منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003، ومخططات التصفية و إستهداف المعارضين الايرانيين في العراق مستمرة على قدم و ساق دونما إنقطاع، هذه المخططات التي يتم وضعها و إعدادها في طهران، إعتمدت على مختلف الطرق و الوسائل و السبل من أجل تحقيق الاهداف و الغايات المنشودة من ورائها مما يضع حياة 3000 آلاف معارض إيراني يتواجدون حاليا في مخيم ليبرتي في بغداد لخطر داهم محدق بهم على الدوام.
المحاولات و المساعي و الجهود المبذولة من أجل إستهداف المعارضين الايرانيين في ليبرتي، هي متنوعة و مختلفة بل ويمکننا تشبيهها بالحرباء لأنها تأخذ لون الظرف و المکان و تتأقلم تبعا لذلك في سبيل تحقيق الهدف الاهم و الذي يتجلى في القضاء على هؤلاء المعارضين و تبديد الخطر الذي يمثلونه على النظام في إيران، وان متابعة متأنية لملف هؤلاء المعارضين تؤکد بأن القضية ليست أبدا کما تروج لها الحکومة العراقية برئاسة نوري المالکي حيث تحاول التأکيد على انها ترتبط بإخراجهم من العراق في الوقت الذي يوجد فيه مساع و محاولات من جانب النظام الايراني نفسه لإجهاض إخراجهم من العراق.
منذ عام 2003، ولحد يومنا هذا، تعرض المعارضون الايرانيون الذين ينتمون معظمهم الى منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الايراني، الى تسعة هجمات ضارية، خمسة منها کانت من نصيب معسکر أشرف في محافظة ديالى، و أربعة منها(کانت هجمات صاروخية)کانت من نصيب مخيم ليبرتي الذي تم تحديده لهؤلاء المعارضين بعد أن أجبروا و بطرق و اساليب مختلفة على مغادرة معسکر أشرف بعد أن تم الترتيب و الاعداد لذلك عبر التوقيع على مذکرة التفاهم الخاصة بالحل السلمي لقضية أشرف بين الامم المتحدة و الحکومة العراقية و المعارضين الايرانيين، والتي تؤکد المعارضة الايرانية انها کانت بمثابة فخ للإيقاع بهم.
الهجمات و ممارسة الضغوطات من جانب الحکومة العراقية ضد المعارضين الايرانيين و التي أدت الى مقتل أکثر من مائة منهم و جرح المئات و تکبيدهم خسائر مادية فادحة، أدت الى ردود فعل دولية واسعة النطاق على مستوى الامم المتحدة و الاتحاد الاوربي و الولايات المتحدة الامريکية و المنظمات المعنية بحقوق الانسان، والتي طالبت فيها الحکومة العراقية بضمان أمنهم و سلامتهم من الهجمات العسکرية و السياسات المشبوهة المتخذة ضدهم، ويبدو أن آخر هجومين ضد هؤلاء المعارضين في الاول من أيلول 2013 ضد معسکر أشرف و وفي 26/12/2013، ضد سکان ليبرتي، حيث أثارا عاصفة من ردود الفعل الدولية العنيفة التي لازالت تطالب لحد الان بإجراء تحقيق دولي محايد بشأن الهجوم على أشرف و الذي أسفر عن مقتل 52 و جرح العشرات و إختطاف 7 آخرين منهم لازالوا مجهولي الاثر لحد الان، کل هذا دفع بالحکومة العراقية التي تؤکد المعارضة الايرانية بموجب قرائن و ادلة لديها من تورطها في الهجمات، الى إلتزام سياسة جديدة تتسم بممارسة فرض حصار شديد على السکان حيث يشمل المواد الغذائية و الادوية و الطبابة و الوقود و مجال الخدمات، وان الحصار الدوائي و الطبي قد أدى لحد الان الى حدوث 18 حالة وفاة بين السکان، وان الخطر الکبير الذي بات يحدق بالسکان من جراء قرب نفاذ مخزونهم الغذائي من جهة و کذلك تهديد حياة عدد کبير منهم من جراء منع الدواء او مراجعتهم للطبيب، ومع أن هناك دعوات دولية و إقليمية لرفع هذا الحصار إلا أن الذي يبدو واضحا لحد الان عدم إکتراث الحکومة العراقية بتلك الدعوات و إصرارها على المضي قدما بسياستها الجديدة التي تهدف أيضا الى قتل و إبادة المعارضين الايرانيين إرضائا للنظام الايراني، وفي کل الحالات فإن أسباب الموت للمعارضين الايرانيين تتعدد لکن الهدف و الغاية هي دائما ذاتها”أي ابادة المعارضين الايرانيين”، دون غيرها!
[email protected]