27 ديسمبر، 2024 2:26 م

تعال فهمه لحجّي أحمد أغا

تعال فهمه لحجّي أحمد أغا

كعادة ابو اسراء المزمنة واصراره المعهود .. عاد في خطابه الذي القاه في مؤتمر المصالحة الوطنية المتزامن مع مظاهرات واعتصامات العراقيين المليونية المقامة في الأنبار تحت مسمى جمعة العز .. الى جمل وعبارات طائفية مزوقة ببعض من وطنية مشوهة لكي يضحك بها على وجوه وشوارب من كان جالسا بحضرته متنعما بعطاياه وقبوله .. وأخطر ما أشار اليه دولة رئيس الوزراء هو تحذيره لأبناء المكون السني العراقي الكريم من أن قتلهم على الهوية سيعود وربما يؤدي الى هجرة مليونية اخرى خارج العراق .. وهو تحذير مبطن لا يخفى حتى على الغشيم .
متى يدرك المالكي أن الطائفية ليس لها وجود في ضمائر وعقول العراقيين .. ومتى يدرك .. وهو يعلم ذلك علم اليقين أن ما حدث من احداث طائفية في عام 2006 هو بتخطيط أسود لبعض سياسيوا العراق ( المناضلين ) تدعمهم فيه دول مجاورة تريد الهيمنة والأستقواء والأستفراد بالمنطقة على حساب شعوبها المظلومة المنكوبة .. لكن أصالة عشائر العراق ( ونظافة ) الكثير من رجال الدين فيه قد أفشلوا تلك الفتنة السوداء في مهدها .
عجيب اصرار الحجّي على الخطاب الطائفي وعجيب استمراره بوسم كل من يخالف سياساته بالطائفية والعرقية والقومية .. بالرغم من أن مطالب المعتصمين في الأنبار قد تجاوزت السياسيين ومناصبهم وتجاوزت حقوقهم في توفير فرص العمل والخدمات ورعاية الأرامل والأيتام .. وانحصرت في صون كرامة خلق الله واعراضهم واطلاق سراح الأبرياء من الذين لم تثبت ادانتهم رغم مرور سنين طويلة على اعتقالهم .. لكن هل تصل الرسالة حقا .. وهل يستطيع المالكي من تجاوز مستشاروا السوء لكي يصغي بتأني لمطالب شعبه .. سؤال كبير وجوابه يحتاج الى شجاعة حقيقية .
الفرصة كبيرة ولن تتكرر أمام دولة الرئيس لتصحيح المسار ودرء الفتنة المعشعشة في عقول بعض من يعطوه المشورة وليس غيرهم .. خصوصا وأن السواد الأعظم من  المتظاهرين قد أيقنوا أن الحل الوطني العراقي محصور بينهم وبين رئيس الوزراء في حالة تمنطقه بنوايا الخير واستعداده لنصرة المظلوم وقول الحق ولو على نفسه .. ذلك الأستنتاج الصحيح قد توصل اليه مئات آلاف المعتصمين عندما شاهدوا كيف أصاب الخرس قيادات سياسية كبيرة ، كبيرة الأسم صغيرة الحجم ، راهنوا عليها سابقا أمثال علاوي والنجيفي والبارزاني والأخرس ( الأعظم ) صالح المطلك .. ذلك الخرس الذي تزامن مع فضيحة وانكشاف للمستور لأجندات خسيسة لقنوات فضائية كانت تدعي انها مع الشعب ومع المظلوم ومع الحرية ومع الفقراء ومع الديموقراطية من أمثال قناة الشرقية السيئة الصيت والبغدادية التي ترتجف هلعا من قندرة المالكي وتلحقها زميلاتها الرشيد والسومرية وقناة مسيلمة الكذاب مشعان الجبوري ناصرة عرب كركوك حصرا بأجندة قومية مشبوهة .. تلك القنوات التي لم تجروء بقول كلمة حق واحدة بخصوص تلك المظاهرات المليونية .. ولولا بعض من نواب كرام وسياسيون قلائل على عدد أصابع اليد من نواب الأنبار والموصل وديالى وصلاح الدين تظامنوا بالقول والفعل مع تلك الأعتصامات لقرأنا على العراق السلام .
فهل يفهم الرسالة أبا اسراء … وهل بأمكانه استغلال هذه الفرصة الكبيرة والخطوة الشجاعة التي ستجعل منه رجل المرحلة بحق المنحاز الى شعبه وليس الى حزبه .. ويضع يده بيد العراقيين ولو لمرة واحدة بعيدا عن اطماع أشباه السياسيين وجهودهم الحثيثة لتسخير الحق من أجل الباطل .. باطل المناصب والمكاسب ، وباطل المصالح الحزبية والشخصية والفئوية ، وباطل الفساد الذي نخر حتى الراية وساريتها .. أم أن شيطان الطائفية ما زال يركب فوق أكتاف الحجي ويتصرف بما يوحي اليه ، هو ورفاق السوء ….. نحن وأنتم بانتظار فهم المالكي للرسالة !!