومن يريد ان يعيد النص – و – بالكامل فليس هناك مشكلة لدينا 
– المهم اصبح جوهريا – وثورات عبر مراحل التاريخ – 
يقول لينين : (( ان الديالكتيك بالمعنى الدقيق هو دراسة التناقض في جوهر الأشياء نفسها )) عن ( يوجين فارغا في كتابه القضايا الاقتصادية السياسية للرأسمالية ) تعريب احمد فؤاد بليغ – دار الفارابي بيروت / صفحة 23.
فما هي قوانين الديالكتيك الماركسية – العمومية الثلاث : 
– قانون تحول الكم الى كيف والعكس بالعكس 
– قانون تداخل الاضداد 
– قانون نفي النفي 
هذه القوانين عملت في جوهر 14 تموز 1958 الى أواسط 1959 مجتمعة او منفردة والتي أدت الى تفجير جوهر – الثورة – أواسط 1959 لتتحول الى انقلاب … حسب تقييم سلام عادل أعلاه وأيضا أصبحت مشكلة البرجوازية الوطنية كطبقة .
فهل للحلوائي ان يضيف من شيء على ما اوردناه من تفاصيل ليعيد لنا بعد اكثر من نصف قرن – ليجعلها (( ثورة البرجوازية الوطنية )) أليس الأفضل له ولأمثاله ان يسكت ويترك هذا الشعب لمصيره المؤلم .بغداد / 23 ــ 6 ــ 2016