بالعكس تماما من الأخ الكاتب ((عامر قرة ناز)) وما جاء في (بيانه)المنشور على صفحات موقع الكتابات في 9 آذار 2014 تحت عنوان (الدكتور نجم الدين كريم اخصائي في نهج التضليل وقلب الحقائق ) أود ومن باب الحرص على علاقة الكورد بالتركمان ومن ثم تقويم فكره السياسي الخاطئ دوما ، و الذي لم اجد له يوما مقالا سياسيا الا وحشر فيه الكورد كطرف معادي للتركمان دون ان يدرك المصيبة التي يعيشها منذ ان سنحت سقوط الطاغية صدام له ولأمثاله الموترين ان يكتبوا بحرية وحرارة عن كل ما يتناقض مع الواقع ، خصوصا حين يدور الحديث حول كركوك أو يطرح سياسيا كورديا وجهة نظر بشان هذه المدينة التي لم ينكر قادته بمختلف اتجاهاتهم السياسية حول خصوصيتها التعددية ، أو رؤية سياسية في سبيل تجاوز الاشكالات الناجمة حول هويتها الكوردستانية التي ينظر اليها (البعض) من حملة الاقلام التركمانية على انها استفزاز لمشاعرهم التي بقيت حبيسة لأكثر من أربعة عقود دون ان نجد يوما قلما واحدا يكتب عن تركمانيتها من بعيد او قريب ، أو يلمح ولو بشكل بسيط لمعاناة الشعب التركماني الذي لم يجد نفسه بما هو عليه ألآن من حضور قومي وسياسي خلال تلك الفترة العصيبة ، و الا مجبرا ان يستسلم للتطهير والتعريب والتبعيث اسوة بعموم مكونات العراق ، فيما وجدنا الاغلبية من شريحة الموتورين تهتف بحرارة لمحافظة (التاميم) ، وتصفق لساعة بث تركمانية واحدة لمحطة محلية منحها (قائد الصرورة) كمكرمة من مكارمه السخية للشعب التركماني الذين وقع البعض منهم في مصيدة ( اقلام النوايا ) واصحابها ، وباتوا بسبب تلك العقليات في زاوية ضيقة لا يجدون فيها انفسهم الا وهم يراوحون في مربع خافت ضاع فيه بريق ((افنديتهم)) المشهودة ، وتصدع قيم وجوده ومطاولته على البقاء ..
ولهذا لم نستغرب من ان يتحول حديث الدكتور نجم الدين امام حشد من المثقفين والاكاديميين في الندوة التي نظمتها قسم العلوم السياسية في كلية القانون والسياسة لجامعة التنمية البشرية في مدينة السليمانية والمخصصة للتعايش في كركوك الى مادة سياسية دسمة يتهافت عليها عامر قرة ناز ليصنع منها ضجيجا مضافا لمسلكه المعروف والهادف للتشهير بالكورد والطعن بثوابتهم التاريخية ، ولم نتفاجأ منه ومن أمثاله ان يستغلونها كفرصة نادرة للدعاية الانتخابية قبيل اجراءها في نيسان من العام الحالي ليكسبوا بها عواطف البسطاء من الاخوة التركمان …
ومن هنا أعتقد انه لم يتابع جيدا ما تفضل به الدكتور نجم الدين كريم ، بل عمد ان يختار جزءا صغيرا من حديثه الخاص حول التعايش في كركوك ، وقوله السديد بإمكانية تجاوز كل الاشكالات بأسلوب الحوار المباشر مع التأكيد على ان للأخرين حقوقا لابد من الاعتراف بها ، والتي نعتبرها نحن الكورد بوابة للعبور نحو بناء علاقات متينة بين مكونات كركوك ، ويحتاجها الكورد والتركمان على حد سواء…
أنه من المؤسف حقا ان يتطاول عامر قرةناز هذه المرة على شخصية الدكتور نجم الدين كريم كمحافظ كوردي لمدينة كركوك ، ويعتبر حديثه (كذبة ملفقة) ولا يستند في حديثه على الاسس التاريخية حول هوية كركوك ، ومصيبته حين اراد (ببيانه ) هذا ان يستصغر بالكورد على انهم لم يتواجدوا الا على شكل عشيرة أو عشريتين في اوائل الستينيات ، في حين تؤكد نتائج كل المصادر التاريخية حول عمليات الاحصاء السكاني في اعوام 1957و1977 ان نسبة الكورد كانت تفوق كل المكونات بأعداد رقمية عالية مما يفند ادعاءات قرة ناز وهجومه اللاذع على الدكتور نجم الدين كريم ، كركوكي المولد والنشئه ، ونستثني من ذلك عام 1997 لأنها كانت احصائية بعثية مقيتة استندت على العرب الوافدين اراد بها النظام ان يغير من هويتها الكوردستانية ، باعتبار ان الكورد مصرون على كوردستانيها ، وبسببها فشلت في حينها اتفاقية آذار عام 1970، وعادت ثورتنا التحررية مجددا الى كفاحها العادل من اجل الحرية والكرامة الكوردستانية …..
ومن هنا اعتقد ان الخروج عن آداب الكتابة السياسية شيء معيب حقا خصوصا حين وضع قرةناز نفسه واعظا ومرشدا لشخصية سياسية كوردية مثل الدكتور نجم الدين ليفرض علية إملاءاته الغريبة بالعودة الى ممارسة مهنته الانسانية ، دون ان يدرك انه مارسها بشرف لعقود ولم يغادرها الى الآن بدليل حرصه الدائم على بناء المستشفيات والمستوصفات في كركوك ومحيطها ، أو من خلال زياراته الدائمة للمرضى وتفقد احوالهم الصحية ، وان دخوله في عالم السياسة ليس بجديد فهو كان مناضلا قبل ان يكون طبيبا ، وان السياسة لم ولن تجرده من أخلاقيته المهنية ، بل هي تتويج لمسعاه الانساني والاخلاقي ، لأنه نشأ وترعرع وسط اسرة محافظة تعرف كركوك وتاريخها ومكونتها ، وأن السياسة ليست حكرا على شريحة معينة ، وانما هي مدرسة تضيف للإنسان الواعي والمثقف قيم العدالة والمساواة اذا ما مورست بنفس الطريقة التي يمارسها الدكتور نجم الدين كريم منذ توليه منصب محافظ كركوك ، والكيفية التي يتعامل بها مع الاحداث والمستجدات السياسية العاصفة بكركوك في كل وقت …
اذن .. فغرابتنا من قرةناز وقلمه الفقير لا تقف عند حدود معينة ، فنحن الكورد وكما يقول المثل الشعبي (نقرأ الممحي) ، في وقت وكل الدلائل تشير ان الكورد يمثلون الاغلبية في كركوك ان شاء قرةناز أو ابى ، وان ما جاء في (بيانه) (الحماسي) هو التضليل بعينه دون ان يتمكن ان يلملم من شتات افكاره ليوظفها بأسلوب الكاتب السياسي باتجاه المصلحة التركمانية والذي قفز فوقها لينتقل صوب أعضاء الكتلة التركمانية في مجلس محافظة كركوك ، ويصرخ كعادته ليلصق بهم تهم البحث عن المناصب والكراسي ، ويصفهم بالمتلهفين والمتصارعين مما يدل على انه يعيش في حالة الهذيان السياسي بسبب عدم انجرار أحد وراء طروحاته المتناقضة للحقائق التي اشار اليها الدكتور نجم الدين بعقلية سياسية ناضجة ، مؤكدا (ان الاختلافات في وجهات النظر شيء طبيعي وهذا موجود بين مكونات الدول المتقدمة الاوروبية ، وان العبرة والنجاح يكمن في تخطي هذه الاختلافات نحو مستقبل زاهر ومشرق ، مضيفا ان جهود ادارة كركوك تركزت على تقريب وجهات النظر بين جميع مكوناتها ) وهذا يعني ان عامر تنكر عن قصد ما ذهب اليه الدكتور نجم الدين كريم حين فرض نفسه وصيا على محافظ كركوك ..!!
(( بصفتك محافظا لكركوك .. عليك الالتزام بواجبك المهني والاخلاقي و (تعي) بان المدينة بحاجة الى امن وامان والى (خدمات) ونكرات للذات وحوار بناء وليس الى تصريح سياسي ))وعليه أجزم القول ان قرة ناز يتجاهل تماما ما يشهدها كركوك من انجازات خدمية عالية المستوى من مشاريع خدمية عملاقة وخططا عمرانية ، وهي تتحدث عن نفسها دون المرور بالإشارة اليها ، و تفند كل ادعاءاته الباطلة خصوصا ومكونات كركوك تشهد لها بضمير حي في كل مناسبة ، حتى تحول الدكتور نجم الدين كريم بمرور الوقت الى محافظ المثالي في عيون كل ابناء كركوك مما دفعت بالعديد من المؤسسات الاعلامية ومنظمات المجتمع المدني ان تخصص له ولإدارته احتفاليات تكريمية خاصة لحسن ادائه الوظيفي خلال هذه الفترة القصيرة التي تبؤا فيها منصب محافظ كركوك ، واثبت جدارته في تحمل شرف المسؤولية بكفاءة عالية دون ان يبدي اهتمامه ما ينفثه البعض من سموم حول صدق نهجه الانساني والاخلاقي …
ومن هنا نعتقد جازمين ان مكونات كركوك بكورده وعربه وتركمانه وكلده وآشوره متفقون تماما ان محافظهم الشجاع والجرىء في اتخاذ الخطوات باتجاه كركوك خال من التعصب الاعمى هو أكبر من ان يسيء له البعض ممن فقدوا الحياء والخجل بأقلامهم الرخيصة ،
يقول شارلي شابلن ((لكي تعيش عليك أن تتقن فن التجاهل باحتراف))