23 ديسمبر، 2024 3:36 ص

تعدد المذاهب ألآسلامية وجواز التعبد بها ؟

تعدد المذاهب ألآسلامية وجواز التعبد بها ؟

سأني بعض ألآخوة وألآخوات عن جواز التعبد بالمذاهب ألآسلامية المتعددة ؟

وهذا الموضوع أصبح من المواضيع التي تفرض نفسها خصوصا بعد ألآنتهاء من طرد عصابات داعش من العراق , وألآجابة على هذا السؤال تقتضي أستحضار كل الموارد الشرعية التي نص عليها القرأن الكريم خصوصا فيما يتعلق بالموقف النهائي تجاه من يتعبد بغير مذهب أهل البيت “ع” بأعتباره المذهب المطبق لحكم الله ولسنة رسول الله “ص” في مقابل الذين أنقلبوا على العقب بعد أنتقال النبي “ص” الى الرفيق ألآعلى عام 11هجري , وهؤلاء الذين أنقلبوا على العقب كما نصت على ذلك ألآية ” 144″ من سورة أل عمران ” وما محمد ألآ رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ” وعملية ألآنقلاب على العقب هذه نقلت السلطة السياسية بعد وفاة رسول الله “ص” الى غير مانص عليه القرأن الكريم عبر أية”55″” أنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا الذين يقيموا الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ” وألآية “67”” يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وأن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس أن الله لايهدي القوم الكافرين ” من سورة المائدة وأية “33” من سورة ألآحزاب وهي أية التطهير” …أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” وألآية ” 23″ من سورة الشورى ” ذلك الذي يبشر الله عباده الذين أمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسئلكم عليه أجرا ألآ المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا أن الله غفور شكور ” – الشورى – 23- وخلاصة تلك ألآيات الكريمة هو ” الولاية ” للآمام علي “ع” وألآئمة المعصومين من صلبه وهذا هو حكم الله , ولكن السلطة السياسية بعد وفاة النبي “ص” حولت الحكم من ألآمامة الى الخلافة وهذا أول خطأ مورس من قبل المنقلبين على العقب , ثم قام هؤلاء وعبر مراحل متعددة من الحكم ألآموي الى الحكم العباسي الى حكم أل عثمان والمماليك حتى يومنا هذا بحيث تم أختطاف ثقافة غالبية المسلمين القرأنية التي تقوم على ألآصطفاء كما في ألآية “33” من سورة أل عمران والذرية الصالحة كما في ألآية “34” من سورة أل عمران فلم يعد يعرف غالبية المسلمين معنى : التقية على وجهها الصحيح , ولم يعودوا يعرفوا معنى ” البداء ” و” الشفاعة ” و” العصمة ” و” علم الغيب ” ونتيجة مرور مئات السنين وهم يتعبدون بثقافة ألآنقلاب على العقب حتى قال الشاعر أبو العلاء المعري :

أجاز الشافعي فعال شيئ … وقال أبو حنيفة لايجوز فضاع الشيب والشبان منا … وما أهتدت الفتاة ولا العجوز ؟

وقال الزمخشري :

أذا سألوني عن مذهبي لا أبح به … وأكتمه

كتمانه لي أسلم

فأن شافعيا قلت قالوا بأنني … أبيح نكاح

البنت والبنت تحرم

وأن مالكيا قلت قالوا بأنني … أبيح أكل

الكلاب والكلاب هم هم ؟

والذين عملوا بفقه المذاهب من غير مذهب أهل البيت “ع” لم يأخذوا بأعتراضات المعترضين ولم يأخذوا بتحفظات العلامة الزمخشري ولا بأنتقادات الشاعر أبي

العلاء المعري , مما جعل غالبية أتباع المذاهب لم يعودوا يعرفوا معنى ” الولاية ” ولا معنى ” ألآمامة ” بمعناها القرأني وعدم المعرفة هذه تشكل لآصحابها موقفا محرجا بعد الموت وفي البرزخ والبعث والحشر ويوم القيامة ويوم الحساب , ولكن الكثير من المسلمين من أتباع المذاهب ” بأستثناء أتباع الوهابية التكفيرية والسلفية التكفيرية” هؤلاء ألآغلبية من المسلمين ممن لم يعرفوا أئمة أهل البيت “ع” ولم يعرفوا أركان الثقافة القرأنية وهي : ألآصطفاء , والذرية الصالحة , وألآمامة , والعصمة , والتقية , والشفاعة ” وعلم الغيب , والبداء , لكن هؤلاء منهم من هو لايبغض أهل البيت “ع” ويقوم بأعمال صالحة مثل رعاية ألآيتام وتفقد الفقراء والمحافظة على صلة الرحم ويحب الخير ويؤدي ألآمانة , هؤلاء كما عن أئمة أهل البيت “ع” تنالهم رحمة الله فيدخلون الجنة , وهنا من الضروري أستذكار ” رحمة الله ” التي وسعت كل شيئ , فالله سبحانه وتعالى رحمن للخلق رحيم بعباده كل عباده , والعباد يوم القيامة لهم درجات منهم من لايحاسب , ومنهم من يحاسب حسابا يسيرا خفيفا , ومنهم من يحاسب بشدة ويطول حسابه , ومنهم من تناله شفاعة الشافعين رغم ماله من ذنوب , ومنهم من تناله رحمة الله في أخر المطاف , والمسلمون من أتباع المذاهب ممن

