من المعروف لدى الجميع انه لا يوجد شخص على وجه الكرة الأرضية لا يمتلك تجارب، لكن اكيد لا يمتلك الجميع الخبرات ذاتها ويعود ذلك لعدة أسباب اذكر منها اختلاف الزمان الذي حدثت فيه التجربة، والمكان الذي شهدته، كذلك البيئة لها دور كبير في النشأة والتعلم، بالإضافة الى المستوى التعليمي، والنضوج الفكري الذي لا يتحدد بعمر معين، وحتى الدين والعقيدة، هناك أمور كثيرة تنضج معها افكارنا وتقوى، وتتغير نظرتنا للمجتمع وتأثير ذلك ينعكس على اسلوبنا في رسم خطواتنا بالتقدم نحو الأهداف التي تم تنظيمها مسبقا.
مفهوم التجارب في حياتنا
في الحقيقة اثبتت التجارب أيضا ان لا مفهوم معين للتجربة، فحدث عنها ولا حرج، ومن وجهة نظري العامة هي تعلم شيء جديد، يحمل معه اما معاناة او الم وصبر وبعدها نجاح وفرح كلها او بعضها تشكل التجربة. فقد قيل في الأمثال: (اسأل مجرّباً ولا تسأل حكيماً) ولولا هذه التجارب وهذه الأحداث والمتغيرات التي تحدث للبشر في مجالات حياتهم المتنوعة لما استطاع أي شخص بأي حال من الأحوال أن يواجه مشاكلةً ما تحدث في حياته.
أنواع التجارب
اما فشل او نجاح وكلا الحالتين تأتي بفائدة وهي الخبرة، من النجاح والفشل والسعادة والشقاء والغنى والفقر والصحة والمرض الخ.
وهناك مثل فرنسي يقول: لا شيء يجعلك عظيماً غير ألم عظيم، نحن نتعلم من الفشل حتى نصل للنجاح، فكلما زادت تجارب المرء قسوة، ازدادته قوة حتى يصل إلى درجة عالية من المعرفة. فالفشل يعلمنا المرونة، ويرفع قدرتنا على التحمل، فكل تجربة فاشلة تفتح عيوننا بعدها على تصحيح الطريق.
مقومات النجاح
لا يمكن خوض تجربة من دون الحصول على قيمة، وهذا ما ذكرته سابقا في كلامي، والا كيف تدور عجلة الحياة.
لذلك اختر مهنة تحبها أي العثور على عمل تحبه بنسبة عالية جدا، حبك للعمل سوف ينقلك للنجاح، كذلك في العمل قدم أفضل ما عندك وفيك بعدها ستصل، وهنا سوف نحتاج للإيثار وليس لخدمة الذات حتى نعطي، وتذكر دوما ان الأشخاص العاديون لا يصنعون التاريخ ويقودنا القول الى اغتنام أي فرصة والتمسك بها وسيطر عليها بقوة، سوف تمنحك النجاح وتحقيق الطموح، هذا وتذكر دوما ان المشكلات التي تواجهها في الواقع ماهية الا فرص تبحث عن حلول.
خلاصة القول، إذا كنت تريد النجاح في حياتك وعملك، فيجب عليك مزج المكونات الثلاثة بفاعلية ومثابرة لتحصد نتائجها لاحقا الوصفة بشكل مختصر هي: –
اختر عمل تحبه+ ابذل جهد+ اغتنم فرصة= النجاح
الفائدة من التجارب
التجارب تمنح أصحابها الفائدة والحكمة وحسن اختيار القرارات الصائبة، فهي أكبر دليل على رجاحة العقل، وحسن التصرف.
تجربة وخبرة
لا يمر الوقت علينا دون ان تعلم هو أساس ما اتحدث به. لم اخبركم في محاضرتي يوم 3/8/ 2022 عن تجربتي الشخصية في الوصل للهدف والتخطيط للأمور بشكل تدريجي، وانما تحدثت عن تجارب لأخرين في الحياة، لكن في مقالي هذا سأقوم بالتحدث عن تجربة عشتها ولامستها بإيجابياتها او سلبياتها بفرحها وحتى ألمها.
عندما كنت في مرحلة الثاني متوسط من عمري تركت المدرسة لظروف مررت بها، لكن بعد ثلاث سنوات استطعت ان أكمل مشواري الدراسي وعدت للقراءة والكتابة وخوض تجربة الامتحان (الخارجي) أي اذهب فقط يوم الامتحان الأخير(Final) هذا يسبقه اختبار قبل الأخير لمعرفة مدى إمكانية الطالب من النجاح واتذكر في سنوات التسعينات كان الاختبار يشمل مرحلتين مع بعض الثاني والثالث متوسط معا والحمد الله تم النجاح، وجاءت المرحلة التي بعدها السادس الاعدادي فرع العلمي درست لمدة اكثر من سنة لكن فشلت في النجاح فيه لترك مراحل عديدة يعتمد عليها الحصول على النجاح.
كان هذه تجربة لي غيرت فيها طموحي العلمي، واتجهت للفرع الادبي ونجحت بعد دراسة وتعب وترك أمور كثير للوصل لتذوق طعم تحقيق الحلم، وربما كان لناس اخرين امر طبيعي، بعدها دخلت كلية اللغات لدراسة اللغة الإنكليزية بفرح كبير جدا سنة 2002، أكملت البكالوريوس( كلية اللغات ،قسم اللغة الإنكليزية في جامعة بغداد ، منطقة باب المعظم في الحبيبة بغداد، رغم الخطر الكبير الذي كان في سنوات ما بعد 2003، مرت التجربة بسلام وبعدها سافرت وعملت في مجال تخصصي في الأمم المتحدة ، سوريا لمراعاة اللاجئين وتقديم يد العون ثم عدت للوطن، وسنحت لي الفرصة واخذت بكالوريوس اخر في الاعلام الذي كان فيه شغف كبير (كلية الاعلام، الجامعة العراقية)، وعملت بهذا المجال بحب كبير لأنه متنوع ومتجدد ويمنح الصحفي معلومات كبيرة في كل دقيقة تمر عليه، ثم سافرت الى الأردن 2019،ودرست في( كلية الاعلام، جامعة الشرق الأوسط) وحصلت على الماجستير بدرجة امتياز في الاعلام2021 ، والان اطمح لخوض تجربة الدكتوراه.