23 نوفمبر، 2024 12:27 ص
Search
Close this search box.

 تعسر رؤية العسيري على الاسد .. نصر لايران وفشل لآل سعود

 تعسر رؤية العسيري على الاسد .. نصر لايران وفشل لآل سعود

لقد افتقد المشاهد اطلالة ذلك الناطق الرسمي باسم ما يسمى عاصفة الحزم ذلك الوجه الشاحب الذي اخذ يطل علينا يومياً من شاشة العربية الحدث فقد اشتقنا لرؤيته بعد هذا الاختفاء، لا لشيء الا لأننا كنا نقرأ في وجهه مدى الغباء السعودي الساخر فقد راح يهول ويؤول تعظيماً للقدرة السعودية وانهم سينتصرون على الحفاة من جيش الحوثي والمخلوع صالح، وكان يظهر الى جانبه بعض المحللين السياسيين السعوديين “الفطاحل” وعلى نفس النسق ارضاءً لشهوات عائلة آل سعود الارهابية، حتى اني بهتُ من الاستغراب وانا اسمع تعليق احدهم بان ما يسمى “بعاصفة الهدم” قصمت (ظهر البعير) اقصد الحوثيين منذ الربع ساعة الاولى لانطلاقها.

ولكن ماذا حصل بعد حوالي العام من التدخل والعدوان السافرين على حفاة اليمن وتحطيم بلدهم فقد اخذ وجه العسيري بالانحسار في الظهور ووصلت الامور الى دعوة الحوثيين ومعهم صالح الى طاولة المفاوضات ووقف اطلاق النار هذا اليوم الاثنين الموافق 14/ 12 وقد هلك قبل بضعة ايام محافظ المعتوه ادريس وكذلك بسويعات من وقف اطلاق النار قائد القوات الخاصة السعودي ومعه ضباط آخرون.

هذا على الجانب اليمني.

اما على الجانب السوري فالامر يزداد عمقاً فمازالت السعودية واختها غير الشرعية قطر يطبلان منذ اكثر من اربعة سنين لاسقاط الاسد ولقنوا المعارضة السورية نفس اللهجة بالمطالبة لالغاء أي دور للاسد في المستقبل السوري ولكن الملموس بعد هذه السنوات ان دخلت روسيا بقوة لتعضد من التواجد الايراني الذي راهن على بقاء الاسد حتى اجبرت القوى العظمى على تغيير لهجة خطابها المتشدد والمطالب برحيل الاسد قبل أي اجراء محتمل.

فخرج علينا كيري وزير الخارجية الامريكي بتصريح جديد يبدي عدم ممانعته على تواجد الاسد في المرحلة الانتقالية وتبعه بأيام وزير الخارجية الفرنسي باتخاذه نفس الموقف الجديد هو الآخر في وقت كان يعد فيه لانعقاد ما يسمى بمؤتمر المعارضة السورية في عاصمة العار الرياض وفي الوقت الذي اختلفت فيه تصريحات بعض

المعارضين انفسهم، وقد بدى على بعضهم قبوله بالتباحث مع الاسد بعد كل تلك الزوبعة التي ازعجوا بها العالم على مدى سنين .

من المعلوم ان استعجال الحكم على الامور قبل اوانها ليس من الحكمة. غير انني استطيع القول ان ما حصل لحد الان في الساحتين اليمنية والسورية يدلل بشكل واضح مدى نجاح السياسة الايرانية وفشل سعودي تاريخي كبير رغم الامكانات المادية التي تتمتع بها.

حكمنا هذا على ما يحدث في هذه الآونة حتى وان رحل الاسد بعد مخاض الوضع الراهن مستقبلاً، فهو لا يغير شيئاً من هذا الاستنتاج الملموس باليد فتحقيق هذا القدر في هذه الظروف خصوصاً بعد اصطناع داعش البعبع التاريخي العجيب والذي صرفت عليه الاموال العظمى وجندت له كل الطاقات ليكون بحق اكبر ظاهرة ارهابية غريبة ومؤثرة على الساحة الدولية لتحقيق غايات خبيثة ولكنها لم تفلح. وسارت وتسير الامور على ما هي عليه الان في الوقت الذي لا نرى من ايران الا النتائج المذهلة التي تحصدها بكل صمت وذكاء، مقابل هذا الغباء والفشل السعودي المفرط.

وهو تعالى من وراء القصد.

أحدث المقالات

أحدث المقالات