9 مارس، 2024 2:11 م
Search
Close this search box.

تطور صناعة الحروب: -انواعها ووسائلها

Facebook
Twitter
LinkedIn

بروفسور سابق في الترجمة الاعلامية –جامعة عجمان\الامارات
كانت الحروب اخر وسيلة لحلول الخلافات ولفرض الاردات بين الشعوب وذلك باستعمال ما يفضي الى انهاء حياة البشر وتدمير المتعلقات ولكن في الوقت الحاضر كما ذكرنا واوضحنا في مقال سابق ظهر الجيل الرابع من الحروب الا وهو استعمال الاساليب الناعمة في تدمير الثقافات وطمسها على نطاق واسع وتطبيع المحرمات في الثقافات دون الابادة الجسدية التي عادة ما تتم باستخدام الاسلحة بانواعها بضمنها اسلحة الدمار الشامل كالاسلحة النوية والبايولوجية والكيمياوية. في هذا المقال سنتطرفق الى انواع اجيال الحروب الاخرى.
كما هو معروف اول واقدم اجيال الحروب كان با ستخدام السلاح الابيض اي التقابل وجها لوجه واستعمال الاسلحة المعدنية الحادة ( Hand-to-Hand Fighting) وعادة حاليا ما يقع ضمن أطار هذا الجيل من الحروب قتال الشوارع بالسلاح الابيض. وقلما تستخدم النيران في مثل هذه الحروب وكثيرا ما تتسم هذه الحروب بالعنف بانواعه المختلفة كقطع الرؤوس(Beheading ) وسبي النساء (Captivating Women) كما تفعل حاليا الجماعات الدينية المتشددة في تبيان شدة وقسوة عقوبتها لاعدائها من ابناء جلتهم او غيرهم لردعهم من مناصرة الاعداء وارعابهم.وفي هذا النوع من الحروب لاتستخدم ابدا الاساليب الناعمة وانصار هذا النوع من الحروب يميلون الى تقليد السلف من ابناء جلدتهم في التعامل مع الاعداء كفرض الجزية على من هم من غير عقيدتهم( Head Tax On Free Non-Believer ) . ويتميز هذا النوع بقدم الاساليب والادوات المستخدمة في الحروب.
اما النوع الثاني من اجيال الحروب وهو الاكثر تقدما من سابقه و يتضمن من بين مايتضمن صناعة وبيع الاسلحة النارية (Fire Arms ) من قبل دول العالم المتفدم الى الدول الاخرى وتوفير اسباب اندلاعها . وتشتمل هذه الادوات على انواع اسلحة القتل الفردي والجماعي ومضلداتها عن طريق استخدام النيران الحارقة كالمدغعية ومضاداتها والدبابات والطائرات ومضادتها وادوات الاستطلاع والكشف وغيرها من الاسلحة النارية وخاصة معظم تلك التي استخدمت في الحربين العالميتين الاولى والثانية .
والنوع الثالث من اجيال الحروب هو ذلك الذي يتضمن من بين ما يتضمن التعامل مع اسلحة الدمار الشامل (Weapons of Mass Destruction -WMD) وبيعها الى دول العالم الثالث الغنية وغيرها وتوفير اسباب اندلاعها , ويشتمل هذا الجيل من الحرب على استعمال الاسلحة النووية والكيمياوية والبايولوحية, ويتميز بان اثاره خطيرة جدا حيث يعاني الناجون من اثار جسدية وعقلية و نفسية تكون طويلة الامد. ومن امثاله استخدام الاسلحة الكيمياوية والبايولوجية من طرف بعض الانظمة الديكتاتورية في دول العالم الثالث في اواخر القرن العشرين.
وفي مقال سابق تطرقتا الى الجيل الرابع وللتذكير فقط في هذا الجيل من الحروب تستخدم الاساليب الناعمة لاباحة المظورات والمحذورات ( Taboos) في ثقافات دول العالم الثالث وعادة ما تكون ميادين هذا الجيل في التجمعات العالمية الكبرى كالاحداث الرياضية والمهرجانات الفنية الكبرى والمؤتمرات والمنظمات الدولية. ومن بين هذه المحذورات : الدعوات الى المثلية الانحرافات الدينية كلالحاد وتبرج المرأة المسلمة والمس بالرموز الدينية والتشجيع على تبنيها وغيرها الكثير.
وخلاصة القول لابد للفرد العادي ان يدرك ان التحارب لا يكون جسديا فقط ولا يكون ايضا ابادة عددية بل من خلال محاولات الاقناع نتيجة الانبهار غير المتروي بالمرجعيات الثقافية الغربية. ويكون عادة ذا اتجاه واحد (Unidirectional) من الكبير القوي الى الضعيف الناشىء . وفي كوكبنا هذا الاتجاه يكون من دول الشمال الثري الى دول الجنوب(دول فقيرة في الاغلب ) وفقا لرؤية المستشار الالماني الاسبق والفائز بجائزة نوبل 1991 ولي برانت (Willy Brandt). اما الجيل القادم فعلمه عند الله وقد يكون من كواكب اخرى وبوسائل اخرى. حيث نشط الغرب منذ القرن الماضي في استكشاف الفضاء . وفي الاونة الاخيرة وبموازة مع ذلك نشطت في الغرب السياحة الفضائية (ٍSpace Tourism ) وقام عدد من ملياردات الغرب بتجريب ذلك.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب