20 ديسمبر، 2024 5:25 م

تظاهرات العراق بين الخفاء والعلن

تظاهرات العراق بين الخفاء والعلن

إجتاحت العراق؛ موجة عارمة من التظاهرات الناقمة, والساخطة, على الأوضاع التي آل إليها البلد.

إنعدام الخدمات, والفساد الإداري, والمالي, وإنعدام الوظائف, كلها أسباب أدت إلى تحرك الشارع العرقي, بعدما ضاق ذرعا, بتصرفات الحكومات المتعاقبة, والتي كانت سمتها, عدم المبالاة بما يحتاجه المواطن.

قد تكون بداية التظاهرات عفوية, حينما يظهر من الوهلة الأولى, لكن المتتبعين والمهتمين بالشأن العراقي, لهم قراءاتهم المختلفة, حول هذه التظاهرات.

الغريب في هذه التظاهرات, أنها جاءت بدون لجان تنسيقية, ولانها عفوية كما أشرنا فإن مطالبها كانت متنوعة, وحسب إحتياجات الشرائح, التي خرجت في التظاهرة, مابين الخريجين العاطلين, وبين الفقراء, وبين الوطنيين الذين يحملون هم البلد.

لم يكتب برنامج واضح, لهذه التظاهرات, ولم تعرف الجهة الداعية إليها, أو من ينظم شعاراتها, ومطالبها, أو اللجان التي ستتفاوض, لمتابعة إستجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين.

حاول التيار المدني, أن يركب موجة التظاهرات, ولكونه ليس ذا قاعدة شعبية في العراق, حاول أن يصور نفسه, بأنه التيار الوحيد, نظيف اليد, والذي يحمل هموم المواطن, وحاولت وسائل الإعلام –المعادية للتيار الاسلامي- تضخيم هذا الدور, من خلال إبراز متحدثين, بإسم التيار المدني, وتجميل صورة التحالف المدني الديموقراطي, الممثل للتيار المدني في البرلمان, لتعطي وترسخ إنطباعا شعبيا, بأن التيار المدني, هو صاحب الحضوة في محاربة الفساد.

تحليلات كثيرة؛! حاولت معرفة من هم المسئولون عن التظاهر, جيرها بعضهم لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي, وبعضهم جيرها لخلافات بين المكون السني, وتحديدا بين كتلة الحل, بقيادة الكربولي وكتلة أبناء العراق بقيادة الفهداوي.

هذه التحليلات, إستندت إلى مجريات التظاهرات, وطبيعة الشعارات, والأشخاص المستهدفين فيها.

لكن! لدينا هنا وقفة تأمل, هل يمكن أن تكون هناك, رؤية أخرى لهذه التظاهرات؟ هل يمكن أن نقول, أن هذه التظاهرات ليست عفوية أو ما شابه؟ بل أنها تظاهرات مخطط لها بعناية تامة, تخطيط متفحص للأحداث, تخطيط جهات تعرف من أين يؤكل الكتف.

الهمس الدائر حاليا, لدى بعض المراقبين, هو أن هذه التظاهرات, خطط لها بعناية رئيس الوزراء حيدر العبادي نفسه, ودعمه في ذلك المجلس الأعلى, والتيار الصدري.

منشأ هذا التحليل, هو من قراءة يأس العبادي, من السير في إصلاحته, إن لم تكن هناك إرادة شعبية تدعمه, فالقوى العراقية, المشاركة في العملية السياسية, كلها تقف بالضد من تلك الإصلاحات, فما كان من العبادي وحليفيه –رائدي التغيير الجديد- المجلس الأعلى والتيار الصدري, إلا أن يمهدا لحركة شعبية, تضع كل القوى السياسية على المحك, أما بالقبول بالإصلاحات, وبهذا يتحقق الغرض, أو رفضها, وبذلك تكون قد تعرت أمام الشعب العراقي, وباءت بالسخط الشعبي العام, وخسرت قواعدها وجماهيرها ومؤيديها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات