الخبرة والحكمة، تأتي من التجارب سواء كانت جيدة وحسنة، او سيئة رزية، من انسان صالح ام طالح صدرت، قابيل اكتسب الخبرة بدفن أخيه هابيل ووارى سوءته من الغراب.
كلما كانت التجارب والاحداث قريبة ومعاصرة، تكون درجة التعلم منها كبيرة ونجاحها أكبر، وان كانت من طاغية او دكتاتور او رجل صالح، نأخذ منها مايفيدنا ونتجنب مايضرنا وهي راس الحكمة.
لايختلف اثنان على دموية المجرم الطاغوت (صدام)، سيما من تضرر من حكمه وسياسته الرعناء التي تجاوزت أبناء بلده الى دول الجوار، وتوتر المنطقة وجر الويلات عليها الذي نعيش نتاج تخبطاته محليا، وإقليميا ليومنا هذا.
“الظالم سيفي انتقم به وانتقم منه” أي انه حتى الظالم له فوائد كثيرة، لماذا لانستفاد من تجاربه واعماله كي نعبر جرف النهر الى المنطقة الامنة.
حكومات متعددة، بل حكم متخبط بعد انهيار الدولة العراقية، وسقوط طاغيها الملعون، وسيطر وتسلط حفنة نتنة من الأحزاب على رقابنا، واستولت على مدخرات هذا الوطن المنكوب، لكنها لم تتعظ، ولن تضع مصير صدام نصب اعينها، وباتت تزهو بفسادها.
قد تكون التجارب سيئة، لكن نأخذ منها العبر، وقد يكون للظالم خطوات جيدة يجب الاستفادة منها وان يكن ظالما، عندما احسن الملعون صدام بنهايته القريبة، ومن باب كسب ود الشارع قام بتوزيع حصص غذائية لكافة افراد الشعب العراقي لمدة أربعة اشهر مقدما، حتى ان تبدلت الأمور وتوقفت المصالح كان الفقير يستطيع العيش بما لديه من حصة تموينية، او يبيعها ويستبدل مايحتاجه بدلا عنها، في حين ان الحكومة الحالية لم تحرك ساكنا في ازمة كورونا وحظر التجوال الذي فرض منذ اكثر من شهر، حتى هرع الخيرين بتوزيع الطعام على العوائل المتعففة، بل حتى مستورة الحال كما يقال بالعراقي لكن معيلها توقف عن العمل بسبب حظر التجوال.
هبوط أسعار النفط، وعجز الميزانية، والأزمات المالية التي تحدق بالبلاد نتيجة السياسة الرعناء، والتخبط الحكومي من الأحزاب المتسلطة علينا هذه المرة(وكأن العراق ابتلى بهكذا نماذج) لايوجد حل لديهم سوى الذهاب الى رواتب الطبقة الوسطى(الموظفين)، لاستقطاعها تاركين امتيازاتهم، ورواتبهم الضخمة، وسياراتهم الفخمة، يتمتعون بها في حين جميعنا يتذكر مطار المثنى العسكري، كيف تحول الى كراج كبير لبيع سيارات الدولة بالمزاد العلني، كي يسد النقص نتيجة الحصار الدولي الجائر المفروض على الشعب العراقي آنذاك.
أبدأوا بأنفسكم وامتيازاتكم، وقللوا من رواتبكم، وكفى جني الأموال السحت وتهريبها الى المصارف العالمية، وتذكرا نهاية المقبور صدام ولاتنسوا ان ثورة المظلوم على الظالم لاتقاس، واعتبروا لما حدث لصدام والقذافي وصالح وغيرهم ليس ببعيد.