يمر مساء دجلة دون شموع ، البساتين ترنو لرواد غابوا منذ سنين ، ولاصوت يردد ذلك النشيد السماوي الرخيم …” يازكريا إنا نبشرك بغلام أسمه يحيى ، لم نجعل له من قبل سميّا.”
هل مضى زمن الإعجاز الألهي ..؟
هل جاء المستحيل ليحل خرابه الأبدي في وطن جدك يا ” زكريا ” ..!؟
أمواج دجلة تساءل نخيل بغداد عن سر إختفاء الضوء والشموع والأغاني ، من شواطئ كانت تفيض بالأماني ، تزهر بالخير وهي تطوي المسرة في إيهاب الذكرى ..!
كانت الصبايا والأمهات يرسمن خيطا ً من النسوة على ضفاف النهرين يوم زكريا ، ولادعاء سوى للولد …!
اليوم نساء العراق في الأسر أو الهجر والمخيمات ، أوفي المقابر تنعى الولد ، بعد ان ضاع البلد ..!
هل تسمع يازكريا ….؟
يا الله يارحمن …كان السياسي ولم يزل ، يبشرنا بخراب أسمه العراق ..!
وهذا الوطن المطهر بنار خليلك ابراهيم ، عادت الذئاب تمزقه ، ونحن عنه غافلون ..!
ياالله لم تطفأ الشموع على الضفات فقط ، بل تعيش الكنائس عتمتها في زمن اليهود وسطوة ” يهوذا ” ، الصلوات تنطق بصمت أخرس ، المساجد بيوتا ً لصنع القنابل وآخر مبتكرات الذبح الوحشي و..تكبير ..تكبير وكل يوم ينحر أولاد ابراهيم قربانا ً لشهوة الأبالسة الجدد ..!
انه البلاء العظيم ، ولسنا من الصابرين …!
هل كنا بحاجة للأديان .؟
أذن كنا بحاجة لأكثر من نهرين لتغسل دمائها ..!
بلاد النهرين أمست بلاد القهرين .. فلا شموع ولاضياء ولاحلوى ولاموسيقى ،لاأمنيات تنبأنا بها الشموع الطافية فوق الماء ، صواني فارغة تنظر بوجه الجياع في مخيمات النزوح وجسر بزيبز سيء الصيت والمزابل ، ولصوص قناصة للأماني والأرواح بعد افراغ البلاد من العباد ومراسيم الوجود ،وتلك التقاليد التي أرادها الرب في تخليد معجزاته يوم منح الذرية للعاقر .
كان نبي الله زكريا قد بلغ من الكبر عتيا ، وزوجته عاقراً …لكن الله كرس إرادته بمنح زكريا غلام اسمه يحيى ..، العراق اليوم عاقر فهل يمنحه الرب معجزة أخرى …!؟
الغريب ان العراق حين يفكك ، يصبح عاقرا ً ..( عراق ، عاقر ) ..!
هل ثمة حكمة في لغة الله ( القرآن ) ..؟
يارب أني بشوق ل ” صينية ” زكريا وشموع دجلة في المساء ..!؟