18 ديسمبر، 2024 9:51 م

تعريج على خطبة السيد علي السيستاني وعلى عدم أتيانه للواقع الخطير الذي يمر به البلد

تعريج على خطبة السيد علي السيستاني وعلى عدم أتيانه للواقع الخطير الذي يمر به البلد

الشعب يقتل ويدمر من قبل أحزاب كان للمرجعية الدينية دور في تسليطها علـى رقاب الناس منذ عام ٢٠٠٣ ولحد الان. واليوم وتحت انظار مرجعية علي السيستاني في جواره في النجف وكربلاء يتم اغتيال الشباب المطالب بوطنه السليب وبشكل يومي ويتم ذلك في انحاء المدن الشيعية ولم نسمع ولا فتوى واحدة صريحة الكلمة تحرم ذلك! وضع البلد تردى علـى مدى ١٦ سنة ويمن السيد عبد المهدي الكربلائي واحمد الصافي على الشعب بترديدهم انهم بحت أصواتهم الداعية للإصلاح. ولا ندري كيف بحت تلك الأصوات من خطب مقتضبة بين جمعة وجمعة لم تحدث تأثيرا واضحا سوى ان الوضع يسيء مع بقاء الأحزاب العميلة والفاسدة؟ واليوم لانسمع من هذه المرجعية الا طلاسم غير واضحة يمكن تأويلها بما ينطبق كلٌ على مشتهاه! فعندما رفض علي السيستاني ان يلقي خطبة اسماها مكتبه بالسياسية نجده يشير من طرف خفي لمشورة اهل العقل والحكمة مما يناقض ما راح اليه من انه لن يتحدث عن السياسة. لقد تحدث ولكن وكما جرت عادته بطلاسم يمكن ان تؤل حيث ما شاء ومن شاء. نقول للذين يكتبون خطبة السيستاني ويلقونها سواء ابنه او وكيليه انه ليس من دواعي المن على الشعب ان تقفون الى جنبه بل من دواعي الواجب الملقى عليكم ان تكونون كذلك. ومن صلب واجباتكم الدينية ان تقولون الحق وان تمنعون الظلم وتقفون ضد الظالمين والفاسدين والفاشلين والعصابات الاجرامية التي تقتل الناس ظلما وجورا وبهتانا. هذا من واجبكم امام الله وامام الشعب والإنسانية وليس منة تمنونها وانتم تشكون بان اصواتكم بحت او تمنعونها حيث شئتم. انتم بعدم وقوفكم مع المظلوم ضد الظالم وعدم اصداركم فتوى تحرم قتل الناس بغير قضاء ومن عصابات مسلحة وبشكل يومي وضعتم أنفسكم بمعزل عن الشعب المظلوم وهمومه ولا ندري هل اصبحتم فعلا مع السلطة الظالمة ام ماذا؟

ومما جاء في خطبتكم اليوم انكم دعوتم للاستماع الى اهل العقل والحكمة وكررتم هذا المصطلح دون تفسير مما يحتمل التأويل وبهذا فأنتم مسؤولون عن أي تأويل ينتج عن ذلك. والسؤال المطروح لكم هل ان كل من ادعى العقل والحكمة هو معصوم من الخطأ ام ذلك يحتاج الى من يسدده ان أخطأ. ومن الخطأ ان يضرب مثال بالمريض والطبيب و ذلك لان المريض عندما يذهب الى طبيب غير قادر على الوصول لتشخيص حالته او في حالة كونه يشك بالتشخيص فأن المريض يلجأ الى طبيب آخر للتأكد من ان الأول كان علـى صواب او على خطأ. ولابد للسيد وكيل السيستاني ان يفهم ان العقل والحكمة ليس من الضروري ان تكتسب مع تقدم العمر او الدراسة فقد يؤتى الحكمة صبي مثل يحيى (عليه السلام) او أئمة اهل البيت دون الرجوع للعمر او الدراسة وغيرهم كثير بل ولقد قال الامام علي (عليه السلام): خذ الحكمة أنى كانت، فإن الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن ٠٠٠٠ وقال عليه السلام: الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق. وقال عليه السلام: قيمة كل امرئ ما يحسنه (وهذه الكلمة التي لا تصاب لها قيمة، ولا توزن بها حكمة، ولا تقرن إليها كلمة). وقال عليه السلام: أوصيكم بخمس لو ضربتم إليها آباط الإبل لكانت لذلك أهلا. لا يرجون أحد منكم إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه ولا يستحين أحد إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم. ولا يستحين أحد إذا لم يعلم الشئ أن يتعلمه. وعليكم بالصبر فإن الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، ولا خير في جسد لا رأس معه، ولا في إيمان لا صبر معه. وقيل كذلك: خذ الحكمة ولو من افواه المجانين.

