23 ديسمبر، 2024 4:40 م

تعقيب على احمد الهاشم ، ما بعد سعدي يوسف ؟!

تعقيب على احمد الهاشم ، ما بعد سعدي يوسف ؟!

فلتتبدّلْ أيّها البحرُ
ملءَ فمي الطّرقاتُ والخفقانُ
وليحملِ الماءَ من بعديَ أشجارٌ و عصافيرُ
لا يمكنني الغرقُ في المكان الذي التقينا به أوّلَ مرّةٍ
طعم الأغاني لا مثيل له هذا الخريف
ليس على ما يرام قلبي
سقط فيه الشارع الفارغ آخر الليل
أقولُ للشّاعر مُتْ فيموت
هذه مهنتي
ومن هنا فان الشاعر الذي لا يموت إلا بمشيئة الشاعر ولا يغرق  في المكان الذي نلتقي به فيه أول مرة يكون لزاما علينا إذا ما أسعفنا الشرف قليلا ولم تسول لنا الحيل الأيديولوجية والمكاره العراقية والتحيز ألمصلحي بان نفتح أفقا دلاليا جديدا لسعدي يوسف وان نراه من عمق مواز لتجربته الشعرية واتساع العبارة لديه وحبنا الصامد له مهما تتقلب بنا الظروف وتدفعنا الأزمات للتطرف الهستيري أو للتقلب المصيري في كل حال من الأحوال عطفا على مقالة  “أتريدون سعدي يوسف أم صدام حسين؟احمد ألهاشم  المنشورة في موقع كتابات -الجمعة، 12 تشرين الأول، 2012″والتي جاءت على قدر من الانسيابية والروح التساؤلية التي ترغب بان تعيد النظر بأمثولة الشاعر الحي الذي من حقه أن يقلب وجهات نظره ويرى في قومه ما لا نراه نحن بهم أو ما لا يرغبون بان يروا رؤيته الخاصة بهم وما يسفر عن ذلك من ضيق في الصدر ربما كان الهاشم غير قاصدا الإقران  اللا شرطي بين سعدي يوسف وصدام حسين وهو من باب المجاز التحريضي على ضرورة الشاعر وانعدام أي ضرورة تذكر للدكتاتور حيا أو ميتا باختصار يتمثل موقف البعض من سعدي يوسف بأنه ذرائعي وإشهاري بالدرجة الأولى،ذرائعي بمعنى استسهال البعض للرأي المضاد أو لردة الفعل الفورية الانفعالية العدائية والتي لا تعدو كونها محاولة لا إظهار الرأس في غابة الكبار وتخومهم العالية وعدم الالتفات للبعد التاريخي الراسخ لتجربة الشاعر المهم سعدي يوسف وهو موقف إشهاري وتبضعي بلا أدنى شك لأنه يهدف إلى إشهار من يشهر بالشاعر أو يعترض طريقه بوعي أو من غير وعي وبوعي مسبق كان سعدي يوسف شاعرا معارضا ومتمردا في كل المقاييس وهو لا يبدو عليه الهدنة أو التريث أو المكوث في  الأرض ذاتها مرتين هذه المعارضة لها أساليبها مهما بدت غرائبية أو مجحفة في نظر الحق وسببت استنفار الكثيرين مع الزاعقين ضد قامة هذا الشاعر النبيل الذي لا يمكن الاستغناء عنه في أي حال من الأحوال ويبقى سؤال احمد الهاشم معقولا السؤال القائل”هل يعقل إن الجيوب التي اتسعت للنهب والسلب لا تتسع قلوبها لقامة مثل سعدي يوسف؟ أية بلاد هذه لا تتسع لرموزها؟”وهو سؤال الوضع العراقي في مختلف الظروف وفي تتابع الزمان وعواصف التغير إن كان هذا التغير واقعا وليس إساءة لكل واقع كان أو مازال ،السؤال الوطني عن الشاعر سعدي يوسف سؤال مرفوض لا من جهة السياسية ولا في حسابات الثقافة لان هذا السؤال هو سؤال مغرض مهما كان يدعي عكس ذلك ومهما بدت الصيحة منهم إلا نوعا من التفريغ عن النقص وانعدام النقد في فحص موازين الوطن ومراتب الوطنية بالنسبة لكل واحد منا لأننا لا نرغب بان يكيل علينا شئ من الصدق الحارق ومن البحث عن القلب في نفايات الوطن المحروق وتبقى الإجابة لسؤال احمد الهاشم هو سعدي يوسف وليس أي شاعر آخر ولا دكتاتور ولا هم يغلبون ويبقى الشاعر يجوز له مالايجوز لغيرة ولا باطل في الشعر ولا حياء للشاعر أو تردد في حريته وحماقاته وأقواله وأفعاله مهما طال بنا البقاء أو قصر فالشعر أكبر.