منزويا في غرفتي متأملا الخلق والخالق ، أنا لوحدي منذ ساعات بعد ان استأذنت زوجتي قاصدة اسواق المدينة للتبضع مما لانحتاجه من البضائع الصينية الرخيصة السعر والرخيصة بقيمتها التصنيعية ، انا في منتصف العقد السادس من عمري ، قطار عمري إجتاز كل المحطات على جانبي السكة ، كل المحطات استقبلتنا بالشظايا والرصاص والبيانات الصادرة عن القوات المسلحة ووجوب الالتحاق الى جبهات القتال للتقاتل ، اما قاتل او مقتول ، وصلت لجنة المساعي الحميدة ، اجتمعت اللجنة ، غادرت اللجنة ، ازداد القصف تضاعفت الهجمات توزعت اللافتات السود على جدران المنازل في الاحياء ، قرأن يتلى في خيم كبيرة للعزاء ، هناك شهيد عشريني شاخ في حربه ومات في نهاية طفولته ، نجوت من الف حرب والف معركة والف ناسقة ، ومن كل اسلحة الغزاة الذكية وسمتياتهم وبنادقهم الليزرية ومداهماتهم الليلية في حينا الساخن ابدا ، نظرت في المرأة وأمررت كل سني عمري على تجاعيد وجهي ، تأملتها وهي تعاتبني أو اعاتبها ، او أتخيل ان هناك عتاب بيننا ،وقلت كيف يكون بيننا عتاب ؟ ، أنا ضجيع الاوامر الواجبة التنفيذ ، الاوامر الحاكمة بقوة الارغام ، بقوة كل القوة ، القوة الباطشة المتوازية مع الموت ، المحققة تحقيقا ، برأت نفسي من كل الذنوب ومن كل الصدف ومن سوء الحظ ، أنا لست سيء الحظ ، انا عراقي ، كل العراقيين تخيلتهم يقفون امام المرأة ويتأملون تجاعيد رسمتها الاهوال على وجوههم ، منذ فترة طويلة أتحادث مع الموت الاتي بقوة الزمن وهرم الخلايا ومحدودية العمر ، حتى وإن طال عمري ، يوم أمس تأملت شيخ معمري العالم ، الياباني ( جيرومون كيمورا ) مات عن 116 عاما ، تأملته بعناية وحاكيت صورته وغرت في تخاطر عن بعد معه ، رغم كل عمره مات طفلا ، ياتي الموت لكل حي ، تأمل صور مصورة في العشرينات من القرن العشرين سترى الاطفال والرضع والشيوخ ، ثم أعد التامل لترى أن لااحد فيهم حيا حتى رضيعهم ، مررت الكون البديع الصنع على مخيلتي وتأملت نفسي ، ونظرت اليها مليا مستلا قول الله تعالى (سنريهم أياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ) ، انا افكر انا موجود ” أفهم ماقاله ديكارت” مليارا ت الخلايا العصبية تكتب مقالي هذا وتتأمل الكون وتسأل الخالق عن كل خلق ، ربي ماترى فيما نرى ، لا إله الاانت وحدك لاشريك لك ، عضنا الدهر بنابه ، وقضم السعادة من مجمل تكويننا ، وبتنا اجسام استبدل الدم فيها بجسيمات الحزن ، نضحك عندما نتألم ، ونتألم حين نضحك ، ونضحك على انفسنا إذا ضحكنا ، ويضحك علينا منقذينا المهزومين معنا فيزيدون هزيمتنا بإنتصار هزائمهم ، كلانا لاينفلت من عقاله ، الظالم والمظلوم ، هو اول دروس البشر للمعلم الرسول جبريل ، الفجور والتقوى ، والحساب والثواب ، والجنة والنار ، لنا الخيار بين الجنة والنار ، قررت الانتحار ، وبعد جهد جهيد وإستذكار ، عدلت عنه ، ولمت نفسي وقلت لما الانتحار ، اليس بقصدية ان انال الموت أو ينال الموت مني ، أحصيت المتبقي من عمري ، وجدت ان الحياة المحددة للاعمار وفت لي كل ديوني ومنحتني جائزة العمر الطويل ، فلما نكران جميلها وتهبيل ارادتي ضحكت وإنفرجت أساريري ، وراودتني جملة ( قل أنا أثق بالله ) ، قلت يارب انا اثق بك وبرحمتك ، عدت لحظتها طفلا ” وإن عدت ” لاعودة عن قرار قيل للحياة فيه كوني فكانت منذ الازل الى الزوال ، لماذا تقتلون الموتى أيها القادرون على القتل ؟ .هذا هو بعد الجهد السؤال .