22 ديسمبر، 2024 11:22 م

تطوران لابد من الاستفادة منهما عربيا ودوليا

تطوران لابد من الاستفادة منهما عربيا ودوليا

لم يکن بوسع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية التمادي في نهجه السلبي تجاه دول المنطقة و توسيع تدخلاته في شٶونها الداخلية، وتأسيس أحزاب وميليشيات موالية له، لو کان هنالك نهج ومواقف سياسية وأمنية حازمة وصارمة ضد طهران، فقد إعتاد هذا النظام دائما على إستغلال حالة الصمت أو الدفاع السلبي أمام سياساته المشبوهة في دول المنطقة وإعتبارها خوفا منه وتوظيف ذلك من أجل المزيد والمزيد من تنفيذ المخططات المشبوهة الاخرى ضد بلدان المنطقة.
هناك حالة من التشابه بين دول المنطقة والمجتمع الدولي، حيث يبدو إنهما لايقومان بإستغلال الفرص المناسبة المتاحة من أجل تحجيم وتحديد الدور العدواني المشبوه لهذا النظام بل إنهما يتصرفان بصورة تبدو أکثر من مناسبة لهدا النظام عندما يقومان بتجاهله وتوفير الاجواء والظروف الملائمة له کي يستمر في نشاطاته وتحرکاته على مختلف الاصعدة، ونذکر على سبيل المثال لا الحصر، فإن المجتمع الدولي و کذلك المنطقة عليهما أن يستفيدا من تطورين نوعيين يتعلقان بالاوضاع في إيران ومن الممکن جعلهما أساسا لإتخاذ موقف فاعل ومٶثر ضد، وهذان التطوران هما:
أولاـ إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول، للشعب الايراني و التي رفع الشعب شعارات حاسمة فيها طالبت بإسقاط نظام ولاية الفقيه و قاموا بحرق و تمزيق صور المرشد الاعلى والتي لازالت مستمرة من خلال الاحتجاجات المتواصلة ونشاطات معاقل الانتفاضة.
ثانياـ الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي وفرض حزمتي عقوبات ضد النظام بحيث تبدو آثارها واضحة عليه ولايمکن للنظام أن يتخطى هذه العقوبات بسهولة من دون أن يستسلم للمطالب الامريکية الجدية.
هذان التطوران المهمان والاستثنائيان، لم تقم الممنطقة ولا المجتمع الدولي بالاستفادة منهما بل يبدو واضحا من إنه ليس هناك لحد الان سوى تجاهل نسبي لهما وهو مايخدم النظام بالدرجة الاولى رغم إننا يجب أن نشير أن النظام الايراني يمر حاليا بواحدة من أضعف حالاته وتٶکد کل التحليلات والتوقعات بعدم تمکنه من الخروج منها سالما.
اليوم، وفي خضم الاوضاع و الظروف غير العادية التي تمر بها المنطقة و الدور بالغ السلبية للنظام الايراني فيها، فإن هناك أکبر و أهم فرصة لتصحيح موقف دول المنطقة و المجتمع الدولي، وذلك بإتخاذ موقف حاسم بإتجاه دعم النضال المشروع الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية والاعتراف بالمقاومة الايرانية التي تعتبر البديل القائم للنظام وتعبر عن آمال وتطلعات الشعب الايراني بالاضافة الى دورها الحيوي على الساحة الايرانية، ذلك إن هکذا موقف من شأنه إحداث إنعاطفة غير مسبوقة لصالح النضال الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية.