23 ديسمبر، 2024 3:20 م

تظاهرة للنجومية الاعلامية

تظاهرة للنجومية الاعلامية

لايحق للمتظاهرين أن يشتموا غير المتظاهرين والصاق تهم الخيانة بهم المتظاهرون لهم اسبابهم ودوافعهم ولغير المتظاهرين اسبابهم ايضا لكلاهما الحق في مايرونه مناسبا
التظاهر في ساحة التحرير أصبح لصناعة نجومية إعلامية لشخص او لشخصين ويتم ذلك من خلال أن يقوم الطالب للنجومية بالاعتداء على رجال الأمن المرافقين للتظاهرة مطالبا اياهم بالاعتداء عليه كي يصبح نجما لامعا في سماء العراق الفيسبوكي والفضائي
أتذكر مرة كيف تعرضت للاتهامات حين تواجدت في احدى التظاهرات وبينت ان جزءا من الشعارات المرفوعة في تلك التظاهرة كانت غير واقعية ولها اهدافها الخاصة
تظاهرة لاتعرف أهدافها ولاتحدد وسائلها تحكم على نفسها بالفشل المسبق ؛ احد دعاة التظاهرة يكتب لاول وهلة اشتموا وسبوا وافعلوا كل شيء ثم يعود ليكتب لاتسبوا ولاتشتموا !
اي تظاهرة تخدم جهات سياسية ويستثمرها ساسة منتفعون من قيامها فهي بالتأكيد سوف تحفر قبرها بيدها
للاسف لم نعد نشعر ان التغيير الجديد سوف يعطينا أجواء افضل من الاجواء السائدة قبل التغيير فما أن أصبحنا على تغيير حتى ندمنا على مرحلة ماقبل التغيير ؛ فدعاة التظاهر اليوم ما تركوا سبة وشتيمة الا واطلقوها على الذين لايريدون التظاهر حيث كتب أحدهم من لم يخرج الى التظاهرة فهو ” مطي إبن مطي ” ! حسب تعبيره
الى الان لم نشعر ان بديلا قد وجد داخل العراق وبحاجة الى التظاهر كي نساهم في دعمه ؛ كل المشارع المطروحة لاتختلف عن المشاريع الحاكمة والماسكة في السلطة منذ 2003 الى يومنا هذا
على المتظاهرين أن يعوا جيدا أنهم جزء لايتجزأ من منظومة النظام الحالي وساهموا مساهمة كبيرة في ترسيخه
اغلب دعاة التظاهرة أصدقاء أوفياء لرجالات السلطة ويمتلكون علاقات حميمية مع المتنفذين في المنطقة الخضراء
على المتظاهرين ان يعلموا جيدا بانهم شركاء في مشروع حنان الفتلاوي والمالكي ويساهمون مساهمة كبيرة في خدمة المشاريع الفتية التي تريد الاصلاح ولو بخطوات بطيئة
على المتظاهرين أن يعوا جيدا ان التظاهر في بلد منقسم على اسس طائفية لايمكن لاي تظاهرة ان تنجح وتحقق اهدافها واغلب المتظاهرين هم من الطائفيين ويدافعون عن طائفتهم اذا جد الجد ومرضهم الطائفي في الجينات ولايمكن ان يسيطروا عليها
ماذا يحدث لو قال احد المتظاهرين يسقط الشيعة فماذا ستكون ردة فعل الشيعة وماذا سيكون عليه الحال حين يحدث العكس
إننا دخلنا في هذا النفق ولايمكن أن نخرج منه في الزمن القريب لذلك هم مطمئنون على وجودهم ومهما افسدوا في الارض فهم الاصلح لقيادة البلد
شعبية التظاهرة وعددها وعديدها لاتساوي شيئا اذا ماقورنت بشعبية اي شخص من دعاة الطائفية
حين يكتب اكبر الناشطين المدنيين عن ضرورة التظاهر يحصل على ثلاثة الاف من الاعجاب في احسن الاحوال وحين تكتب داعية الطائفية عن مشروع طائفي تحصل على ثلاثة ملايين من الاعجاب
لابأس أن نتظاهر بشرط ان نبتعد عن شخصنة التظاهرة وتجييرها لصناعة نجومية لمتظاهر دون آخر.
[email protected]