كيما نحول دون تسديدِ سهامٍ نقديةٍ نحونا او نحو صدورنا ” جرّاء تعرّضنا لمسألة لتعطيل الدوام ” ولا نستثني نبالاً افتراضيةً اخرى قد تأتي من الخلف او من الظَهَرْ , فنعلن هنا أمام الملأ بأننا نتّخذُ هنا ” آنيّاً ” وعبر هذهنّ الأسطر فقط , موقفاً اقربُ لموقف اللاموقف .! أي لا نؤيد ولا نعترض حول هذا التعطيل بشكلٍ مباشرٍ , لكنّما ذلك لا يمنع من عرض واستعراض بعض النقاط القلائل ذات العلاقة .
من الملاحظ أنّ كلّ الحكومات اللواتي تعاقبت على حكم العراق بعد عام 2003 , فإنها وكأنها تعمّدت عدم الكشف عن خسائر منشآت ودوائر الدولة ومؤسساتها الفنية , عن كلّ يومٍ يجري تعطيل الدوام الرسمي فيه , وذلك بعد أن رفعت من رصيد هذه العُطل ! واضافت وابتكرت ” ولا نقول اختلقت ” مناسباتٍ جديدة لتعطيل الدوام فيها , ممّا لم تشهده الدولة العراقية منذ تأسيسها , وهل مبرّر التعطيل يوازي نسبة خسائر الدولة ويسوّغها .؟ وعلى ماذا .!
من الزاوية الأحدث , حيث كأنّ عدداً من المحافظات التي معظمها في جنوب البلاد تتسابق فيما بينها خلال الساعات ال 24 الماضية في الإعلان عن عطلة هذا الخميس بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي هي مرتفعة اصلاً منذ أيّام , وارتفاعها لهذا الخميس قد لا يزيد درجةً مئويةً او درجتين عمّا قبله , كما لوحظَ ايضاً أنّ المسافة الجغرافية بين محافظةٍ واخرى في الجنوب هي متقاربة ولا تفصل بينهم مسافاتٍ ماراثونية او تستغرق عشرات ومئات الساعات لبلوغِ احداهنّ الى أخرى .!
هنا ايضاً لا نبتغي ولا نفترض أنّ بعض السادة المحافظين ” من تلكم المحافظات ” قد تتملّكه رغبةً عارمة في تحقيقِ شعبيةٍ ما أمام جمهور محافظته .! , كما لا نزعم ولا ندّعي أنّ البعض من هؤلاء السادة المحافظين الأفاضل , قد انتابته الغيرة من بعضهم الآخر , فيلجأ الى التقليد في التعطيل والإنضمام الى هذه القائمة , لعلّها تنفع في مدىً أبعد في صُعدٍ انتخابيةٍ لاحقة ” ربّما ” .
نقطتان أخريتان بَقِيَتا في الإقتحام المخملي في التبرير المُبرّر! لتعطيل الدوام الرسمي , بإعتبار ارتفاع درجات الحرارة بما لا يصل الى درجة الغليان والفوران الفهرنهايت .! , إذ وبهذا الإرتفاع الحارّ , أليسَ التحاق الموظفين في دوائرهم ومواكبة دوامهم اليومي التقليدي , حيث وزارات ومؤسسات الدولة ودوائرها الفرعية مزوّدة أصلاً بمولّداتٍ كهربائيةٍ ضخمة الحجم بما تتيح لتبريدٍ كافٍ ومريح لكافة اقسام وغرف الموظفين ” والى انتهاء الدقيقة الأخيرة من ساعات الدوام ” هو انسب واعذب للموظفين بدلاً من الجلوس في بيوتاتهم ليضحوا كرهائنٍ لما بين ساعات قطع الكهرباء الوطنية , وما بين الوقت الضائع المختار لتشغيل المولدات الأهليّة العامة .!
أمّا وبقدر تعلّق الأمر بالمناسبات الدينية واعتباراتها المقدسة , فهل يمكن الإتفاق او الوفاق لو جرى تخصيص الساعة الأولى او الأخيرة من الدوام الرسمي بإقامة الصلاة الخاصّة اوالإضافية مع الأدعية والتضرّع للرحمن الرحيم للترحّم على شهداء الأمة الإسلامية , ولمغفرة الذنوب والإستغفار < في تلك الساعة المخصصة افتراضياً > بدلاً عن الإسترخاء البيتي وتعطيل المصلحة العليا لمصالح الدولة .!؟ … إنّه مجرّد تساؤلٍ بريءٍ ومجرّد , إنّما من المستبعد أيّ اجابةٍ عنه , بل تجاهله وحذفه وكأنه لم يكن اولم يُكتب .!