23 ديسمبر، 2024 12:53 م

تظاهرات الغضب وطباخات الرطب

تظاهرات الغضب وطباخات الرطب

الرَطَب تلك الفاكهة الصيفية, التي ينتظرها العراقيون والبصريون على الخصوص, تمتزج هذا العام مع التظاهرات الشعبية, التي تُمثل الغضب الجماهيري, على كل أنواع الفساد, سياسيا كان ذلك او إدارياً أو مالي.

عند إطلالة الصيف اللاهب, وحلول المصائب في بلد العجائب, عراقنا الموصوف بالفساد, على صفحات الإعلام بأغلب البلدان, بسبب الأعداء والحُسّاد, الذي أصاب فِكر الإصلاح بالكساد, فكانت النتيجة إجهاد العباد, وضياع الثروات و خراب الاقتصاد.

تظاهراتً نهارية تحت درجة حرارة, تجاوزت 45 مئوية في الظل, شيء يجب الوقوف عنده, فلا يمكن أن تَجمع تلك الأعداد بسهولة؛ ما لم تكن الأسباب مقنعة, والمطالب حقيقية فشمس تموز وآب, لا يستهان بها في العراق, إلا أن ما يمر به الشعب, يستحق العناء والمشقة.

عندما تُطالب الحكومة بحقوقها, يجب أن تُعطي الشعب استحقاقه أولاً, ليشعر أنَّ له وطن يستحق التنمية, ولكن عندما يرى نفسه دون خدمات, فهو يغرق في قطرات بسيطة من المطر, وتجِف أرضه فلا ينبت فيها زرع, وقد جَف ضرع ما يربي في الأهوار, وطلق زوجته من قلة الكد الحَلال, فهل يُطلق عليه وصف مواطن؟

قول منسوب لأبي ذر رضي الله عنه” عجبت لمن لم يجد قوت يومه، كيف لا يخرج للناس شاهرا ً سيفه” فلا يُلام من يخرج متظاهراً, أن يطالب بحقه سلمياً, بل من الواجب تحقيق ما يطلب, قبل أن يغضب فيحمل السيف.

أطلق السيد رئيس مجلس الوزراء, درجات وظيفية لا تمثل نسبةً, لا تمثل ربع ما تحتاجه محافظة البصرة, فكيف بالشباب من المحافظات الأخرى؟, وأفصح عن حملة لمحاربة الفاسدين, لكنه أخفى أسمائهم, فما هو السبب؟

لقد قيل في الغاضب” إذا لم يغضب الرجل لم يحلم؛ لأن الحليم لا يعرف إلّا عند الغَضَب” فهل يريد ساسة العراق, أن يروا غضب المواطن؟.