( 1 )
ضرورة الوعي بالشعارات واللافتات
مما وجه به اهل البيت (ع) شيعتهم واتباعهم هو ان يكونوا واعين بزمانهم , واعين بثوابت دينهم ليأمنوا الانحراف عن الصراط ويامنوا الغرف في بحار الفتن , وفي خضم الحدث العراقي من تظاهرات كثرت فيها الشعارات وكثرت فيها الرايات لابد للمؤمن الواعي ذي البصيرة الوقادة ان يتوقف عند كل شعار وينظر في كل راية ومثل هذا الوقوف مطلوب وضروري , روي عن ابي عبد الله الصادق (ع) قوله : ان الناس اولعوا بالكذب علينا كأن الله افترضه عليهم لايريد منهم غيره ” , فهناك من يرفع شعارا كاذبا يخدع به الجماهير ويثير به غرائزهم فنلاحظ بعض ما يتداول الان في ساحة المتظاهرين هو الطعن في الدين ومراجع الدين والحركات الاسلامية , وكأن البعثيين وداعش والعلمانيين مبرأون مما وصل اليه العراق من مأساة .
ان الحملة الظالمة على الدين والمتدينيين من قبل التيار العلماني البعثي الشيوعي الداعشي يجب ان النظر اليها من خلال قوله تعالى ” والذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا ” فهذا التيار يحب ان يلطخ تاريخنا ومذهبنا وانتماءنا بمفترياته علينا نحن اتباع اهل البيت (ع) , والمؤسف ان فينا ” سماعون لهم ” كما عبر القران الكريم عن بعض ضعفاء الايمان .
قد يساءلني البعض : وهل تنكر ان الاسلاميين فيهم من غرق في الفساد واغرق معه العباد ؟ وهل تنكر ان الاسلاميين استاثروا بالسلطة ؟
وجوابي : انني لا انكر ذلك , ولكن لدينا معيارا ثابتا لانحيد عنه في معرفة اذا كان الفاسد وان كان منتميا للحركات الاسلامية لايمثل الاسلام , وهذا المعيار هو القران الكريم والسنة المطهرة وسيرة اهل البيت , فما وافق ذلك المعيار من سلوك هو المعبر عن الاسلام وما خالفه لايمت للاسلام بصلة , وهذه القاعدة يحكم بها العقل , ودلنا عليها الائمة (ع) , قال الامام الرضا (ع) : لاتقبلوا علينا خلاف القران , فانا ان تحدثنا تحدثنا بموافقة القران وموافقة السنة ,انا عن الله وعن رسوله نتحدث ” . هذا هو المعيار – لاتقبلوا علينا خلاف القران – الذي يحاول من يسمون انفسهم بالحراك المدني التغافل عنه واغراء الناس بالحط من عظمة الاسلام ونسبة الفساد والتردي الى مرجعيات الاسلام وثقافته .
ليكن الاسلاميون الواعون بزمانهم الذين لم تهجم عليهم اللوابس في اول الركب وفي اول صفوف الاصلاح والتغيير وهم اولى من غيرهم بذلك لامرين هامين :
الاول : انهم من مدرسة النبوة والامامة , وهي على امتداد التاريخ مدرسة قادت البشرية الى الثورة والتغيير , وهذا تاريخ الانبياء وائمة اهل البيت يشهد بذلك .
اولئك ابائي فجئني بمثلهم ….. اذا جمعتنا ياجرير المجامع .
الثاني : ان الحركة الاسلامية في العراق هي من تصدت للطغيان والفساد منذ منتصف القرن الماضي حتى سقوط الدكتاتور , فاعطت الاف الشهداء والسجناء والمنفيين , وهذه ارض العراق ملأت بالمقابر الجماعية باجساد شهداء الحركة الاسلامية الطاهرة .
ان من المعيب ان يخدع البعض بشعارات يراها الاحول انها تدعوا الى الاصلاح والتغيير لكنها في الحقيقة تبطن معاول هدم الاسلام وقيمه في مجتمعنا .. لنكن في اول الركب نحو الاصلاح والتغيير ولكن بشعاراتنا المستنبطة من قراننا وسيرة ائمتنا لامن تعاليم ماركس او ميشيل عفلق .
( 2 )
سيناريو الرعب والتصدي له
من الغباء ان نعد كل يجري في الشارع العراقي من تظاهرات عفويا ومطلبيا وانه خالص لوجه الله تعالى والوطن .العراق الذي يتعرض لتآمر اقليمي ودولي بالتنسيق مع قوى داخلية ومنذ سقوط نظام البعث لايمكن النظر الى كل مايجري فيه بعين البراءة .
تظاهرات الوسط والجنوب خليط من شعارات مطلبية عادلة تراوحت بين محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين واصلاح القضاء وتعديل الدستور وتوفير الخدمات , وشعارات وسلوكيات تثير الريبة مثل اقصاء الاسلام من حياتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية وتحميله فساد المفسدين , او اغماط المرجعية حقها والتنكر لدورها الرائد في حفظ وحدة العراق وتجنيبه الحرب الاهلية . ان سيناريو الرعب الذي يجب ان نتبه له هو :
1 – استنساخ مخيمات الانبار سيئة الصيت ونصبها في مدن الوسط والجنوب .
2 – اعتصامات مفتوحة .
3 – احتلال مؤسسات الدولة.
4 – الاحتكاك بالاجهزة الامنية واستفزازها وحملها على التصدي للمتظاهرين .
سيؤدي هذا السيناريو والذي يعتمد المراحل في تنفيذه الى :
1 – انهيار الدولة .
2 – زحف داعش باتجاه بغداد.
3 – اغراق مدن الوسط والجنوب في حرب شوارع .
ادوات السيناريو :
1 – البعث .
2 – حواضن داعش .
3 – ما يسمى بالتيار المدني عن غفلة منهم .
4 – تيارات دينية ضالة مثل الصرخية واليمانية .
5 – الجمهور الذي يتحرك بفطرته وسذاجته .
6 – مخابرات اقليمية مدعومة بملايين الدولارات .
7- وسائل اعلام مجندة مثل البغدادية والشرقية والجزيرة والعربية وبعض مواقع الفيس بوك
ادراكنا الواعي لكل مراحل السيناريو يحتم علينا :
1 – بقاء التظاهرات اسبوعية كما هي الان .
2 – رفض نصب اية خيمة ورفض اي اعتصام امام اية مؤسسة .
3 – التجاوب مع خطوات الاصلاح التي اطلقها السيد رئيس الوزراء واعتبارها بادرة امل .
قال تعالى ” يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم ” .