التظاهرات العارمة التي تشهدها المدن العراقية في الجنوب، والتي جاءت بعد أن وصلت سکاکين الظلم و النهب و الفساد الى عظام الشعب وبدأت تنخر به، وبعد أن کان حديث فساد وزراء و نواب و مسؤولين و قادة أحزاب يدور في حلقات و مجالس خاصة صار يدور في الشوراع بعد أن طفح الکيل بالشعب و ضاق ذرعا بهؤلاء الفاسدين اللصوص.
الحقيقة التي يجب أن نشير إليها و نقف عندما مليا، هو إن أهم أساطين الفساد و النهب من بين الوزراء و النواب و المسؤولين أکثريتهم من الاحزاب و الجماعات التي کانت متواجدة في طهران أو التي تأسست بإشراف و توجيه منها، وان الحديث عن فساد و إفساد هؤلاء هو حديث طويل يبدأ من طهران و لايزال مستمرا في العراق الذي دخلوه کلصوص طامعين وليس کوطنيين غيورين على بلادهم بعد کل الحروب و المآسي التي تعرضت لها خصوصا وان العديد من هؤلاء کانوا يستلمون رواتب مقطوعة من طهران حتى بعد دخولهم العراق مثلما نشرت المقاومة الايرانية قوائم الرواتب التي کانت تؤکد ذلك.
الاوضاع المضطربة و غير المستقرة منذ سقوط النظام السابق و لحد الان، تعود الى عوامل متباينة ولکن ليس هناك من شك بإن التدخلات الايرانية واسعة النطاق في الشؤون الداخلية العراقية و التي تجاوزت کل الحدود کانت ولازات من أبرزها و أهمها و أکثرها تأثيرا، خصوصا وان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية متغلغل و مسيطر على کل الاحزاب و الجماعات و الميليشيات التابعة له ويقوم بتوجيه کل منها وفق السياق و الاتجاه الذي تقتضيه مصالحه، وهذا ماأوجد و يوجد حالة من الفوضى و عدم الاستقرار السياسي و الامني و ينعکس على الاوضاع الاجتماعية أيضا بسلبية بالغة.
الملفت للنظر إن المحافظات الجنوبية التي تقطنها غالبية شيعية والتي کان من المفترض أن تتلقى معاملة متميزة و جديرة بها بعد الحرمان”المزعوم”، لکن ظهر واضحا جدا جدا بأن النظام السابق ومع کل سلبياته کان أرحم بکثير من هؤلاء الفاسدين اللصوص الذين يسرقونه في کل شئ و لم يبقوا عليه حتى إضطر للخروج عليهم واننا نعيد و نکرر إن المسبب الاصلي لهذه الحالة هو نظام ولاية الفقيه الذي يقف خلف کل مايجري في العراق من حالات سلبية من أجل أن يحافظ على مصالحه و ينفذ أجندته على أحسن مايرام.