الحمد لله الذي سمك السماء، وندب عباده الى الدعاء، والصلاة والسلام على مَنْ قدمه في الإصطفاء، محمد خاتم الأنبياء وعلى آله الطيبين الأنقياء، مصابيح الدجى، وأعلام الورى، أما بعد: “فالباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً”، فإن كان المعلم قائداً للزمن وعنواناً للأمة، فأنتم أيها الجيل النشئ: عدة الشعب وعدده في سرائه وضرائه، بكم نحيي المجتمعات ونواجه الصعوبات، فالعلم الذي تنالونه سيوقظ الوطن، ويسلحكم بالحق أمام الباطل، وبالفضيلة لتقتلوا الرذيلة، وتبذروا بذور الخير والفرح.
هناك كثير من الفضائل والآداب، ومكارم الأخلاق، وجب أن تلتزموا بها لتكون منهجاً ومنهاجاً في حياتكم، أبرزها أن الوقت ثمين، فلابد من قضائه بالعمل المفيد النافع للفرد والمجتمع،”فخير الناس مَنْ نفع الناس”، ثم تسلحوا بالوحدة والتعاون، “وإعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا”، فالعراق يحتاجكم في كل قول وفعل، وإعتمدوا على أنفسكم في خدمة بلدكم، فهو مسقط الرأس الأصيل، ومحل الولادة الأكثر أصالة، ولكم فيه ذكريات جميلة فالعلاقات الإجتماعية لاتقاس بطول العشرة وإنما بجميل الأثر وجمال الأخلاق.
أجدادنا لهم في الوطن أمجاد وحضارات عظيمة، يشهد لوطني القاصي والداني بأول حرف، وأول صف، وأول مدرسة، وله حق علينا بأن ندافع عنه بالنفس والمال، مع إخوتنا في الجيش الباسل، والحشد المقدس، والشرطة الإتحادية، والعشائر الأصيلة، لتبقى راية العراق عالية، فهي رمز عزتنا وإستقلال دولتنا، وننشد له الأناشيد الوطنية الجميلة، فعلمنا جميل جداً ونحمل ألوانه في قلوبنا، وله ذكريات أجمل عندما نرفعه يوم الخميس في تحية العلم، لذا يجب علينا أن نتحد معاً كالبنيان المرصوص.
واجب علينا أن نكون يداً واحدة ضد الإرهاب والفساد، ونعلم أن التسامح أكبر مراتب القوة والشجاعة، وأن التعايش والإحترام أساس قيام المجتمعات ،فلا ميراث كالأدب، ولا غنى كالعقل، ولا ظهير كالمشاورة، ولا فقر كالجهل، لذا أجعلوا ميدانكم أنفسكم، كما يقول أمير المؤمنين ويعسوب الدين، علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فيا رب أحمِ وطني، وأهلي، وأصدقائي، وذكرني بأن النجاح هو توفيق من العلي القدير، إنه وطني الذي يصلح رمزاً لكل مكان وزمان فسلاماً لك يا وطني.
أجمل ما في عمر الإنسان العراقي، أنه كلما تقدم به السن، يستصغر كل شيء في حياته، لأجل وطنه وأرضه،(الأموال والعيال) كلها فداءً له، والنضوج الذي بات العراقيون عليه، بعد عام الفتوى المقدسة 2014، يقف شامخاً كأصابع اليد الواحدة المنتصرة، حيث ضربوا أروع الأمثلة في التحدي والصمود، وأمست قلوبنا أوطاناً صغيرة، تحتضن إسم العراق العظيم، فالطرق المؤلمة وأرصفة الدم المراق، جعلتهم يتوحدون من جديد ولم يفقدوا الأمل أبداً، فهناك أربع حروف مضيئة لموطني:(العين، والراء، والألف، والقاف).