22 ديسمبر، 2024 7:29 م

تظاهرات البصرة..دور مشرف للنساء

تظاهرات البصرة..دور مشرف للنساء

ارتقى دور المراة العراقية وتطوّر على نحو ملحمي وتاريخي، واقتربت.. وربما تجاوزت في تضحياتها الخنساء، حيث لم يعرف التاريخ العربي الإسلامي سوى خنساء واحدة، في حين عرف التاريخ العراقي المعاصر الاف الخنساوات اللواتي فقدن ارواحهن وفلذات أكبادهن في حروب و معارك وعنف مسلح مدافعات عن ارض العراق! الاف من العراقيات سطرن قصصاً وحكاياتِ بطولة، لا مثيل لها، ولعل من ابرزها ما تمخض عن احتلال “داعش” من الم نتيجة التهجير والنزوح والقتل والخطف مع ان ابشعها كان السبي (جارية في القرن 21).
. استوقفني موخرا دور النساء في التظاهرات واصرارهن على المشاركة برغم مخاطر ما يحدث؛ إذ شهدنا موخرا مشاركتهن في تظاهرات البصرة التي انطلقت منذ اكثر من شهرين بسبب الفساد ومستويات المعيشة المتردية وارتفاع حالات التسمم والامراض…
لعبت النساء في تظاهرات البصرة دورا مميزا سواء أداخل المدينة المنكوبة ام خارجها! والاجمل هو مشاركة النساء من المحافظات وبغداد لمساندة المتظاهرين السلميين في تلك المدينة التي تلفظ انفاسها الاخير منتظرة الاسعاف الاخير.
لم يكتفين بالمشاركة فحسب، بل دعت المارة للانضمام إلى الاحتجاجات ، واخذت الناشطات والمنظمات النسوية بتوعية وحث المواطنين على التظاهر بسلمية وعدم الخوف، وضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة، بالضد من حملات المندسين والترهيب والاعلام المضاد الذي شكل خطرا على حياة المتظاهرين والمتظاهرات.
شدني وانا اتابع الزميلات الناشطات ما حصل من حملات تسقيطية يقوم بها بعض المندسين لغرض التشهير بسمعة زميلاتنا والتشكيك بوطنيتهن وتهديد امنهن وسلامتهن.. الثقافة التمييزية لم تكتفِ بالتسقيط الاخلاقي بل اخذت تمتد لتكون رصاصة تزهق الارواح من دون حساب لما سيترتب عن ذلك التحريض امام صمت واضح لمن يمثلن النساء في البرلمان بكل مسمياتهن وانتماءاتهن مشغولات بما يأمر رئيس الكتلة !.
زاوية اخرى جعلتني ارفع القبعة هي: المجموعة النيرة من الزملاء النشطاء، تكاتفوا يشيدون بدور النساء في تظاهراتهم الوطنية الحقيقية، يتناقلون صور مشاركتهن المشرفة، وهذا ساعد على فضح معسكر التحريض المندس ونواياه المريضة، فالصور والفيديوهات عكست حجم دور المراة المشرف في مساندة زملائها وتمسكها بانتمائها للوطن، غير مبالية بالقسوة المفرطة التي تواجهها.. عنفا وقتلا وتخريبا مقصود وارواح بريئة التحقت بركب الشهداء لتكون دماؤهم نيشان الاعتزاز ببصرتنا الصامدة الصبور على مناكفات الازمنة والساسة والمخططات.
رسالتي للشرفاء من العراقيين ولكل المنظمات الوطنية والاقليمية والدولية: مشاركة المراة في التظاهرات جزء مهم من اشراقة العراق الحضاري الرصين، لها تأثير بليغ في مؤازرة محاربي الفساد ووضع النقاط على حروف التحولات، لندعم المراة في كل المحافل ولنحافظ على حياتها وسمعتها ووجودها في المشاركة والمناصرة، فهي اثبتت ان الانتماء والشجاعة لا ترتبط بالجنس والعمر والتسميات
. سلاما لكل المتظاهرين السلميين في البصرة.
الف تحية لزميلاتنا الناشطات والمدافعات عن حقوق الانسان وهن يؤازرن البصرة الفيحاء من دون مصلحة او جاه.