22 ديسمبر، 2024 9:27 م

تعقيباً على خطاب رئيس الوزراء!

تعقيباً على خطاب رئيس الوزراء!

على الرغم منْ مرور بضعةٍ ساعاتٍ على بثّ خطاب السيد محمد توفيق علاوي عبر التلفزة , ومنْ ثَمّ شروعنا بكتابة هذا التعليق القصير تناغماً مع خطابه القصير , والى أن يحين موعد او توقيت نشر التعليق , فربما من السابق لأوانهِ تفكيك ماهية الخطاب وتشريح كل او بعض ما وردَ فيه , انتظاراً الى يوم الأثنين المقبل كموعدٍ لأنعقاد مجلس النواب ” لبحث تشكيلة كابينة رئيس الوزراء الجديدة ” , وهو الموعد او اليوم الذي حدّده علاّوي , ولا ندري لماذا لم يطالب او يحدد موعده قبل ذلك وبأخذٍ اعتبارٍ للأوضاع الملتهبة السائدة , وكتحسّبٍ استباقيٍ لتطوراتٍ او مفاجآتٍ ما قد تحدث .

ومع اللّتي واللُّتيّا وسواها , فهنالك بعض النقاط والملاحظات التي ينبغي التوقّف أمامها وما خلفها .! , فاذا كانَ دقيقاً ما ذكره حول تركيبة وزراءِ وزارته المستقلة ومن المستقلين ودونما تدخّل من الأحزاب او مراكز القوى الأخرى ! او بعدم إبلاغه تلكم الأحزاب بقائمة أسماء المرشحين للحقائب الوزارية ” من زاوية افتراضيةٍ – على الأقل ” , وبطلبه من اعضاء البرلمان الموافقة على تشكيلة وزارته , فجليّاً يبدو أنّ علاّوي يهدف الى وضع او رمي الكرة في ملعب البرلمان ! وبكلِّ بساطة وكأنّه في تجاهل او تغافلٍ مقصود لدور كتل احزاب الإسلام السياسي اللواتي تتحكّم بمجلس النواب وبعموم السلطة ! , وهو بذلك قد أدّى ما يُصطلح عليه بِ ” إسقاط فرض ” .! ويجرّد نفسه من المسؤولية او مسؤولية تشكيل الوزارة بما يتواءم مع تطلّعات الشارع العراقي ” رغم الشكوك المكثّفة التي تحيط بذلك من الجهاتِ الخمس ! ”

وَ وردَ ممّا وردَ في الخطاب , أنّ وعدَ رئيس الوزراء بتقديم الأشخاص الذين قاموا بقتل اعدادٍ كبيرةٍ من المتظاهرين وخطفوا بعضاً آخراً الى العدالة , ونحن هنا وبهذه المسألة الحساسة التي ما برحت قائمة ومستمرة , فلا نتعامل بالنوايا او النيّات مع كلمات سيّد علاّوي ومدى دقّتها او اقلّ .! لكنَّ اقلّ تساؤلٍ يدور ويلتفّ حول الرؤى والعقل هو : كيف يمكن قبول فكرة أن تقوم الجهات الخاصّة التي كلّفت بعض منتنسبيها بعمليات القتل بتسليم هؤلاء الى العدالة .! وهل تعترف تلك الجهات بمسؤوليتها دونما ادلّة ثبوتيّةٍ وبراهينٍ يكاد يستحيل إثباتها حتى لو جرى التعرّف عليها .!؟ وبالتالي كيفَ سينفّذ ويفي رئيس الوزراء بوعده .!

لوحظَ ايضاً في ذلك الخطاب القصير عباراتٌ وفقراتٌ اقرب الى الإنشائية والعاطفية بما يتعلّق بالتلاعب بمشاعر جماهير المتظاهرين ومحاولة اجتذابها دونما مغناطيسيةٍ سياسية ولا حتى اعلامية .! وكأنّ المتظاهرين غير محاطين بأسلاكٍ مدبّبة من القوى التي تتربّص بها على مدار الساعة ولا نقول بكلِّ ضغينة .!