1 نوفمبر، 2024 6:31 ص
Search
Close this search box.

تظاهرات تونس وتظاهرات العراق

تظاهرات تونس وتظاهرات العراق

أندلعت من جديد تظاهرات الشباب في تونس , وكانت البطالة وغياب فرص العمل والفساد تقف وراء ذلك .
بينما أصبحت التظاهرات العراقية تفتقد للزخم الجماهيري تدريجيا رغم بقاء المرجعية الدينية تتشدد في أنتقاداتها للحكومة ؟
وأذا كان المتابعون والمحللون السياسيون يعتبرون التظاهرات التونسية مثلت شرارة ما يسمى بالربيع العربي من حيث ألآولوية , ألآ أن التظاهرات العراقية ذات الزخم الشعبي الواسع عام 1991م والتي عرفت بألآنتفاضة الشعبانية  هي التي سجلت سبقا لاينافسها فيه تاريخيا سوى التظاهرات الشعبية المليونية ألآيرانية التي أسقطت حكومة الشاه عام 1979 م
وأذا كانت سياسات المحاور الدولية هي من لعبت لعبتها في المنطقة العربية وألآسلامية تجاه التظاهرات الشعبية فأحتضنت من تريد , وأبتعدت عمن لا تريد , وكان المحور التوراتي الحاضر في المنطقة منذ سايكس بيكو والذي أشرف على ولادة الكيان الصهيوني مثلما أشرف قبل ذلك على توزيع أدوار ألآنظمة في المنطقة العربية بعد أن تمكن من القوة التكنلوجية ومعارفها التي أدخلته في المنازل العربية لتؤمن الهيمنة الثقافية مثلما أمنت الهيمنة العسكرية في البحار وفي البر المستباح لمن يملك القوة .
من فهم هذا الواقع الموغل في  التناقضات وتجميد التنمية البشرية في المنطقة العربية يمكن للباحث معرفة أسباب التظاهرات الشعبية بسبب الفقر والجوع والفساد ومما زاد في تعقيد المشهد في المنطقة العربية , ظهور عصابات التكفير ألآرهابي التي أصبحت تستهوي شباب المحيط ألآسلامي سواء المقيم منهم أو المهاجر للدول ألآوربية , وهؤلاء وجدوا في المنطقة العربية وأنظمتها المعروضة للآهتزاز والسقوط بأرادة المحور التوراتي الذي دخل للمنطقة العربية قبل ثلاثمائة سنة فوجد شعوبا عربية تسودها ألآ مية والتخلف , ووجد ثروات هائلة غير مستغلة , ووجد كتابا سماويا هو القرأن فيه من التعاليم مايجعل قيادة العالم  بيد  الذين يفهمونه بعد أن يتعلموا من أهل المنطقة , فعمل أتباع المحور التوراتي من بريطانيين وفرنسيين وبرتغاليين وأسبان وأيطاليين والذين أصبحوا لاحقا بقيادة أمريكية عملوا جميعا على أبقاء الشعوب العربية في جهلها وتخلفها حتى يستمروا في الهيمنة عليهم , وخطاب أوباما عن ألآتحاد يشير الذي ذلك من خلال تأكيده على التفوق ألآمريكي .
ومثلما تتلاعب أمريكا بأسعار النفط العالمي , فأنها كذلك أصبحت تتلاعب بحركة ألآرهاب التكفيري نتيجة قوة أستخباراتها وتغلغل نفوذها في المناطق التي نشأ وترعرع ألآرهاب التكفيري فيها كثقافة تاريخية منحرفة  تمتد الى المرحلة التي أشار اليها القرأن الكريم وسماها ” ألآنقلاب على العقب ” .
وأذا أردنا أن ننظر للتظاهرات سواء في تونس أو في العراق , وبقية المناطق العربية ودول الجوار مثل تركيا , من حيث تحقيق النتائج سلبا أو أيجابا , علينا أن نرصد مايلي :
1-   تصاعد ألآرهاب التكفيري وتركيزه على المنطقة العربية والذي أصبح وسيلة لتسقيط ألآنظمة دون ألآستقرار ألآمني ودون تحسن المعيشة
2-   التلاعب بأسعار النفط وهو سلاح جديد لتسقيط بعض ألآنظمة أو أضعافها كما في العراق , ولتحجيم قوة بعض الدول وأزاحتها من المنافسة كما في روسيا وأيران .
3-    محاصرة التحرك الشعبي المناهض للفساد وأنظمة التبعية كما في البحرين واليمن
4-   منح الفرص وألآمتيازات المؤقته لآحزاب السلطة لآخماد أي تحرك شعبي مناهض كما في العراق .
5-   أتساع ظاهرة التقسيم وتشجيع دعوات ألآنفصال والترويج ألآعلامي لذلك كما في المنطقة العربية وجوارها من تركيا وأيران , وأقليم كردستان العراق مثالا .
فأذا كانت داعش تجد في التظاهرات الشعبية التونسية فرصة لممارسة تخريبها ودمويتها , وداعش كما بات واضحا من خلال فسح المجال لها للسيطرة على عدن جنوب اليمن , ومن خلال غض النظر عن سرقتها وتهريبها للنفط العراقي والسوري الى أسرائيل عبر ألآراضي التركية , ومن خلال الدفاع المستميت لكل من السعودية وقطر والبحرين وألآمارات وبغطاء أمريكي  لآشراك المجموعات ألآرهابية في وفد المعارضة السورية لمؤتمر جنيف .
وألآصرار ألآمريكي على منع قوات الحشد الشعبي العراقي من دخول الرمادي , وقيامها بأدخال قوات عسكرية أمريكية في قاعدة عين ألآسد في ألآنبار  بعنوان مدربين , ومسارعتها لتشكيل قوة أفريكم للتواجد في ليبيا من أجل خزانات وموانئ البترول الليبي التي أصبحت في متناول داعش .
كل ذلك يجعل التظاهرات التونسية في متناول التلاعب ألآمريكي لآفراغها من محتواها ألآنساني الوطني , ومسارعة فرنسا لتقديم مليون يورو للحكومة التونسية على مدى خمس سنوات هي كالمنحة السعودية للجيش اللبناني عبر فرنسا والتي أصبحت بعد سنتين عبارة عن خلاف دين عشرة ملايين دولار يطالب بها  أبناء الملك المتوفي عبد الله من أبناء الملك سلمان ؟
وتراجع زخم التظاهرات العراقية بسبب تدخلات أحزاب السلطة التي أصبحت تملك المال والحكم بواسطة المحتل ألآمريكي الذي يغري أعوانه بالفساد ليسقطوا في أعين الناس , أن تخدير أتباع أحزاب السلطة في العراق هو الذي أخل بنهضة الشارع العراقي وجعل التظاهرات العراقية تباع وتشترى في مقاهي ساحة التحرير والباب الشرقي والرصافة , وهذا التخدير هو الذي جعل المرجعية تقول بح صوتنا  , وهي لعبة يجيدها قادة المحور التوراتي ومعهم أسرائيل التي صرح وزير أمنها يعالون قائلا : لو خيرت بين أيران وداعش لآخترت داعش ؟
فهل بأمكان المشاركين في التظاهرات التونسية والعراقية والبحرينية واليمنية أن يتجنبوا التلاعب ألآمريكي ؟

أحدث المقالات