وهذا ما لم يفهمه ( الكويتيين )
استفزني تهجم عضوة في مجلس الأمة الكويتية اسمها ( صفاء الهاشم ) على شعب العراق وعلى فنان العراق الكبير كاظم الساهر , بعيد كل البعد عن المهنية وهذا المقال الطويل كان مشروعاً لكي ينشر في ) كتاب خاص ) لكننا ارتأينا أن ينشر ( اليوم ) إسهاما منا في الوقت الحاضر , لان البعض من الزملاء المسؤولين الكبار في عراقنا ينزعجون من الكتابة عن ( الكويت ) في هذه الأيام لأسباب تكاد معروفة لدى العراقيين قبل العرب إضافة إلى الإهمال الواضح من قبل رؤساء التحرير في المواقع الالكترونية والصحفية بعدم التطرق إلى مثل هكذا ( مقالات ) يعتبروها كريهة للأسباب عسى أن تكون مفيدة في الوقت نفسه , وفي ذات الوقت ومن واجبنا العراقي قبل الوطني لان الوطنية اكبر منا بكثير يجب التطرق والبحث والكتابة والتأكيد حول هذا الموضوع لكي يعرف أبناء هذا العالم قصة أبناء المدن العراقية الصامدة ، لفرط ما يعانون أبناء هذا الشعب العراقي اليوم في كل ساعة ودقيقة وثانية من تدميرٍ مبرمج وضياعٍ لا حصر له لمعالم مدن هذا البلد العجيب الهادئة الجميلة التي تقع على مفترق طرقٍ تبدأ من الشرق والغرب ومن الشمال والجنوب ولا تنتهي إلا في بيوتهم العامرة بالقلوب الكريمة , هذا كان قبل الاحتلال الهمجي , واليوم نروي لكم قصةَ أهل العراق صباحاً ومساءً عليه ومنه يوزعون ابتساماتهم ويخزنون ذكرياتهم الطويلة في هذا البلد ولأنه الشارع ألعراقي يريد أن يتحدث عن نفسه ، سنترك لكم النظر والتبصر وأنتم تقرؤون مقدمين اعتذارنا لهفواتٍ تاريخية قد ترد هنا أو هناك ، سنتجاوزها مستقبلاً بمقترحاتكم بإذن الله , للعراق حكايات وأسرارٌ تدفنها الريح في يومٍ اغبر، تتفنن القصص الحزينة بدعوة المرايا إلى نورٍ فضي ونخيلٍ أسهب سرداً عند أولِ ممرٍ لقطيعٍ تائه يبحث عن سهلٍ قديم , أؤشر بمبضعٍ ناعم وطريقٍ العراق على كل الخطوات التي مرَّ بها أجدادنا العظام بدءاً من هذه القطعة المخضبة بالحنين وحتى أخر بقعة في هذا البلد العزيز , من هنا أشدُّ ذكرياتي إلى مياسم اقتضبها رَوح الهموم ولا زال العديد من شرفاء هذا العالم يدعون إلى توحيد العلاقة بين الشعبين (الكويتي – العراقي ) بينما يسعى الأشقاء الكويتيون ومع الأسف الشديد اليوم إلى بعثرة أية جهود آو محاولات لملمة شمل الأمة العربية اعتبارا من العلاقات( العراقية – الكويتية ) وهي تمر بأصعب وأدق ظرف مصيري يحيط به الغموض من كل جانبا ., حكايات المواطن العراقي الفقير المسكين الذي لا حول له إلا الاستماع ولا قوة إلا الرضوخ , في هذا الوقت ترتفع أصواتٌ من الأغلبية واقصد تحديداً المواطنون العرب لتوحيد الصفوف ورأب الصدع وترقيع الشقوق لان ما يحيط بالأمة العراقية والعربية ومستقبلها يكاد أن يكون كابوساً حل عليها , فمن بين احتلال العراق وخطوات المتلاعبين بالقوت السياسي لجعل إسرائيل دولة جارة أو شقيقة يبرز في الواجهة الخطر الإيراني المحدق بدول الخليج العربي , وعدم تفويت دقيقة واحدة كفرصة للإيرانيين لتثبيت دعائم نفوذهم وتقوية الدعامات العسكرية والاقتصادية لان حلماً ما يراود الإيرانيين بان أمريكا لا بد أن ترحل من المنطقة عاجلاً أم آجلاً وبذلك تخلو ثلث آبار العالم من النفط ونصفه من الاحتياطي من حماية حتى ولو كاذبة وحينها سيبدأ إسقاط الدول الخليجية بالهواتف النقالة وليس بدخول دبابات وقصف طائرات وهذا ليس فلماً خيالياً أو حلماً لا يمكن تحقيقه فدول الخليج العربي وحتى الدولة القوية فيها غير قادرة على التصدي لأي محاولة لاحتلال الخليج العربي وجزره وشبه جزره ودوله وإماراته والمصالح هي التي تحكم فيما سيحصل وليست القبل والزيارات المكوكية الكاذبة أمام أجهزة الأعلام من قبل بعض الوزراء و الحكام والقادة والأمراء والملوك , أعود مرة ثانية إلى أخوتنا في الكويت واقصدا السلطة المركزية لا الشعب الكويتي الأصيل الذين يترنمون بحكاية الغزو الغاشم لبلادهم في عام ( 1990 ) والذي لم يدم أكثر من ستة أشهر تغيرت فيها السياسة الإستراتيجية الدولية والى الأبد جراء هذا الغزو ، العراق أصبح بلداً مقسماً إلى ألف جزء في الكواليس وتستطيع أي مجموعة أو عصابة من احتلال أكبر جزء فيه بشرط عدم المساس بجند الاحتلال وحكومتنا الرشيدة , وجيشه أحيل على التقاعد وأسلحته ما صلح منها هرّب إلى إيران وما تبقى ودمر أصبح سقوفا للمواشي , والكويتيون ما زالوا يرددون أن العراقيين يشكلون خطراً كبيراً ، الشعب العراقي يتلوى ويتألم من الاحتلال الأمريكي الغاشم منذ ( 14 ) عام والكويتيون أصبحوا قدمه إدارية لدعم القوات الأمريكية ومع الأسف وشديد الأسف تظهر تصريحات غير مسبوقة لنواب ووزراء كويتيون يهاجمون شعب العراق , الأمراض والأوبئة والفساد الذي أطبق على شعبنا من كل جانب العراقيون يعانون من شراء مياه صالحة للشرب والبطالة تفتك بشبابهم جراء الفساد الذي أنتشر بين وزارات الدولة والكويتيون يهلهلون للدمار الذي حل في جارهم المسلم !
وليس عيباً أن يعاني شعبنا ما يعانيه كونه محتل من كل دول العالم وليس من أمريكا وحدها الشماتة والضغينة والحقد ليس من شيمة الشجعان نقولها للأشقاء في الكويت ونذكرهم بان سكة الاحتلال ثُبتت محطاتها على أرضهم ، وبدلاً من التباكي على الغزو العراقي ومزاعم الدعوة إلى تقسيم العراق , في الوقت الذي يحملوا يد ( السماح والصلاح ) والأخوة لأبناء عمومتهم في العراق الأغر وان لا يتناسوا مفاجئات المستقبل وعيون الجيران المسلطة على أبوابهم وآنذاك لا ينفع الندم أيها الأشقاء , أو تناسى الكويتيون عندما كان خيرة شباب العراق يتساقطون شهداء دفاعا عن
الوطن العربي أثناء الحرب ( العراقية – الإيرانية ) على مدى ثماني سنوات , ونسي أو تناسى الكويتيون بأن هم أول من سيكون له نصيب من التدمير فيما إذا استطاعت إيران أن تغزو المنطقة بشكل فعلي , كان العراق يدافع دفاعا مستميتا طوال ثماني سنوات ضد الزمر الإيرانية التي مثلت ولا تزال تمثل جوارا صعبا يضمر لكل ماهر عربي الحقد والكراهية , ونحن نقول للكويتيين بأن الدنيا دوّارة وهذه قطعا ليست المرة الأولى التي يمر فيها العراق بمثل هذه المحن وبتآمر مع الاحتلال الأمريكي والإيراني سوف يرحل عاجلا أم آجلا والبريطاني راحل قريبا لا محالة وسيرحل مع أبناء العم سام عملائهم من أبناء العم خلف( أقصد العملاء العراقيين ) هذا إذا سلموا من ضربات العراقيين الشرفاء الشعب العراقي الغاضب , عليهم لعنات الله وكوارثه وزلازله وبراكينه ، يسعون إلى تدمير العراق وبأس وأجبن الطرق ومنها نشر الأمراض عن طريق حليفهم الفاسد فساد عقيدتهم وأنفسهم الحاقدة على العراق , وكان ( نواب عراقيون ) طالبوا الكويت بتعويض العراق عما لحق به من أضرار نتيجة سماحها بعبور الجيش الأميركي إلى أراضيه خلال حرب الخليج الأولى بدون تفويض من الأمم المتحدة وأحب في نهاية هذا المقال أن انصح الحكومة الكويتية أن أزلام وأقزام سلطتكم التي كشرت أنيابها واعترفت , وأكدت للعالم أنها الدولة التي ساهمت في إدخال القوات الغازية العراق وذبحت أكثر من ( مليوني عراقي ) وتشريد أكثر من ( خمسة ملايين ) وأكد بعض الوزراء من كيفية إحداث الشغب وحرق الدوائر ونهب الممتلكات , والتاريخ والزمن بيننا نحن نذكر لا ننصح الكويتيون الذين كانوا يتربصون بإشارة ولو كانت صغيرة للإشادة بدورهم التاريخي المخزي فيما يسمى ( بتحرير العراق ) في التاسع من شهر نيسان عام (2003 ) وجدوا أنفسهم أمام خطابات من أعلى مستويات الدولة العراقية الفاقدة للشرعية تتجاهل الدور الكويت سلباً أو إيجاباً , ومع ذلك حاول الإعلام الكويتي إثارة المسائل لحالة الخوف التي يعيشها الكويتيين نتيجة إقرارهم الدفين بمدى الجريمة التي ارتكبوها في حق العراق وتاريخ العراق , المسألة ليست كما يظنها الكويتيين فالعراقيين وبعد أن يتخلصوا من الاحتلال الأمريكي سيكونون غارقين في مشاكل جمة بسبب التراكمات التاريخية والمراحل العصيبة في تحرير وطنهم من الاحتلال الأمريكي والاحتلال الإيراني معا ، وحتى أن طويت صفحة نهائياً سيبقى العراقيين يتذكرون أن بلاءهم من الكويت التي سرقت أولاً نفطهم ، ثم حاولت قطع أرزاقهم إضافة إلى تدمير دوائرهم ووزارتهم التربوية والتعليمية وحرق تاريخهم ونهب ثرواتهم وأثارهم ثم هي الكويت التي كانت صاحبة الدعم اللوجستي الأول لاحتلال العراق وتكبيد العراقيين شعباً وأرضاً مزيداً من الجراحات , وأصبحت هذه الدولة مع الأسف ( شقيقة ) من أكبر مسببي الكوارث في العراق , تعلمنا أن التاريخ يكرر نفسه في مواقف كثيرة ، وهذا ما لم يفهمه الكويتيين ، فكيف بنا اليوم وقد وضع الكويتيين أنفسهم في جحر ضب أن خرجت من جحرها قتلت وأن بقيت في جحرها قتلت , أنها تسجل للتاريخ سيعود لنفسه وستكون الثالثة ثابتة تذكيراً بما فعل السفهاء في بلدي
( العراق ) ………