23 ديسمبر، 2024 12:52 ص

تعددت الجبهات والمعركة واحدة

تعددت الجبهات والمعركة واحدة

لا يخفى على الجميع أن العراق يخوض حرباً كبيرة ضد أعتى تنظيم إرهابي وقوى ظلامية تكفيرية خلفها حكومات ومخابرات دولية جمعتها مصالح ومطامع وخلفيات كراهية ، والحرب في الوقت الحاضر فيها عدة جبهات فلم تعدو حرباً تقليدية بل تدخل فيها الحرب النفسية والإعلامية وعنصر الإشاعة واستثمار العنصر البشري المتضرر أو المسحوق بعد أن يتم استهدافه فكرياً وبطرق مدروسة
فأغلب التنظيمات تتكون في بيئة غير طبيعية وقعت تحت ظلم سلطة أو إدارة غير كفوءة فهذه البيئة تكون أكثر تقبلاً للأفكار الوافدة وصيحات الحماية والانتقام ومن هذه التنظيمات الإرهابية زمرة داعش فإن تكونها وظهورها بهذا الشكل لا يخرج عن هذا الاطار الذي تحدثنا عنه والعوامل التي أشرنا إلى بعضها ، والمعركة مع هكذا عدو تتطلب جهداً استثنائياً متعدد الجوانب وفي ميادين مختلفة فالحرب ليست عسكرية فقط بل العسكر أحد أبرز جبهاتها وهناك جبهات لا تقل أهمية عن هذه الجبهة ، ومن هذه الجبهات المهمة استهداف ذخيرة العدو الفكرية التي يستند عليها في غسل أدمغة الشباب مما يجعل أحدهم يفجر نفسه في سوق أو تجمع هنا و هناك لينال مرضاة الرب ! ، وفي لغة الحروب قطع الامدادات كفيل في تحقيق النصر فقطع هذه الذخيرة “الفكرية” يساهم بشكل كبير في النصر على قوى الإرهاب الداعشي .
الجبة الثانية هي ارسال رسائل مطمئنة للبيئة التي استغلها داعش واستثمر طاقتها البشرية وهذه الرسائل المطمئنة تسحب البساط من تحت أقدام قوى الإرهاب وتفقده أحد أهم مرتكزاته ويمكن تحقيق ذلك ببث روح الوحدة وابداء الاهتام بتلك المناطق وأهلها خصوصاً ممن نزح عن تلك الديار وهو الآن بأمس الحاجة للعون فهو بمثابة الغريق فإن لم تمد يدك لتنتشله فيتمسك بأي شيء يظن أنه يساعده في النجاة أو الخلاص فبالوحدة وإشاعة روح المواطنة وإعانة النازحين والفقراء تُدعم الجبة العسكرية وهذا ما عملت عليه مرجعية السيد الصرخي الحسني فقد عملت على ثلاثة محاور في هذه المعركة ضد الإرهاب ، المحور الأول يتمثل في تصدي المرجع الصرخي إلى أفكار ابن تيمية التكفيرية وابطالها بالدليل من خلال سلسلة محاضرات مكثفة في مادتها العلمية وبث تلك المحاضرات في الأوساط التي كانت وما زالت تتقبل الفكر التيمي ، المحور الثاني تجسد في دعم النازحين وإيصال المساعدات لهم وابداء العون وهذا ما وثقه المركز الإعلامي لتلك المرجعية ومن شاء فاليراجع . المحور الثالث في هذه المعركة هو محور الوحدة فقد دأبت مرجعية السيد الصرخي على بث ثقافة الوحدة والتسامح فأصدرت البيانات ونظمت الندوات والمهرجانات في مختلف مدن العراق الحبيب ومنها مهرجان (الحسين نهج للتعايش السلمي بين الأديان) فقد تم تنظيمه وإقامته في ذي قار والبصرة والعمارة وسيقام في واسط في الأيام المقبلة وقد لاقت تلك المهرجانات نجاحاً واسعاً تمثل في الحضور المتنوع لجميع الطوائف من مسلمين وغيرهم وكذلك تضمنت تلك المهرجانات تكريم عوائل شهداء القوات الأمنية والحشد الشعبي تعبيراً عن الاعتزاز بتضحياتهم ومشاركة في هذه االمعركة المصيرية ضد قوى التكفير والظلام .