23 ديسمبر، 2024 5:22 ص

تظاهــــرات… وتفرقات…!

تظاهــــرات… وتفرقات…!

اليوم كنت حاضرا في تظاهرات ساحة التحرير… وبعدها حصل نقاش مع (معارض) للتظاهرات، لكونه يرى ان فيها شيوعيين… وقبلها اعترض اخر على التظاهرات ، لان فيها صدريين… وحسب فهمي انها (تفرقة) من نوع جديد، بعد ان قسمونا طائفيا بعد 2003 وفشلوا… قسموا الشعب مرة اخرى الى (متشدد) مع داعش..و معتدل… وقبل ايام شهدنا تفرقة عنصرية على اساس القومية… واليوم يحاول البعض نوع جديد من (التفرقة) على اساس (مدني) واسلامي… او شيوعي وصدري… وكل هذه العناوين غابت عن فكر المتظاهرين الذين رفعوا علم العراق، قبل ان ترفعه الحكومة، وصدحت حناجرهم بالنشيد الوطني الذي ازعج عملاء المزبلة الغبراء..
قبل ذلك، شكك الفاسد واتباعه عن جدوى التظاهرات… لانهم عرفوا ان التظاهرات حققت انتصارات على سلطة الفساد والعمالة… واهم تلك الانتصارات:
اولا: ان التظاهرات غيرت معادلات السلطة في العراق، وسحبت البساط من اقدام السفارات التي شكلت الحكومات السابقة. ورغم انف الدول، التي اجتمعت على تقسيم العراق ونهبه، صار للشعب صوتا في صناعة السلطة…
تحية حب واحترام للمتظاهرين الذين اعادوا للشعب العراقي هيبته، وسجلوا في صفحات التاريخ مواقف وطنية مشرقة، بجهودهم واعتصاماتهم ودماءهم..
ثانيا: ان المتظاهرين دعموا الجيش العراقي، وهم العلة الاولى والاساس لتحرير الموصل… كذلك ثبتوا الحكومة الحالية، وافشلوا محاولة تبديلها من قبل دول مجاورة، تلك التي خططت لارجاع الفاسد الى الحكم قبل اشهر، لمنع تحرير الموصل، ولتنفيذ مخطط يستهدف تقسيم العراق، وعسكرته بميليشياتها الوقحة…
تحية اكبار واجلال للمتظاهرين الذين اعادوا للدستور والقانون هيبته، وحافظوا على سلامة العراق ودولته من التدخلات الخارجية الخبيثة، بجهودهم واعتصاماتهم ودماءهم..
ثالثا: ان المتظاهرين اوقفوا الفساد، وهم العلة الاولى والاساس للاصلاحات القليلة التي حصلت… كذلك ارهبوا الفاسدين، وازالوا مفوضية التزوير.. وسوف يجبروا المفوضية الجديدة على اداء مختلف، والا يضعوا اعضاءها في حاويات الزبالة…
تحية الفوز والانتصار للمتظاهرين الذين ازالوا مفوضية الفاسد العميل، وحافظوا على الديمقراطية وحقوق الشعب، بجهودهم واعتصاماتهم ودماءهم..
اضافة الى ما حققته التظاهرات من تقديم صورة حضارية، جسدت رقي المتظاهر العراقي .. كذلك تقديم انموذج للتعايش السلمي وقبول الاخر والتمحور على قضايا وطنية ذات قيم عالية…. وهنالك انتصارات كثيرة نتركها لفطنة القاريء اللبيب….