يخطئ من يذهب بفكره بعيدا ويتصور أن مشكلة الحكم في العراق مرتبطة بشخص المالكي …
فكلنا يعلم أن الرحم الايراني لم يصبه العقم بعد… .
أن ما انتجه هذا الرحم النتن بمقدوره أن يستئانف ما بدئه بكره عبد العزيز الحكيم ثم الجعفري ثم اعقبه البار بأمه المالكي… مشكلة العراق السياسية لا تنفرج باستبدال شخص المالكي بشخصية تدور في الفلك الايراني … أن التغيير المنشود الذي تصدعت به رؤوسنا على مدى الاشهر المنصرمة بدعايات انتخابية جوفاء نادى بها رؤوساء الكتل وساهم في نشرها عدة فضائيات مأجورة همها الوحيد زيادة رصيدها من السحت الحرام وهم يعلمون قبل غيرهم بأن هذه الطروحات والدعايات لاوجود لها على ارض الواقع ومن الصعوبة بمكان ان لم نقل استحالة تحقيقها لسبب رئيسي :
وأن الكل بات متأكدا منه وهو أن ايران وكل رجالتها بدءا بالمرشد الاعلى مرورا ب( قاسم سليماني ودن فرائي والكثير من خبرائهم وساستهم ) الذين يديرون الملفات الخارجية اذكى وادهى من أن يغفلوا عن اي خيط من خيوط اللعبة تشرد من احدى اصابعهم… فإيران بدهائها قد اعدت لكل مرحلة يمر بها العراق ما يناسبها وهي بالتأكيد قد اخترقت كل الكتل الكبيرة ومن كل الطوائف والاطياف ولديها ما تستخدمه من الوسائل للضغط عليهم عند الحاجة .
لن تفرط ايران بالعراق الذي قدم اليها على طبق من ذهب هدية من الشيطان الاكبر “العدو التقليدي” من اجل كرسي المالكي الذي ستذود عنه الى حد ما ثم اذا ما اصطدم هدفها دوليا واقليميا وداخليا فلديها من هو اخلص من المالكي… استوعبوا اللعبة والمؤامرة يا قادة الكتل ويا قادة العرب وياقادة الدول النامية ويا نواب المرحلة في شعوب المنطقة ويا ايها الشعب العراقي المغلوب على امره أن التغيير المنشود سلب من يد شعوب المنطقة .. حيث ثبت بالتجربة أن التغيير لا تصنعه الصنادق المنمقة ولا الاحبار المرقرقة ولا الابهام الذي سوى الله بنانه ولحكمته خلقه .
التغيير المنشود يأتي متى ما هيئ الله لهذا الشعب المنكوب رجالا كصلاح الدين الايوبي والعز بن عبد السلام ومحمد مهاتير والشهير لولا دا سلفا رئيس وزراء البرازيل السابق الذي ابهر العالم بنزاهته وصبره وتفانيه لبلده ولااقول اردوغان مخافة ان يثير اسمه اعدائه من سياسي العراق وربما لايكمل بعضهم قراءة المقال .. والكثير من قادة العصر لايتسع ذكرهم ومن سلفنا الطيب الصالح …رجالا يتقنوا فن السياسة والحوار همهم هو بلدهم وتعلوا انفسهم عن زهرة الدنيا وزينتها .
إن التغييرالذي ترنوا اليه وتنشده شعوب عالمنا العربي والاسلامي وضلوا الطريق مرة بما يسمى الربيع العربي واخرى بالزحف الى الصناديق اثبتت الايام انها اكذوبة العصر …ويعلم يقينا من يدير دفة الحكم في ارجاء المعمورة انها في كواليس الدول الكبرى ومطيتها مجلس الامن ومنظمات الامم المتحده المهيمنة على مقدرات العالم وليس في صناديقنا.
نعم انها الاكذوبة والمسرحية التي روجت لها الالة الامريكية وباقي الدول من العالم الاول وسوقوها الينا على انها الديمقراطية المثلى .
ويا للاسف صناديقهم تنبض بالحياة …وصناديقنا لاتصلح الا لحفظ الموتى أو النفايات ….