الاسلام خاتم الاديان ولانه خاتم الاديان ففيه كل البيان في اي زمان حتى يظهر صاحب الزمان ليؤكد خطاب القران ، والاختلاف في الاراء والاعتقادات طوال الغيبة الكبرى امر طبيعي ولابد منه ولكن المهم هو اصول هذه الاختلافات وكيفية طرحها وماهو الذي يستحق ان يُختلف عليه ؟
التجديد في التاريخ الاسلامي ام الاسلام ام الدين ؟ اما التجديد بالمعنى الاخر لهذه الكلمات ؟ بالنسبة للتاريخ الاسلامي الكل متفقون على ان في التاريخ شوائب ودسائس وتحريفات ولا بد لمن لديه القدرة العلمية التاريخية ان ينقح ما امكنه باسلوب نزيه بعيدا عن التطرف والطائفية فلا مانع من طرح قراءته .
وما يخص الاسلام او الدين هنالك رواية لرسول الله (ص) عند ظهور الامام المنتظر فانه في بعض المصادر ذكرت تجديد الدين ومصادر اخرى احياء الاسلام وتجديده وهي محل نقاش فمن يتمسك بتجديد الاسلام يتمسك برواية تجديد الاسلام كما جاءت في فرائد السمطين ج 2 ص 132 ح 431 ، ينابيع المودة ج 3 ص 282، ومن يتمسك بتجديد الدين يتمسك برواية تجديد الدين كما جاءت في بحار الانوار 36/284
اما الاسلام فمسالة تجديده اختلفت الاقوال فيه بالرغم من ان المقصود واحد ، فهنالك من يريد ان يلغي عقائد بحجة التجديد وهنالك امور لا تستحق النقاش ولا التجديد ، وهنالك امور اخرى نعم تستحق ان تقرأ قراءة عصرية ، اما الدين، هنا الاشكال طالما انه هنالك اصلا اختلاف في تعريف الدين ، ولان اصل الدين هو القران والسنة ، فمسالة تجديد القران هذا امر مستحيل وخارج عن الاسلام ،ولكن تجديد التفكير هنا محل تامل ودراسة ، واما السنة هي من وحي القران ولكنها بلسان معصوم ولاننا نعيش الغيبة الكبرى هنا سيكون الناقل لهذه السنة محل دراسة .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع: قد كثرت علي الكذابة وستكثر بعدي فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
هذا الذي حذرنا منه رسول الله (ص) اصبح له علم متخصص فيه هذا العلم يسمى علم الرجال ( رجال الحديث) ، وهو المنطلق الاهم في التجديد ، ظهرت دعوات من بعض المفكرين او العلماء بضرورة التجديد واختلفوا بمن يستحق التجديد ولكل شخص اسلوبه في ترويج ارائه ومنهم بقصد سيء بحت ومنهم بقصد سليم وغيور على الاسلام ومن من احسن القصد واساء الاسلوب .
لو قلنا تجديد الفكر الديني حسب ما ينادي به بعضهم ، نقول مع سلامة المقصود من الفكر الديني لابد من اسلوب سليم لهذا الطرح والاهم فيه هو طرح ما يراه تجديد دون ذكر من كان قبل التجديد بالقدح .
واتمنى ممن يطرح هكذا افكار ان يعلم ويتقين ان السيد ابي القاسم الخوئي هو رائد وسيد التجديد وباسلوب رائع وسليم الا وهو معجمه الموسوعي عن رجال الحديث فقد اعتمد اسلوبا ووضع اساسا سليمة للولوج في فكرة التجديد دون التسقيط فنرى اسلوبه في معجمه فانه يضعف من الرجال من مضى على توثيقه عدة قرون ، أو يوثق من مشى تضعيفه في أكثر الكتب الرجالية وأخطرها ، ثم قد يجد اتحادا بين كثير من الرجال الذين تعددت اسماؤهم وعناوينهم ، أو يجد في كثير ممن رأوا اتحادهم تعددا واضحا اغفله القدامى والمحدثون ، وكم من راي له اختلف مع ممن سبقه من فطاحل الرجال امثال الكشي والنجاشي وابن قولويه والحلي والغضائري وغيرهم ولكنه لم يخدش احدا بل يذكرهم باحترام واجلال واعتمد بعرض ما روى كل راو في كل الكتب واستنتج رايه بالتوثيق او التضعيف ، فاذا علمنا هذا نكون قد نقحنا رواياتنا لتتسع دائرة تفكيرنا في التجديد، وفي نفس الوقت تلغى كثير من روايات الخزعبلات التي تفتح شهية من يريد الحديث عن التجديد او النيل من الاسلام .
وحتى الاراء برجال الحديث فانها محل خلاف وبسببها لا يمكن ان يكون هنالك كتاب يجمع الاحاديث الصحيحة الصادرة عن النبي والائمة عليهم السلام لان مباني قراءة الفقهاء لرجال الحديث تختلف كل حسب رايه والنتيجة التي يجمع عليها الكل هو قراءة التجديد ضرورية والاجتهاد اتاح لهذا التجديد ان يكون محل اهتمام للفقهاء
مثلا فكرة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف لا تحتاج الى تجديد بل التي تحتاج الى تجديد هي الروايات المدسوسة التي تخص هذا المعتقد الامامي ، ومن يريد مراجعة هذه الروايات فليضع امام عينيه معجم رجال الحديث للسيد الخوئي قدس سره ، ومن كان له راي ما تخص الفكرة المهدوية لماذا ننال منها لتسقيطها حتى وان كانت فيها ثغرات فلماذا لا نذكر ما نعتقده صحيح فقط
الامام الصادق عليه السلام حذر من بعض اصحابه ممن كانوا على درجة عالية من العلم بانهم لا يمثلونه وقبله الامام علي عليه السلام بدليل ان الخوارج هم اصلا من شيعته وحتى السفير الثالث والرابع للامام الحجة هنالك من خالفهم بالرغم من علميتهم ، فالويل ثم الويل ممن يسيء استخدام معرفته في طرحها للراي العام وللعوام .