10 أبريل، 2024 2:56 م
Search
Close this search box.

تظاهرات الشعب ليست فُقاعة

Facebook
Twitter
LinkedIn

رفع العراقيون اصواتهم عاليا يطالبون بإصلاح الشامل غير الترقيعي بعد اكثر من 12 سنة من السبات الطويل نشأ هذا السبات بسبب النزعة الطائفية التي وفدت للعراق بعد الاحتلال وبناء المحاصصة السياسية التي وضع اساسها الاميركي بريمر وكذلك بسبب الاحزاب الدينية والجهل الاجتماعي و هناك دور لبعض المرجعيات الدينية ايضا في نشأة هذا الوضع وقد ادركت المرجعية ذلك فوقفت اليوم مع التظاهرات نسمع اليوم المطاليب والاهداف المرسومة لهذه التظاهرات وهي في الحقيقة حالة صحيه بل وصحوة ضمير الشعب ومسؤولية امة تطلب لنفسها ولأجيالها القادمة ان تكون كباقي الامم ليس اكثر خصوصا مع وجود كل المقومات النجاح في بلد مثل العراق يمكن ان يتحول الى نموذج للتقدم والمدنية واحراز المراتب المتقدمة في بناء الانسان كقيمة عليا واولى في هذا البناء وتشييد العمران كنتيجة متحصلة من تحرير الانسان فكراً و سلوكاً ووعياً و استثمار كل الطاقات المحيطة به ومن اهم البوادر الخيرة ان هذه التظاهرات حملت الاهداف الحقيقية المتمثلة ببناء الدولة ، و اشرت على الخلل ووضعت الاصابع على الاخطاء الجسيمة التي حصلت منذُ اكثر من عقد في مرحلة الاحتلال و ما بعد الاحتلال ومن البوادر الخيرة انها لم تحمل الشعارات الطائفية المقيتة و الضيقة التي سأمها العراقيون و

كذلك رفعت هذه التظاهرات المطاليب الواضحة التي يتمناها كل فرد عراقي وبوبتها واصرت على تحقيقها ضمن جدول زمني ورفضت كل العناوين التي ثبت فشلها وثبت تقصيرها بل والعراقية بهذه المرحلة التي عانى فيها العراق والعراقيون اشد المرارة ومازال الدم العراقي نازفا ينتظر اليوم الذي يضمد فيه هذا الجرح عسى الله ان يكون قريبا ، ومن البوادر الخيرة ان هذه المظاهرات لم يتصدرها السياسيين الفاشلون مع انه حاولوا ركوب الموجه ولم يستطيعوا حتى الان وهذه علامة تبشر بالخير على وعي الامة وهنا نحذر ان يسرق هؤلاء او من ينوب عنهم او غيرهم او من هم على شاكلتهم ليسرقو هذه التظاهرات او يسرقوا اهدافها .

كان سقوط المالكي علامة فارقة في هذه المرحلة حيث انقشعت برحيله غمامة جثمت على صدور العراق والعراقيين لأكثر من 8 سنوات لم يجني منها العراقيون غير الدمار والفُرقة والويل والمأساة ، فهو قد وصفت مظاهرات مسبقا بأنها فقاعة ولو بقي حتى اليوم لبقي على هذه الحالة الحضارية التي رفعت وسترفع رصيد العراق بأنها فقاعة لأن المالكي يعيش ازمات نفسية ويعاني خصومة داخلية تنعكس على مجمل تصرفاته غير الطبيعية وقد اثبتت الايام انه ليس الا فقاعه وقد طارت في الهواء وبقي لها ان تنفجر لتتحول الى لا شي !!!

لم يخلو للعراق طيلة الفترة السابقة من اصوات حرة حملت

الهم الوطني للعراق وشعبه ولكنها كانت خافته بسبب الضجيج العالي هنا وهناك وكان اكثر هذه الاصوات خارج اطار المحاصصة وخارج مؤسسات الدولة التي بنيت على اساس المحاصصة وهو سبب من اسباب تقليص اثرها وان كانت تحمل المبادئ الوطنية التي تم رفعها اليوم نسأل الله ان يكون العراق الى نمر بمرحلة جديدة يكون فيها اقرب الى الشمس لينهض بصباح جديد وليس ذلك ببعيد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب