أثار المقترح الغريب للنائبة جميلة العبيدي بالمطالبة بتشريع قانون يسمح بتعدد الزوجات ونبذ ثقافة الزوجة الواحدة لغطاً كبيراً بين مختلف الأوساط الثقافية والإجتماعية, وقد تذرعت النائبة بأسباب وذرائع كثيرة دفعتها للمطالبة بهذا المقترح الغريب في التوقيت والمضمون , ولا أريد هنا مناقشة هذه الأسباب ولكني وددت طرح بعض القضايا المهمة والتساؤلات على السيدة العبيدي أهمها بأن قضية تعدد الزوجات لاتحتاج الى قانون لأنها موجودة أصلاً في الدين الإسلامي ولكنها محدّدة بضوابط شرعية أهمها هو شرط العدل بين الزوجات, والقضية الأخرى المهمة هو ان بلدنا يعيش في ظرف إقتصادي متردي نتيجة أسباب كثيرة أهمها هو سوء الأداء السياسي للطبقة السياسية المتصدية للعملية السياسية في العراق بكل هيكلياتها والتي أوصلت المواطن العراقي الى وضع بائس جعلته يعاني من كم هائل من المعاناة والآلام فهو يعاني من إنعدام فرص العمل وقلة القدرة الشرائية وتردي الوضع الأمني يقابله نقص كبير في الخدمات الضرورية وارتفاع عام في الأسعار ماجعلت الرجل العراقي وربّ الاسرة يقف عاجزاً عن تلبية الحاجات الضرورية لأسرته وهذا من أكثر الأمور التي تؤذي الرجل وتدمي قلبه عندما يكون مكتوف الأيدي عن سد حاجات أسرته .
من هنا فان معظم العراقيين يعانون بشكل عام من عدم المقدرة على كفاية أسرة واحدة فهل من المعقول التفكير بالمطالبة بتشريع مثل هذا القانون وآلاف العوائل العراقية نازحة عن ديارها نتيجة التحديات الارهابية ومعارك التحرير وتعيش في مخيمات بائسة تفتقر لأبسط المقومات الانسانية وتبحث عن رغيف خبز وماء ودواء, وهل من المنطق المطالبة بهذا القانون في بلد تجاوزت نسبة البطالة فيه الى أكثر من 33 % ووصلت نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر الى أرقام مخيفة , وهل من الحكمة والعقل أن يفكر مواطن يعيش في هذا البؤس والشقاء والعوز ولايجد مايسد به رمقه ورمق عائلته بفتح بيت جديد وتكوين أسرة جديدة ليرفع من عدد البائسين في بلدٍ امتلأ بالبائسين والفقراء, وأقول للسيدة النائبة صاحبة المقترح ان المواطن العراقي لايحتاج قانونكم هذا بل يحتاج أن تفكروا ولو قليلاً بتشريع قوانين توفر له فرصة عمل كريمة وتعيد المجانية للخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والنقل وغيرها وهو في أمسّ الحاجة لقوانين تعمل على خفض الضرائب والاسعار التي قصمت ظهره ويطمح الى قوانين تعمل على محاسبة الفاسدين الذين سرقوا أموال البلد وهربوها الى الخارج في وضح النهار بلا حساب ولاكتاب, ويريد أن تعملوا على التفكير بحلول ترفع الحيف والظلم الذي أصابه نتيجة سوء أدائكم السياسي وخلافاتكم الحزبية والكتلوية والطائفية, وأخيراً وليس آخر فيا ممثلة الشعب اعلمي أن الرجل العراقي بحاجة الى الكرامة والأمن ورغيف الخبز له ولعائلته وليس بحاجة الى زيجات جديدة والحليم تكفيه الإشارة.