23 ديسمبر، 2024 8:51 ص

الفرق بين الغباء والاستغباء، هو الفعل الإرادي ولا إرادي، من تصرفات ومواقف الإنسان الكامل الأهلية، ويعني هذا أيضا، الفرق بين أصحاب الضمائر الحية، والأخرى المعروضة للاستئجار، وبين الأهداف السامية، التي تبحث عن خلاص الأمة من واقعها، وبين الأهداف الخاصة التي يراد لها تحقق، مهما كان الثمن الذي تدفعه الأمة.

اليوم يظهر في العراق هكذا نماذج، منهم يستغبى لغرض استغفال الأغبياء، ومنهم يعرف ما يريد، لغرض استدراج أصحاب النوايا الحسنة.

بعد تشكيل الحكومة الحالية، التي جاءت كحل لمعضلة، أريد لها أن تذهب بالبلد إلى المجهول، لذا كانت حل وليس علاج، عليها على الكثير من الملاحظات، لكن كما أسلفنا هي خيار بين أمرين أحلاهما مر.

لصعوبة الظرف الحالي وخطورة المرحلة، حيث أبواب جهنم مفتوحة، وفي أكثر من مكان، في جبهات المواجهة يجزر الشباب، والنساء والأطفال والشيوخ بين مهجر، وبين مجهول المصير، وبين من ينتظر حزام ناسف أو سيارة مفخخة أو عبوة تقطع أوصاله، ليدفن كمجهول هوية، أو يشيع بشكل رمزي.

الشركاء في الداخل بأ جمعهم تقريبا، يقفون بالضد من الفشل الذي يطالب بالتكرار، ويحملون الأغلبية مسؤولية ما يحصل، بالبلد على اعتبار أن الحكومة هي حكومة التحالف الوطني، الذي يمثل الأغلبية، وهي التي أوصلت البلد إلى هذا الحال، بسبب التعنت والتفرد والتهميش، كذا الإقليم والعالم، يقف بالضد من تكرار نفس الحكومة، ويهدد بالوقوف من الضد منها.

لذا لا يمكن لعاقل أن يطالب التحالف، بإعادة الكرة مع حكومة، عانى التحالف نفسه من تصرفاتها، وحربها ضد المخلصين والمجاهدين، وتبني الفاسدين والفاشلين، ورجالات النظام البائد، فلم يتبقى بيد التحالف

أي خيار، إلا التغيير الذي يحفظ التحالف نسبيا، ويحقق مراد الشارع الواقعي، و الشركاء والإقليم ودول العالم.

تحت نظر المرجعية تحقق التغيير بالممكن، وتشكلت الحكومة لتنال تأييد محلي وإقليمي كبير، لم تحصل عليه أي حكومة منذ التغيير إلى اليوم، هذا يجب أن يعزز من الأغلبية، من خلال دعم الحكومة والوقوف خلفها، ومساعدتها لتجاوز تركة ثقيلة، لا يوجد فيها أي جانب ايجابي، ومعالجة واقع احتلال الكثير من الأراضي العراقية، من قبل الإرهاب، وتوفير ملاذ امن لأكثر من مليون ونصف مهجر، داخل وخارج العراق.

هذا تعبير حقيقي عن الوطنية، والحرص على المشروع الشيعي في العراق، أما أن يقوم البعض بوضع العصي في طريق تحرك الحكومة، وشن حملات إعلامية مظللة ضدها، فهذه خيانة لكل الثوابت الوطنية والإنسانية، ويدعو لتظاهرات لإسقاطها، وهي لم تكمل الشهر الأول من عمرها، تحت شعار الدفاع عن ضحايا الجيش، وإيقاف عمليات القصف، التي أوقفت بتاريخ 20/8، من قبل رئيس مجلس الوزراء السابق، وعن المناطق السكنية فقط.

أن تغابي أصحاب المصالح الضيقة، والانتهازيين ممن استباحوا البلد، تحت رعاية الحكومة السابقة، ومنح أصحاب الأجندة المعادية للعراق الجديد، من بعثيين وتكفيريين،فرصة لتدمير البلد، لا يختلف بأي شكل من الإشكال، عن ممارسات الدواعش، وقبلهم البعثيين، وعلى الشارع والحكومة التصدي لهؤلاء، وعدم الانخداع تحت شعارات الديمقراطية، وحق التظاهر الذي لا يؤمنون به مطلقا…