لايحملوا كراهية وعداءا لآئمة أهل البيت “ع” وممن لهم أعمال صالحة كما قلنا هؤلاء تشملهم رحمة الله فيدخلون الجنة برحمة الله لا بأتباعهم للمذاهب التي أتبعت

ثقافة ألآنقلاب على العقب , ومن هنا قال بعض العلماء بجواز التعبد بتعدد المذاهب لا لصحتها في مقابل مذهب أهل البيت “ع” الذي هو سفينة النجاة , ولكن لآنهم لم تتح لهم فرصة لمعرفة أركان الثقافة القرأنية على وجهها الصحيح رغم أنهم يؤمنوا بالقرأن ويحافظوا على تلاوته وأداء

الصلاة وأيتاء الزكاة , فهؤلاء تشملهم رحمة الله قال تعالى ” رحمة من ربك أنه هو السميع العليم ” – الدخان – 6- ” ألآ من رحم الله أنه هو العزيز الرحيم ” – الدخان – 42- وحتى نقرب المعنى للذين يستريبون من جواز التعبد بتعدد المذاهب لهؤلاء نذكرهم بما ورد عندنا عن رسول الله “ص” عن أئمة أهل بيته حيث قالوا أن عدد صفوف المصلين يوم القيامة ” 120 ” صفا ” 80″ صفا منهم من المسلمين و” 40 ” صفا من غير المسلمين ؟ ومن هنا ظهرت عندنا مفاهيم ألآيمان الخاص وهو للمسلمين ” أن الدين عند الله ألآسلام ” وألآيمان العام وهو لكل من أمن بشريعة من شرائع الله وحرم ما حرم الله وحلل ما أحل الله قال تعالى ” أن أولى الناس بأبراهيم للذين أتبعوه وهذا النبي والذين أمنوا والله ولي المؤمنين ”

– أل عمران – 68- وقال تعالى ” شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به أبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب ” – الشورى – 13- وأذا ضممنا الرواية الصحيحة التي تقول أن الله تعالى أوقف حكم القصاص بحق مشرك لآنه كان كريما ووفيا وأمينا في قومه ” وعليه فلا يمكن نكران وجود مسلمين من أتباع المذاهب وهم كرماء وأوفياء وأمناء على ألآمانة وهؤلاء مع وجود رحمة الله الواسعة فهم مشمولون برحمة الله لهذا كله يجوز التبعد بالمذاهب بالعنوان الثانوي وليس بالعنوان ألآولي , فالعنوان ألآولي هو ما نصت عليه ألآية “55” من سورة المائدة وألآية ” 67″ من سورة المئدة وألآية ” 23″ من سورة الشورى وألآية “33” من سورة ألآحزاب , ثم أنه نتيجة تقادم مئات السنين على مسلمين يتعبدون بتلك المذاهب وهم

لايعرفون خطئها بحيث أصبحت جزءا من حياتهم فلا يمكن والحالة هذه أرجاعهم عن تلك المذاهب كما لايمكن الحكم عليهم بالكفر لآن ذلك سيجلب فتنة لايخمد أوارها وليس من الحكمة ألآ أن نقول بجواز التعبد بتلك المذاهب لنردم هوة الخلاف المهيأة لكل أنواع الفتن وألآبتلاءات ويستثنى من ذلك الوهابية التكفيرية والسلفية التكفيرية , وبهذا يمكن التلاقي مع العلماء الذين قالوا بجواز التعبد بالمذاهب المتعددة وهو ما يتفق ورحمة الله الواسعة والتي فسرها أئمة أهل البيت “ع” وخير ما نختتم به قوله تعالى ” وقل رب أغفر وأرحم وأنت خير الراحمين ” –

المؤمنون – 118-