اما بالنسبة لكلمة العقل فأن لم يكن استخدامها مرتبطاً بالواقع فانها تحتمل معنىً فضفاضاً قد لا يمت للواقع بصلة. واننا اذا ما استخدمنا مصطلح العقل او اهل العقل دون ارتباطه بالواقع حينها يكون الواقع هو الشيء الحقيقي الذي يجب ان يبنى عليه ويبقى العقل شيء هامشي ما لم يرتبط بواقع. اما ذا كان الواقع مريضاً كما ضربتم في مثالكم فعليه يجب التأكيد على اسبقية الواقع والعلاقات القائمة على الأرض كأمر حتمي يعلو على استخدام مصطلح العقل ما لم يرتبطان مع بعض. فالمريض الذي يحتاج الى علاج مستعجل وتثقيف عن كيفية منع المرض يبدأ اولاً بالعلاج كأمر واقعي له اسبقية. ان العقل ليس شيئاً متعاليا على الواقع بل الواقع ودفع الاضرار التي قد يجلبها السلوك مهما كان نوعه هو الأهم خاصة حين يكون الواقع خطيراً على الامة والناس. اذن استخدامكم لمصطلح العقل والحكمة واستشارة اهلهما دون التطرق لواقع القتل والإرهاب والجرائم وإصدار فتوى تحرم ذلك وتمنعه هو كمن يترك العلاج المستعجل ويطفر للتثقيف والتنظير العقلي مما يؤدي الى قتل المريض. والعقل هو وعي الانسان بما يجري من حوله أي ان الواقع يرتبط بالعقل وعليه فالمتظاهرين الذين يطالبون بوطنهم السليب من قبل أحزاب عميلة لإيران وفاسدة وفاشلة وظالمة هم واعون لما يدور حولهم وعليه فهم عقلاء كان عليكم ان تفهمون ذلك. اما الجهل وهو عكس العقل فهو عدم القدرة على وعي ما يدور حولك وهذا ينطبق بالضبط على الأحزاب والكتل الحاكمة التي لاتزال تتمسك بسلطة ظالمة وجائرة دون ان تدرك ان الشعب قد رفضها وهذا عين الجهل وهو ضد العقل. العقل هو ان يكون الانسان مدركاً لما يجري من حوله وان تكون افعاله واقواله نابعة عن ارادته وهذا بالذات ينطبق على المتظاهرين ولا ينطبق على الأحزاب التي لا تتملك ارادتها ولا اقوالها. والعقل هو احب خلق الله اليه وفيه يشترك الجنس البشري كله فهناك عقلاء في كل امة ومن اهم أسس العقل هو ادراك الظلم والفساد والخروج ضده وتجنبه والتمييز بين الخير والشر وما الى ذلك.

ان المرجعية الدينية يجب ان تكون قوية في الحق وتقوله دون مسك العصى من المنتصف فهي تقف بين الظالم والمظلوم بنفس المسافة اما اليوم فقد وقفت في منأى عن المظلوم وتركت للظالم حرية مطلقة. هذه مسؤولية دينية امام الله وليس شيء تختاره او ترفضه بل هو من صلب واجباتها. اليوم هناك ميليشيات تقتل الناس وترهبهم وقد تكونت هذه المليشيات بعد فتوى المرجعية بخصوص داعش فهل تستطيع المرجعية من تصحيح ذلك او على الأقل تنأى بنفسها عن هذه العصابات وتحرم استخدام السلاح ما لم يكن بيد الدولة؟

ان العديد من قادة الحشد الشعبي الذي تكون بعد فتوى المرجعية يعملون لصالح ايران ومنهم هادي العامري وأبو مهدي المهندس فهل للمرجعية رأي في ذلك؟ انظر الفيديوهات المرفقة ادناه:

https://www.youtube.com/watch?v=MwpjTKxzO3c

السؤال موجه للسيستاني هو ما هو رأيه في ذلك؟ ام ان هذه المعلومات لاتصل اليه بل ابنه محمد رضا ووكيليه المعروفين هم الذين يتصدون لهذه المرجعية وان كان ذلك فهذا خطأ فادح وكبير خاصة في وقت مثل هذا.

المرجعية السيستانية اثبتت عجزها وضعفها امام النوازل الحالية مما سمح للأحزاب التي هي أتت بها ان تستهتر بإرادة الشعب وان تبيعه لإيران بابخس الاثمان. بل وان تلك المرجعية باركت هذه الأحزاب ودعت في البداية الى انتخاب قائمة الثلاث خمسات السيئة الصيت.

المسألة اليوم لاتتعلق بالخطبة السياسية او عدمها ولكن تتعلق في شعب يقتل وحرمات تنتهك ووطن يستباح وكله باسم الدين والمذهب وعليه فأن المرجعية يجب عليها ان لا تكون في موقف المتفرج الذي لا يهتم لتك الأمور بحيث تنأى بنفسها عن ذلك. الامر يهم شعب ومصيره وناس تقتل بغير ذنب وسلاح وعصابات تقترف القتل تحت انظار الحكومة المشتركة او على الأقل الفاشلة في اتخاذ ما يمنع ذلك.

فالمرجعية ليس من حقها بل من صلب واجباتها ان تقول ما يمنع ذلك وليس السكوت على الظلم والحق.

انظر الى الثلث الأخير في الفيديو ادناه لما يتعلق بالعراق

خطبة الجمعة 27/12/2019:”حكامنا وحذاء برهم صالح”