15 أبريل، 2024 4:33 ص
Search
Close this search box.

تطور فيه أکثر من عبرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليست هناك من دولة منزعجة من التطورات الجارية في شبه الجزيرة الکورية و ماينقل عن عزم ديکتاتور کوريا الشمالية عن التخلي عن برامجه النووية والذي يأتي بعد الاتفاق على عقد لقاء بين الزعيم الکوري الشمالي، کيم جونغ أون و الرئيس الامريکي دونالد ترامب، کما هو الحال مع إيران، حيث يشعر نظامها بإنقباض شديد من جراء ذلك خصوصا وإن هناك ضغوطات أمريکية قوية على طهران تطالبها بالمزيد من التنازلات أو أن تلغي واشنطن الاتفاقية.
الاتفاق النووي الذي أبرمه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مع دول مجموعة 1+5، عام 2015، أبان عهد الرئيس الامريکي السابق أوباما، وهو الاتفاق الذي إستفاد منه النظام کثيرا و ساعده على إجتياز مرحلة صعبة و إستغل في نفس الوقت أجواء الاتفاق ليوسع من نطاق نفوذه خصوصا بعد أن تم الافراج عن المليارات من الاموال الايرانية المجمدة والتي ذهبت معظمها لخدمة تدخلات النظام في المنطقة و کذلك تصدير التطرف الديني و الارهاب، وإن الانتقادات الامريکية للإتفاق و المطالبة بتعديله جدية أکثر مما قد يتصوره القادة و المسؤولين الايرانيين، وإن الانتهاء من کوريا الشمالية کمشکلة دولية، سيمهد الطريق لکي يتم الترکيز أکثر على إيران، وهذا مايسبب ذعرا في طهران ويظهر آثاره بکل وضوح على التصريحات و المواقف الايرانية المتشنجة و المتوترة.
القلق و الخوف في طهران، يدفع بالنظام الى التلويح و الإيحاء بالاقدام على أعمال إنتقامية ضد واشنطن ولاسيما من خلال الميليشيات التابعة لها في العراق و التي تقوم من جانبها بالايحاء عن إنها ستجعل القوات الامريکية المتواجدة في العراق هدفا لها، بمعنى إن النظام الايراني وفي أزمته هذه يسعى لإستغلال العراق مجددا کما إستغله خلال فترة حصاره و خلال فترة التعرض للمعارضين الايرانيين الذين کانوا يتواجدون في معسکري أشرف و ليبرتي، والملفت للنظر، إن الترکيز على هذه الميليشيات المتواجدة في العراق، دون غيرها في بلدان المنطقة، له معان و عبر کثيرة ولابد من التمعن فيه جيدا، لأن دفع العراق الى المواجهة مع أمريکا إکراما لمغامرات و مجازفات النظام الايراني، هو منتهى الحمق و الجنون، خصوصا وإن العراق خاض هکذا مواجهة خاسرة ولايجب أبدا أن يعود لمثلها خصوصا عندما نرى بلدا ککوريا الشمالية يحسم أمر المواجهة مع واشنطن بالاستسلام لشروطها.
النظام الايراني الذي تحترق أقدامه بنار الرفض الداخلي و الدور الذي يقوم به المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من أجل إسقاط هذا النظام، يواجه أيضا موقفا دوليا صلبا لايمکنه مواجهته وهو في حالته المزرية الحالية و لذلك فإنه يسعى للتشبث بالميليشيات الشيعية و دفعها الى آتون مغامراته المجنونة، ولکن العراق الذي لم يستطع من الصمود و المقاومة مع أمريکا في العهد السابق، هل تستطيع هذه الميليشيات المنقسمة على بعضها في الاساس من أن تؤدي هکذا مهمة مستحيلة؟!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب