27 ديسمبر، 2024 2:09 م

تظاهرة الانبار واخطاء الشعار ؟

تظاهرة الانبار واخطاء الشعار ؟

من نافلة القول أن نقول أن دستورنا : تعددي فيدرالي يضمن للمواطنين حرية الرأي ولكنه في نفس الوقت نصت المادة “36” بما لايخل بالنظام العام وألاداب أولا : حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل وثالثا : حرية ألاجتماع والتظاهر السلمي وينظم بقانون .
وقطع الطريق العام هو أخلال بالنظام ؟
ومن يدعي غير ذلك لايعرف النظام ولايفهم في السياسة
بل أن قطع الطريق العام هو من أوضح صور ألاخلال بالنظام العام لآنه يتسبب بمايلي :-
1-   قطع شريان حيوي من المواصلات التي تربط العراق بالخارج
2-   أعاقة وصول المواد الغذائية وهي كثيرة المرور عبر هذا الطريق
3-    أعاقة وصول المواد ألانشائية والمعدات التي تحتاجها السوق المحلية
4-    منع المرضى من الوصول الى المستشفيات والحصول على العلاج الازم في الوقت المناسب .
5-    منع وصول الحوامل من النساء والاتي هن في حالة طلق ولادي الى المستشفيات لتسهيل عملية الولادة وحماية ألام والجنين .
6-   منع وصول طلاب المدارس الى مدارسهم
7-    منع وصول طلاب الجامعات الى جامعاتهم
8-    أعطاء صورة سلبية عن البلد الذي لايعرف أهله كيف يتظاهرون ؟
9-    أعطاء صورة سلبية عن ثقافة المواطن العراقي .
وشيئ من هذه السلبيات تتعلق بألاداب العامة فهذه التظاهرة وبالطريقة التي تجري فيها هي مخالفة للنظام العام مثلما هي مخلة بألاداب , وعليه يكون هذا العمل ممنوعا في الدستور العراقي طبق المادة ” 36″ .
وبما أنه رفعت شعارات مخلة بالنظام العام وأستعملت كلمات مخلة بألادب العام من خلال رفع العلم العراقي القديم وهو مخالفة دستورية مثلما رفع علم مايسمى بالجيش الحر وهي تسمية تنسب لطرف معارض في سورية يمارس العمل المسلح يسمى بالجيش الحر تدعمه تركيا وتموله كل من قطر والسعودية وهو موضع أشكالية عند الشعب السوري فكيف ومامعنى أن يرفع هذا الشعار في تظاهرة عراقية ؟
على كل من أيد تلك التظاهرة أو ساهم فيها أو دعا اليها أن يجيب عن هذا السؤال وهو سؤال عراقي بأمتياز برسم كل من ذكرنا ويشمل هذا الرسم حتى الذين سكتوا مجاملة أو ممالئة ؟
أن الهتافات التي رفعت يعرف من يقف ورائها وهي تنسب لجماعة كانت تنتمي لحزب كان سببا في دمار العراق أرضا وشعبا ؟
ثم كيف وبأي معنى يكون للوهابيين من تنظيم القاعدة حضورا يشخص بألاسماء وبالهتافات وبالشعارات التي رفعت ؟
وكيف تصبح الشعارات الطائفية متداولة وينادى بها علنا ولمصلحة من ؟
ولمن ينكر ذلك عليه أن يراجع خطبة الجمعة يوم 21|12|2012 في مسجد مدينة تكريت وقد ألقاها معمم صغير السن تجاوز على مفتي أهل السنة في العراق مثلما تجاوز على وحدة الشعب العراقي عندما دعا الى الشعارات الطائفية مثل ” ألاكثرية ” ويقصد بها ألاكثرية في العالم الآسلامي وهي معروفة وألاقلية في العالم ألاسلامي التي غمز من طرفها كثيرا وهي كذلك معروفة ؟
أننا مع التظاهر الذي ينتصر لوحدة العراق , ومع التظاهر الذي ينتصر للمعتقلين المظلومين وليس لقتلة الشعب العراقي من ألارهابيين ” ولكم في القصاص حياة يا أولي ألالباب ”
ولسنا مع التظاهر الذي يخلط ألاوراق ليسوق الحال للوهابيين ولمن كان سببا في دمار العراق من منفذي سياسة تدمير منظومة القيم العراقية عبر “35” سنة من الحكم الهمجي الذي لم يشهد له العالم مثيلا , وهو من حظرت عمله المادة ” 7 ” من الدستور العراقي .
أننا نعاتب بعض شيوخ العشائر الذين أندفعوا لتأييد مثل هذه التظاهرة قبل أن يدرسوا ألامور جيدا وقبل أن يتبينوا ماورائها من دس وفتنة ؟
وأننا نعاتب وسائل ألاعلام التي روجت لمثل هذه التظاهرة التي أنحرفت عن هويتها الوطنية ولم تفرق مابين حاجتنا للقضاء ومابين أخطاء القضاء مثلما لم تفرق مابين حاجتنا للحكم وأخطاء الحكم ؟
أن السكوت تجاه هكذا تظاهرة هو خدمة مجانية لمن يريد تقسيم العراق ونحن لانتكلم بلغة المؤامرة , ولكن لعبة ألامم أصبحت واضحة مقروءة ” لنا الطاقة وأمن أسرائيل ولكم حكم السلفيين والوهابيين ” ؟
ومن لايفهم هذه المعادلة لايحق له أن يدعو الى تظاهرة ولايحق له أن يعمل في السياسة ولايحق له أن يكون عضوا في البرلمان ولا عضوا في مجالس المحافظات ؟
أعيدوا النظر في تظاهرة يشارك فيها ألارهابيون قتلة الشعب العراقي وأعيدوا النظر في تظاهرة يشارك فيها فلول الحزب البائد وأعيدوا النظر في تظاهرة يرفع فيها علم مايسمى بالجيش الحر وأعيدوا النظر في تظاهرة يرفع فيها العلم العراقي الملغى دستوريا وأعيدوا النظر في تظاهرة يرفع فيها علم ألاقليم صاحب الفتن التي تترى على العراق كقطع الليل المظلم ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]