10 أبريل، 2024 7:47 ص
Search
Close this search box.

تظاهراتنا مع الدين والاخلاق وضد الفساد والنفاق‎

Facebook
Twitter
LinkedIn

ابتدأت التظاهرات نتيجة للظلم والفساد المستشري في العملية السياسية وكادت القوى السياسية ان تعترف بالاجماع على وجود فساد اداري وخلل بين لدى الحكومات المتعافبة منذ عام 2003 ولحد الآن الا أن الاعلام والصحافة حينما تتناول موضوع بالتفاصيل واعتماداً على الوثائق المنشورة تتهم فوراً من قبل الكتل والاحزاب وكأن القضية لم يكن لها وجود وان التهم لاتعني كتلة وكم من صحفيين وكتاب ومثقفين اغتيلوا وهربوا وسجنوا وهمشوا بأسباب لم يكونوا طرفاً فيها ابداً وان دل على شيء فانه يدل على ان مستوى التمثيل الفاشل للشعب العراقي الذي لايرتقي لثقافة قبول النقد والنقد الذاتي وفي رأيي ان الاحزاب التي حكمت لاتؤمن بأنها أحزاب وطنية وانما مجرد مجموعات جائت لتحكم بذكائها وتاريخها واتفاقاتها الدولية مع الاحتلال الاميركي المشرعن بالقوانين الدولية ومجلس الأمن وهذا قد اعطى او يعطي الاطمئنان لدى تلك الاحزاب بنشوة السلطة والمال والجاه والاعراض عن سماع الاصوات الحرة والشريفة النقدية طبعا انقسمت الاحزاب الى قسمين كبيرين هما الاحزاب الشيعية وقضيتهم في الظاهر الشيعة ومظلوميتهم وحقوقهم وفي الواقع لم يحصل الشيعة على اقل مما حصلوا عليه في زمن الدكتاتور صدام … واما من يتكلم اويحاول التلميح والتلويح بالمعارضة لأي قرار لهم فتهمته جاهزة وهي كالاتي(‏‎ البعث -قطر -السعودية ) وهذا معناه استحلال دمه من قبل المليشيات الحكومية فقمع الاحرار خوفاً ولم ينس احدا ولو همسا طيلة فترة 13 عام على الظلم والطغيان … واما الاحزاب السنية فنفس الشيء يتكلمون عن التوازن السني والحقوق والامبراطوريات السابقة والمواطنين من الدرجة الاولى ولم يقدموا لأهلهم اي العرب السنة شيء يذكر ابداً ومن يعترض عليهم فان تهمته جاهزة وهي ‏‎( العمالة لايران – الصفوية -الخيانة للدين- الاتفاق مع الشيعة ) وإلصاق اي تهمة منها لتصفيته فوراً بواسطة مليشيات مرتبطة بالاحزاب السنية فعاش المواطن السني والشيعي منكوباً لايتكلم واخرس اصم لانه مطلوب على اية حال الكل عاش خوفاً ورعباً من الاحزاب السياسية الممثلة له وهو لم يستفد شيئاً غير كونه ورقة تحترق لغيره ، وحينما تم التفاهم بواسطة المثقفين وقرروا التظاهر والمطالبة بالحقوق ونضجت فكرة الوطنية المغيبة عمداً او خوفاً خرج الشعب بكل اطيافه وقمع الكل والان عندما خرج مطالباً بالاصلاحات السياسية واسترداد الاموال المنهوبة فمبلغ 1000 مليارد دولار كان يكفي لاعادة دولة الا اننا استغربنا لاننا لانملك شيئا والعراق يستدين ويقترض لان الموازنة الاخيرة لعام 2014 سرقت بالكامل في السنة الاخيرة لحكم نوري المالكي ولم نعرف اين ذهبت لحد الان ، فخرجت مظاهراتنا مطالبة بالحقوق المدنية للمواطنين كافة وفي كل المحافظات الوسطى والجنوبية بعد ان يأست من الاصلاحات والوعود الكاذبة لجأت الى التظاهرات السلمية والاعتصامات وايدتها المرجعية وطرقت نفس المطالب للمتظاهرين السلميين ومن على منابر الجمعة في كربلاء المقدسة الا ان الطريقة التي اتبعت