11 أبريل، 2024 9:26 ص
Search
Close this search box.

تظاهرات شباب العراق، لماذا؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خرجت تظاهرة كبيرة في يوم الثلاثاء الفائت، يوم الاول من الشهر الجاري، في بغداد العاصمة وبقية المحافظات، أغلب المتظاهرين كانوا من الشباب والذين لاتتجاوز اعمارهم العشرين سنة… والمؤسف، المؤسف جدا، تصدي قوات الامن لها مما أدى الى سقوط قتلى وجرحى.. الاسباب كانت هي نقص الخدمات والبطالة وفي رأي كاتب هذه السطور المتواضعة هي البطالة أو أن الاخيرة تحتل المركز الاساس والاول في خروج شباب العراق العاطل عن العمل في بلد غمره الله جل جلالة بالخيرات والثروات الكبيرة والكبيرة جدا، خرج بعد أن ضاقت به سبل العيش وهو يرى ما يرى..السؤال المهم هنا اين الخلل؟..المسألة في الاول والاخير تتعلق بسوء التخطيط وفساد أدارة الموارد وبالاجراءات الاقتصادية عند خط الشروع….القاعدة الصناعية والزراعية تم تدميرهما او تدمير القسم الكبير منها…..وهما قاعدتان كبيرتان وواسعتان…..وفي الصناعة، مصانع كبيرة تلعب الان فيها الكلاب والقطط…سوف اضرب مثالا وهو مصنع الحليب والذي ينتج حليب بلادي هو الان متوقف عن العمل ومنذ الاحتلال ولايوجد سبب واحد لأيقافه، فهو لم يتعرض للتدمير..النفط والغاز، ثروة مهمة في رفد موازنة استثمارية واسعة وكبيرة ان توفرت النية والعمل وهما اي النفط والغاز، يغني عن الاستثمار الاجنبي فهو يوفر المال الكافي وبدرجة كبيرة ومرة اخرى ان توفرت النية والعمل………اكبر المصانع وهنا نقصد المصانع الاستراتيجية لايتجاوز التعاقد عليها اكثر من ميئات الملايين… وهي موجودة بل متوفرة ومرحب بمن يشتريها…..الشركات العالمية تبحث عن الربح وفتح الاسواق في اقامة مشاريع وبالذات حين يقدم المال نقدا، ان كان هناك نزاهة متوفرة في العراق….في شهر واحد يدخل الى ميزانية العراق اكثر من ستة مليار من النفط فقط….المسألة ترتبط هنا بالتبني الكامل للاقتصاد الحر اي اقتصاد السوق و الانتماء او الانظمام الى المنظمة التجارة الحرة والتى فرض على العراق طبقا لأحد بنود ما موجود في الدستور؛ الانظمام إليها من دون ان يكون مؤهلا لها..، لذا كان على حكومة العراق في نهاية عام 2003 ان تنظم الى التجارة الحرة وتصبح لاحقا عضوا فيها وهذا الامر انسحب بثقله الكبير على الاقتصاد العراقي سلبا…. مما سبب موت الصناعة والزراعة لأنعدام القدرة والامكانية على المنافسة ….الان وفي الوقت الذي تتنصل من الالتزام بقوانيين العلومة الاتجارية والاقتصادية الحرة، الدول العظمى والكبرى بما فيها الولايات المتحدة وايران التى ليست عضوا فيها مع انها تتنبى اقتصاد السوق والأ قتصاد الشامولي أو الموجه، في مزاوجة منتجة ومتخادمة بينهما، للنمو والتطور الاقتصادي بارادة حرة ومستقلة في التخطيط والتنفيذ… السؤال الثاني هل العراق بحاجة الى الاستثمار الاجنبي كي ينهض بالاقتصاد؟ نعم، الاستثمار مهم سواء محلي او اجنبي وفق شروط تحفظ السيادة والاستقلال الاقتصادي مثلما تفعل جميع دول العالم الحرة…..لكن يظل البناء الداخلي هو الاهم وهو ايضا من يفتج الباب لتدفق راس المال العالمي وليس الاعتماد على الاخير في الخطوات الاولى، هذا غير ناجح او هو اصلا غير متوفر وحتى اذا توفر وفي ظروف كظروف العراق….فانه اوفي هذه الحالة يفرض شروط قاسية وتضر حاضرا ومستقبلا بالاستقلال الاقتصادي والسياسي. وأكبر مثال على ذلك هو الاستدانة من صندوق النقد الدولي والتسليم حكما بشروطه ومن اهمها التبني التام والكامل لأقتصاد السوق ومن مدخلات هذا السوق أو من بينها؛ هو ايقاف التعينيات غير المنتجة، في الوقت الذي يدخل خزينة العراق أكثر من ستة مليار دولار كما بينا. ان احياء ما متوفر من قاعدة صناعية وزراعية وضخ الحياة والعمل فيها بعد توفير شروط نجاحها واستدامتها؛ بتوفير الاسواق المحلية لها وهنا اقصد السوق العراقية وهي سوق قادرة على تصريف المنتج المحلي ومن ثم التنمية الصناعية والزراعية باقامة مشاريع صناعية وزراعية جديدة بالاضافة الى ما هو موجود اصلا، كما اسلفنا. وبالنتيجة امتصاص اليد العاملة والقضاء ولو جزيئا على البطالة. ان تظاهرات شباب العراق، هي تظاهرات للاصلاح واعادة بناء الاقتصاد العراقي وتوفير الخدمات بما يحفظ كرامة الناس وبالذات، هؤلاء الشباب وهنا نقصد توفير فرص العمل وتخليق مساحة للاطمئنان والحياة المستقرة في بلد غني وغني جدا..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب