22 نوفمبر، 2024 4:55 م
Search
Close this search box.

تظاهرات وفضائح …!

تظاهرات وفضائح …!

نريد لحكومة العبادي ان تنجح ، كي نأخذ إستراحة المحارب في نقد الحكومة ، كان أملا ً ، لكن ماذا تفعل وانت تسمع احتجاجات واصوات استغاثة المئات والآلاف من المتظاهرين في بغداد والحلة والمدن الأخرى .؟ موظفون وعمال لم يتقاضوا رواتبهم المعيشية منذ ثلاث أشهر أو اربعة ..؟

تخيل أنك تعمل منذ عشرين سنة أو أكثر في احدى شركات أومعامل وزارة الصناعة ، ذاكرتك تحتفظ بصور العديد من الصناعات العراقية التي انتجت بذراعيك وجهودك ، والآن تصبح بلا راتب معيشة ً، طريد الفاقة والعوز ، وكيف يكون الحال وانت تنوء بحمل عائلة لها مطاليب يومية من غذاء ودواء ومطاليب مدرسية أو إيجار بيت واقساط كلية وأجور كهرباء لاوطنية..!؟
أتفق مع الرأي القائل ان الفساد السياسي تآمر على صناعاتنا الوطنية المتميزة حيث كانت تزهو بها المعارض والأسواق العراقية والعربية، ثم أصبحت في خبر كان..!؟ تلك جريمة جريمة لاتغتفر للمسؤولين العراقين بعد 2003.

ربما تكون تظاهرات منتسبي قطاع الصناعة مقدمة لتظاهرات عارمة تنجذب لها قطاعات أخرة مهددة بالغلق والتسريح في قطاعات السياحة والزراعة والجيش والشرطة ، إضافة الى أكثر من مليوني عاطل عن العمل ، ونحو22% ممن يعيشيون تحت خط الفقر ، واكثر من مليون نازح ، وآخرين من دونهم وأنتم لاتعلمون .

معالجات الحكومة في محاربة الفساد والحد من التدهور وإزاحة الفاسدين بطيئة جدا ً وعلى استحياء ، ماجعل التغيير والإصلاح مشروع إعلامي- دعائي أكثر مما هو واقع إجرائي ثوري تتطلبه مصالح الوطن والمواطن وبضرورة قصوى .

التظاهرات ان لم تجد لها معالجات سريعة وحلول مقنعة سوف تتحول الى غضب غير مسيطر عليه، وأعمال شغب وتخريب وتحدي، وقد ينتهي الى ثورة عارمة تحركها الحقوق المهانة، ويمنحها الجوع شرعية مواجهة سلطات الفساد .

جريمة تجويع الشعب من قبل سلطات الحكومة أصبح تمارس على رؤوس الأشهاد وبتحد صارخ لإرادة الشعب والمرجعية الدينية وقواعد الأخلاق وشروط الحلال والحرام وقوانين الأرض والسماء ، نعم هذا مايحصل وقرأنا عنه من رواتب مليونية يمنحها رئيس الجمهورية ونوابه ورئيس الحكومة ونوابه ورئيس البرلمان ونوابه لهم ولمستشاريهم..! علما ً ان بعضهم لديه راتب تقاعدي كبير ..!

أو تلك التخصيصات التي وضعت للنثرية في الميزانية الجديدة ، فهل يعقل ان تكون النثرية اليومية لكل من رئيس الجمهورية ونوابه الثلاث (22) مليون دينار يوميا ً..؟
من أعطى لكم الحق ان تضعوا هذه المبالغ لرغباتكم ونزواتكم في وقت يجوع ويعرى به ملايين العراقيين ..؟
ألا تخافون من عقاب الشعب ، بعد ان نسيتم مخافة الله ، وتجاهلتم الحياء والغيرة والشرف .
أليست هذه فضيحة بجلاجل لكل ذي وجدان وقليل من الإنسان ..؟

لاضرورة للتذكير بموت الضمير، أوالإحساس الوطني والإنساني ، هذا كلام أنتهى مفعوله حين أخذ الفساد قاعدة تشكيل الحكومات واختيار الوزراء الفاشلين ، وصار تخريب ماهو وطني يقاضى بملايين الدولارات، تذهب أرصدة لكبار السياسيين والمسؤولين الذين نزعوا من حياة الإفلاس والتشرد الى الثراء الفاحش الكافر .

نذكرّ فقط ان طوفان الغضب سوف لن يتأخر مع هذا التمادي في محاربة الناس بمعيشتها ، بعد ان سرقتهم زمانها وثرواتها وأمنها وحلمها ورصيدها ، في عشر سنوات ضياع وتخريب مرتكزات العيش من صناعة وزراعة وسياحة وغيرها .

أحذروا الغضب المقبل مع تماديكم في الثراء والسرقات ” الشرعية ” …!؟

*[email protected]

أحدث المقالات