مع المتظاهرين من قبل السيد حيدر العبادي هي طريقة تسويفية وترقيعية وسوق للشعب بانه المدافع عنهم وطرق قضية الفساد والفاسدين كطبل فارغ يقرع به ولا طحين من جعجعته ويبدو ان الحكومة الحاكمة واحزابهم الحليفة لعبت لعدة ادوار او طرق لكبح الاصوات الحرة منها التخدير والتسويف للمطالب ومنها شن الاعلام المأجور حملة تشويهية ضد المتظاهرين وتصويرهم بأنهم خارجين عن الاخلاق والدين وانهم علمانيون يريدون ان يحاربوا الدين والاسلام كما صرح بذلك الكثير من سياسيي الصدفة بان التظاهرات مدعومة من الخارج وبدأوا بالاغتيالات والاشاعات والاعلام المضاد والتقليل من أهمية المطالب لانهم في حالة حرب كما يزعمون وهذا مايضعهم في خانة الشبهات وبأنهم تعاونوا مع داعش وان كنا لانملك الوثائق الابعض التسريبات البسيطة واقول للاحرار المتظاهرين انكم امل العراق وانتم النخبة الصالحة المؤمنة بالحقوق لشعبكم فلا تردوا على رجال السياسة المعممين وخاصة الاحزاب لانهم يحاولون جركم الى انكم ضد الدين او الاسلام كما يزعمون هم والا الذي يغصب ويسرق ويزور ويقتل ويثير الطائفية لايملك من المبادئ الالهية شيء ابداً فضلا عن شريعتنا السمحاء المقدسة واقول للسياسيين واحزابهم ان التظاهرات ليست ضدكم شخصيا وانما هي ضد الفساد فمن كان فاسداً فليقدم استالقته ويعتذر للشعب ويذهب الى القضاء ليخلص ضميره ان كان يملك ضميراً حياً واحياناً فان النقد والتجريح ليس مقصوداً منه سوى هز الشجرة كي نكتشف ثبات اوراقها ومقاومتها وسقوط المريض منها كي لايظهرنا بشكل ضعيف كما ان الحكومات بطبيعتها تحتاج الى الاصوات الحرة أكثر من اصوات المدح والخداع والتملق لان الاولى تدلك الطريق والاخرى تضلك واما الان وقد ظهرت لدينا في الساحة العراقية حزاب وشخصيات استبدادبة مقيتة تعتبر نفسها العراق او انها تمتلك القيمومة على الوطن او ترتدي اقنعة الدين وتتملق المرجية ظناً بأن المرجعية تدعمه كي يمارس سرقاته وفساده الاداري بكل حرية الا ان عصا الفتوى والمرجعية بيده يجلد بها من يشاء فيحول المرجعية من وسيلة الى الله يتعبد بها الاخرون الى وسيلة شيطانية يسرق بها … ولن ترضى المرجعية الا ان تلعب دوراً الهياً صادقاً مع الاخرين وهي مسؤولة عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لذلك تكلمت وتتكلم الى حد تفريغ الذمة الشرعية للخروج من الازمة للفساد المستشري في الحكومات الحالية والماضية وهذا هو دور المرجعية الحقيقي الصحيح والان بدأت بعض القوى السياسية والاصوات النشاز بمحاولة استمالة بعض رجال الدين اصحاب النفوذ وتحريضهم ضد المتظاهرين للأسف للحد من النفوذ المتنامي للثورة الشعبية والاصلاحية والتي اخذت تهدد مصالح الاحزاب الاسلاموية المتشددة والتي كانت ولا تزال تعتمد على إثارة الطائفية وليسوا لكونهم طائفيين او اسلاميين بل لمصالحم السياسية للتسلق على الازمات من خلال ذلك وبعد ان كشفت الاوراق وبانت الحقيقة صغرت الاحزاب كي تكون في زاوية لاتحسد عليها ولن تنعش الا بالطائفية التي ذهبت بلا عودة عن عراقنا العظيم عراق الاديان والمذاهب والحريات والثقافة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب