17 نوفمبر، 2024 7:26 م
Search
Close this search box.

تعقيب على مقال السيد زهير الفتلاوي حول وضع الكهرباء

تعقيب على مقال السيد زهير الفتلاوي حول وضع الكهرباء

تعقيبا على مقال السيد زهير الفتلاوي في مقاله (وزارة الكهرباء ، وحديث العاهرة عن الشرف) ،وبالواقع لقد أصاب كاتب المقال كبد الحقيقة ، وقال كل ما يخامر المواطن حول هذه الوزارة المهزلة (وكل وزاراتنا مهازل) ، الا أني أختص هذه الوزارة بالذات ، لما لها من تماس مباشر بحياة المواطن من جهة ، ولحساسية وضعها من جهة أخرى ، خصوصا فيما يتعلق بمسألة الحياة أو الموت ، نظرا لأنعدام وسائل ومعايير الأمان (المطبّقة في جيبوتي) على الأقل ، بسبب الأجراآت الترقيعية ، حتى غدا منظر الأسلاك (الوطنية جدا !!) مثير للشفقة والأشمئزاز ، ولطالما أودت بحياة الكثيرين ، وكأن مسلسل الموت الدموي الذي تتفرج عليه الحكومة ينقصنا ، فقد صارت الأسلاك التي تشغل باعا واحدا بين عمودين لتصل الى ثلاث قطع ، مربوطة (بالبلايس !!) ، بشكل يجعلها مرشحة حتمية للأنقطاع المستقبلي ، وربما للقتل ! ، وعند حدوث خلل ما ، خصوصا الخطيرة منها كسقوط أحد الأسلاك (الحيّة ) ، وتقوم بالأتصال (بصيانتهم) ، لا يأتون الا صباحا ، وكم من مرة أقوم فيها بنشر (التايرات) ، وأقوم بالأشراف وتحذير السابلة شخصيا ، وأنارة المنطقة (المنكوبة) بتشغيل مولدي الخاص ! ، وأبقى (لازم خفارة) حتى الصباح ، خصوصا وأني لا أحتمل ابتزاز شيوخ عشائر هذا (الوقت الأغبر) ! ، وعندما يأتي (الرّبُع) ، و(يرقعون) الخلل ، لا ينسحبون الا بالمقسوم ! .تجد عمود يتصاعد منه بخار التربة هنا (خصوصا في الشتاء) ، وعمود أمتلأ بلوحات التحذير بسبب (الّيك) القاتل الذي أعتراها هناك ، وزاد الطين بلّة ، خطوط (السحب) ، وأرواح تُزهق هنا وهناك عند أقل زخّة مطر ، أو أن التيار ينقطع عند أقل (نثيث) مطر !.أيها السادة ، الخلل ليس في الوزير أو الوكيل أو اللانزاهة فقط ، انها عقلية الأستخفاف بالمواطن التي صارت مزمنة ، وزٌرعت عميقا في النفوس الضعيفة ، حتى بات من العسير أصلاحها أو اجتثاثها ، مقابل قانون مُهان كسيح لا يقوى على الزحف ! ، انها سنوات طويلة من الكذب والغش والسرقة والمراوغة والطمع ، حتى (تكلّست) العقول  بطبقة حجرية لا تخترقها سهام الوعظ أو الأخلاقيات ولم يعد ينفع معها  التهديد والوعيد ، ولديّ كل مبررات اليأس في هذا الخصوص .ان سعر الميغاواط الواحد لمحطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية حسب البورصات العالمية  تبلغ مليون دولار ، اي أن محطة واحدة بسعة 2000 ميغاواط سعرها 2 مليار دولار ، ( وهي قيد الأنشاء في الأردن) ، تدفع الحكومة الأردنية نصف هذا المبلغ ، والنصف الآخر تدفعه دول الأتحاد الأوربي على هيئة استثمار ، والسيد زهير الفتلاوي ذكر أن الهدر الترقيعي (يعني فلوس ذابها بالشط) ، لهذه الوزارة هو 50 مليار دولار ، اي تكفي لبناء 25 محطة نووية ، فيا للهول !..هذا المبلغ المهول ضاع سدىً ، وبدلا من تسخيره من قبل العقول النظيفة ، لأدخال النور والهواء البارد الى المواطن وهو تحت وطأة الجحيم الذي يعيشه ، وجدت طريقها الى الجيوب المظلمة وحسابات البنوك الأجنبية ، ولسان حالهم يقول (ليذهب المواطن الى الجحيم) ، وحقا هذه هي العبارة الوحيدة والوعد الوحيد الذي وفوا به !..

أحدث المقالات