11 أبريل، 2024 5:02 ص
Search
Close this search box.

تظاهرات الامام الحسين (ع).. ضد الحكام الفاسدين

Facebook
Twitter
LinkedIn

يمكن القول..ان الامام الحسين (عله السلام) ..خطط للتظاهرات الحالية ضد الظلم والفساد.. فضلا عن مظاهرته التاريخية ضد الديكتاتور يزيد.. ولكونه قائدا الهيا.. نؤمن بعصمته.. ونؤمن بشمولية تخطيطه.. وتكامل ثورته.. لقد كان مؤسسا للوعي.. ذلك الوعي الذي يخرج على الحكم الفاسد المتستر بالدين..
الم يكن يزيد خليفة؟؟ يحكم باسم الدين.. !!
ومن ذلك نفهم ..ان الامام الحسين (ع) يرسل الينا رسالة مفادها..: لا تنخدعوا بكلام السلطة.. انهم سياسيون.. وعبيد للدنيا.. والدين لعق (ودعوة) على السنتهم.. يديرونه (ويقولونه) ما درت معائشهم (ولاجل الانتخابات والسلطة).. فاذا محصوا بالبلاء (والكرسي) قل الديانون..!!
…….. الابعاد المستقبلية للثورة:
 ان المبرر الاهم، وفقا لكلام السيد محمد الصدر (رض)، هو الحاجة الى حلقة رابطة بين الانطلاقة الرسالية، المحمدية، وبين النتيجة المستقبلية، المهدوية. لان المقدمات التي جهزها الرساليون، من الانبياء والرسل، وخاصة نبينا الاكرم، ص. واله، هذه المقدمات بحاجة الى مرحلة بينية، ورابطة مع المرحلة المهدوية، والتي فيها يحصل المعدل العالي للتكامل، طبقا للتخطيط الالهي.
ولان ظروف الاضطهاد وحدها لاتنتج التكامل، اذا لم ترافقها الثورة الاصلاحية، وبعبارة اخرى: ان وجود البشرية تحت حكم ظالم، ودن اية معارضة او تمرد او ثورة، مثل هذه الظروف تنتج التسافل وليس التكامل. بينما يحتاج التكامل البشري الى ظروف صعبة، توفر مناخا مناسبا للجهاد والكفاح والنضال ضد الظلم، وهذا هو الكدح الذي يوصل البشرية الى كمالها، وهذا ما حققته الحركيات الرسالية، وخاصة ثورة الامام الحسين،عليه السلام، تلك الثورة التي جسدت اصلب المواقف الجهادية، وضد اقسى الظروف الابتلائية.
 وناقش الشهيد الصدر مبررات الثورة الحسينية وفقا لمنهجية التخطيط الإلهي لتربية البشرية، فقال سماحته:
 ..وإنما المهم الاطلاع على المبرر [التخطيطي] لهذه الثورة المقدسة. وحاصل فكرته: اننا قلنا فيما سبق أن ظروف الظلم والانحراف لا يمكن ان تكفي في وجود المخلصين ما لم تقترن بالأسس الاسلامية الموفرة للاخلاص. وإلا فان هذه الظروف تكون موجبة لضلال البشرية وانطماس العدل، وفشل التخطيط العام في النتيجة. وان من أهم الأسس لتوفير الاخلاص وتقوية الارادة في أذهان الأمة، هو إيجاد القدوة والمثال الأعلى للتضحية أمام الفرد في مجابهة تلك الظروف الظالمة. وقد كانت ثورة الحسين، عليه السلام، أعظم مثال لذلك، حيث أفهمت الأمة بأجيالها المتطاولة والبشرية بمجتمعاتها المختلفة، مقدار ما ينبغي أن يكون عليه الفرد من درجة الاخلاص والصمود وقوة الارادة ونكران الذات تجاه العدل، ومن أجل محاربة الظلم والانحراف… والتضحية بالنفس والنفيس والصحب والأهل والولد.
ويجد الباحث في موسوعة الامام المهدي، عليه السلام، نتائج هامة، تحققت بعد الثورة الحسنية، ومن تلك النتائج: تاسيس مفهوم الثورة ضد الظلم، نظريا وعمليا، لان احداث الطف تضمنت التنظير بمستوى الادراك العقلي والبيان الشرعي، فقد حرص الامام واصحابه على بيان مبررات الثورة والاستدلال العقلي والشرعي على مشروعيتها، كما ورد في النص السابق على لسان قائد الثورة، الامام الحسين، عليه السلام، فضلا عن خطب وبيانات مقاتليه، وقبل الخوض في القتال، والنتيجة الهامة في هذه الدراسة:
ان هذا البيان والاعلام، لا يستهدف الجيش اليزيدي حصرا، ولا يختص بمعركة الطف، بل يتعداها الى المستقبل، وبمستوياته وابعاده كافة، لان ثورة الحسين، هي نواة تأسيسية للسلوك الثوري، والمنهج التمردي ضد الظلم، ذلك التمرد الذي يجسد التمسك بالشريعة الالهية دون سواها.
وبمعنى اخر: ان الالتزام بالطاعة الإلهية، تستلزم طاعة العدل ومخالفة الظلم، وتستلزم التمسك بالعدل الالهي ورفض الظلم الحكومي، ويتطور ذلك الى الشعور بالمسؤولية تجاه اقامة العدل والدولة العادلة، واهمية المشاركة في التمهيد لتلك الدولة والاستعداد للتضحية في سبيل قائدها الموعود.
وللحديث بقية….
المصادر
السيد محمد الصدر. موسوعة الامام المهدي. النسخة الالكترونية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب