كل نفس ذائقة الموت
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))
ببالغ الأسى والحزن العميقين تلقينا نبأ وفاة واستشهاد شاعرنا الكبير عبد الرزاق عبد الواحد في ديار الغربة بعد معاناة طويلة مع المرض , لكنه بالرغم من ذلك , وبالرغم من الظروف القاهرة وقسوة الغربة ظل صوته العروبي العراقي يصدح في جميع المناسبات والمحافل الدولية بكلمة الحق والوقوف بوجه الباطل وأهله , وظل شاهراً سيف الحق بوجه أعداء الأمة والعراق ولم يعده إلى غمده حتى أن فارق الحياة جسداً عليلاً نحيلاً , لكنه سيبقى خالداً في ذاكرة الأجيال , وقامة شامخة, سيخلده التاريخ وسيكتب أسمه في سفر العظماء والخالدين من أبناء هذه الأمة العظيمة بحروف من نور .
رحم الله شاعرنا العربي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد وأسكنه فسيح جناته , وجزاه الله خيراً عن أمة العرب والإسلام , وعنا وعن العراق الذي كان يحمله في ضميره ووجدانه وحداقات عينيه منذ نعومة أظفاره ….
نم قرير العين يا شاعرنا وحبيبنا يا أبا خالد , كنا نتمنى ونطمح وندعوا ونتضرع إلى الله جل في علاه أن يمد بعمرك لنفرح سوياً بتحرير العراق الذي نذرت وأفنيت عمرك من أجله .
نعم … نم قرير العين , فإن للعراق رب يحميه وشجعان وأبطال مازالوا يذودون عن حياضه , وأن أرض الحضارات التي تغنيت بها ودافعت عنها حتى الرمق الأخير من حياتك بالرغم من معاناتك وصراعك الطويل مع المرض … ستعود بهمة أبنائك وأحفادك الغيارى من أبناء الرافدين , وسيتحرر وطن آبائك وأجدادك عما قريب من دنس الاحتلالين الغاشمين وعملائهم وأدواتهم الأذلاء . و إنا لله وإنا إليه راجعون
