ساكتب بقدر من الموضوعية والحيادية والرؤية المنصفة بعيداً عن الشد الطائفي والاحتقان السياسي الذي تشهده البلاد.
ساكتب بقلم شيعي بعيداً عن الطائفية والمناطقية والانتقامية واتوخى من ذلك ارضاء الضمير وكشف الاعيب الازمة واساليب التضليل التي يمارسها بعض السياسيين وهي رسالة الى ابناء الجنوب قبل ان تكون رسالة الى ابناء المنطقة الغربية.
صحيح قد رافق هذه الاحتجاجات اصوات نشاز حاولت التأجيج الطائفي وثارة ابناء الجنوب العراقي على التظاهرات وهذه الاصوات لا يمكن ان تكون هي الحالة السائدة والحاكمة على المظاهرات بل هي اصوات استثنائية لا تصلح ان تكون شاهدة وساندة لكل اصوات المتظاهرين.
وصحيح كذلك ان بعض المطالب اتخذت مسارات خاطئة بعيدة عن الواقع والمتوقع ولكنها مطالب تبقى محترمة وقابلة للنقاش وصحيح ان دخول الهارب المجرم عزة الدوري على مسار التظاهرات يراد من خلاله التشويه على المطالب الشعبية في الانبار ولكن الصحيح ايضاً هو ان هذه الاصوات بشكلها الاجمالي هو اصوات تمثل مكوناً مهماً واساسياً من ابناء العراق ولا يمكن اغفالها او تجاهلها.
ساكتب بوحي نصف الكأس المملوء التفاؤلي وليس النصف الفارغ التشاؤمي واشير الى ذلك بنقاط موجزة.
– ان هذه التظاهرات تستبطن ثأراً لمظلومية ابناء الجنوب الذين يعانون الحرمان في الحقبتين الصدامية والمالكية ان صح التعبير وهي صرخة بالنيابة عنهم وستعيد المسارات وتفرز الخنادق باعتبار ان ابناء الجنوب تهيمن على وعيهم مخاوف الطائفية واشباح المرحلة السابقة والخوف من التظاهر والمطالبة بالحقوق بحجة ان رئيس الوزراء من طائفتهم وهذا التضليل والتجهيل حرمهم من المطالبة بحقوقهم او انهم لم يمارسوا هذا الحق سابقاً لبطش السلطة وقد جربوا التظاهرات المسلحة في انتفاضة شعبان – اذار 1991 ودفعوا الثمن باهظاً كما لا يخفى على الكثيرين.
– ما تفعله السلطة الحاكمة من توجهات دعوتية تمارس التضليل الاعلامي والتحشيد الطائفي للاحتمال بالمكون الشيعي من الخطر المزعوم من اعادة المعادلة السابقة واضطهاد الشيعة كما حصل في العهد السابق.
وتمظهر ذلك عبر تصريحات وتحليلات واشاعات يثيرها سياسيو حزب الدعوة وبعض ذيولهم وتحريك الشارع الشيعي واستغلال التفجيرات الاخيرة اسوء استغلال للاصطفاف الطائفي لكهربة الشارع وانهاء احتجاجات الانبار والموصل والسامراء.
ومن هنا حاولت شخصيات من حزب الدعوة تأجيج الشارع الشيعي ومحاولة اخراجه للتظاهر ضد اهل الانبار وليس ضد السلطة التي حرمتهم من ابسط حقوقهم والا كيف يعقل ان محافظة تعيش فوق بحر النفظ وكنوز الخيرات مازال ابناؤها حفاة عراة والمدينة مهدمة وليس فيها ما يوحي بالاعمار والتأهيل والنظافة.
من المؤسف ان السلطة تحاول اخراج المحرومين والمظلومين من ديارهم المهدمة والمنهارة بفعل الامطار الاخيرة ليرفعوا صورة المالكي والوقوف ضد مطالب اهالي الانبار وهو اسوء ما تفعله الحكومات المستبدة فكان يفترض ان يتظاهر ابناء الجنوب من اجل مطالب وحقوق وليس ضد مطالب وحقوق غيرهم!!!
– بعض السياسيين يحاول تحشيد ابناء الجنوب المحرومين من اجل مستقبل ابنائه لشعوره ان استمرار المظاهرات يهدد مستقبل وثروة ابنائه وعائلته التي تعيش البذخ والترف باعلى صوره وانفاق سفرات الخارج لابنائهم تقارب مئات الالاف من الدولارات ولعشرة ايام فقط ولدينا ارقام موثقة على ابناء احد الوزراء المتباكين هذه الايام على المالكي ويحاول النباح دفاعاً عن اخطاء الدعوة رغم مواقف الدعاة من التشكيل الذي كان ينتمي اليه قبل انشقاقه اخيراً والارتماء باحضان المالكي والدعوة.
واخيراً اطالب ابناء الجنوب الشرفاء الا يبيعوا دنياهم بدنيا غيرهم من رجال حزب الدعوة والا يفرطوا بحقوق ومطالب ابنائهم من اجل ابناء الوزراء والمسؤولين من المقريبن للحزب الحاكم.
انصبوا منصة في الجنوب سلمية تشبه منصة الانبار وطالبوا بحقوقكم بدلاً عن الدفاع عن المالكي وحزب وابناء المسؤولين المترفين المستهترين لكيلا تكونوا حطباً رخيصاً لثراء المسؤولين والسراق واللصوص في الحكومة والحزب الحاكم.