تشهد الكثير من المدن العراقية ومنها العاصمة بغداد منذ الاول من أكتوبر تظاهرات واسعة قدرت بالمليونية وهناك من وصفها بالنادرة من نوعها حيث انها شهدت احداثا لم نرهامن قبل ..من حيث كثافة العدد والدعم الشعبي متمثلا بتوفير المياه والطعام والاسعافات الاولية بل وحتى فرش النوم ..وهذا لايساوي شيئا امام قوة وشجاعة وصلابة ابناء الثورة الذين وجدوا في الرصاص الحي العابا نارية يتسلون بازيز صوتها ويشرعون الصدور لتلقيها بفخر وعز وصمود غير ابهين لتهديدات الساسة الفاسدين التي زادتهم ثباتا ..فكلما استشهد زميل لهم بشظايا قنابل الغاز المسيل للدموع …تراهم يتفجرون قوة واصرارا على انتزاع حقوقهم ..هذه الشجاعة ارعبت الساسة وجعلتهم يهرعون الى صالات المطارات بغية الهروب واللجوء الى اماكن مجهولة يتوارون فيها عن غضبة الشعب …ياتوهم الابطال حتى في سرمدهم ليسيقظوا مذعورين خائفين كانهم في كابوس يطبق على انفاسهم …لم تسعفهم تصريحاتهم الذليلة ولا وعيدهم وتهديداتهم …بل العكس صحيح عادت عليهم بالخزي والمهانة والانتقادات اللاذعة تنهال من كل حدب وصوب … هذه الثلة منذ أن تولت سدة الحكم في العام ٢٠٠٣، وهي تعيث فسادا ونهبا وسلبا وتخريبا للبنى التحية في العراق ..ولعلها حالة طبيعية تنتج عن احقاد دفينة يعيشها هؤلاء المرضى الذين لا يشعرون بالانتماء لبلد تسيدوا عليه في غفلة من الزمن …السؤال الان ماذا بعد صمود المتظاهرين ..من سينتصر…هل سيتم التغيير ام ان هؤلاء المدعومين من أسيادهم خارج البلد باقون ويتمددون ؟ الصورة لا تزال ضبابية، ويبدو أن العراق يسير على صفيح ساخن.