بلقاء متوقع بعد أن ضمن الجمهوريين “الراديكاليين ” غالبية مقاعد الكونغرس ألامريكي ,, أعلن السيناتور الأمريكي الجمهوري جون ماكين عن لقاءه بعدد ممن سماهم “مقاتلي الجيش الحر” في مدينة أورفه التركية ,,وقد سبق لماكين أن أجرى مجموعة لقاءات سابقة مع ما يسمى “بالقوى المسلحة المعتدلة “كان أشهرها عندما دخل سورية، عام 2013، والتقى مع أعضاء “المجلس العسكري الأعلى لميليشيا الجيش الحر”،مع العلم أن ماكين قد بذل بالفترة الماضية جهودآ كبيرة وسعى لإقامة منطقة الحظر الجوي في سورية، وتزويد الميليشيات المسلحة بالسلاح والمال والمقاتلين,كما سربت بعض وسائل أعلام تركية أخبارآ تؤكد لقاء ماكين وعدد من قادة جمهوريي الكونغرس بعدد من قادة ما يسمى بجبهة النصرة بالشمال السوري وهذا اللقاء تم بمدينة أورفة التركية,كما تسرب وسائل الاعلام التركية أنه تم بالفترة ألاخيرة عقد عدة لقاءات جمعت ماكين مع أبرز المسؤوليين الاتراك ,,كان أخرها لقاءه مع رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان ,,والواضح هنا أن مناورة الجمهوريين الاخيرة هي بهدف تعطيل حوار موسكو “1”,,والتجهيز على مايبدو لاطلاق مشروع ما يمهد لتوسيع مسار المعارك على الارض السورية بشكل واسع ,,وتتحدث معظم التقارير الغربية أيضآ أن هذا المشروع تم رسم معالمه مؤخرآ بالزيارة الاخيرة التي قام بها بفترات زمنية متقاربة كل من الامير السعودي متعب بن عبدالله والامير السعودي محمد بن نايف لواشنطن ,,وبدعم واسع من الرئيس الفرنسي أولاند والتركي اردوغان ,,وبمساندة واسعة من جمهوريي وصقور الكونغرس والبيت ألابيض,,وللأن لم تتضح معالم هذا المشروع بعد .
*ما حقيقة تغير موقف واشنطن وحلفائها من ألاحداث بسورية ؟؟.
لايمكن الحديث عن ان امريكا وحلفائها قد قامو بأعادة دراسة لا ستراتيجيتهم للحرب بسورية ,,من دون وجود مؤشرات توحي بذلك ,,فهم ما زالو يدربون ويسلحون عشرات الآلاف من المسلحين الذين يقاتلون الجيش السوري ,,وهم اليوم يعدون العدة لمعارك كبرى سنعيش تفاصيلها قريبآ كما تسرب وسائل الاعلام الغربية بشمال وجنوب سورية ,,كما ان أمريكا وحلفائها ما زالو يحتفطون بورقة ألائتلاف السوري كورقة رابحة ,وليس كما يعتقد البعض أن ألأئتلاف السوري المعارض قد أنتهت مدة صلاحيته بالغرب ,كما أن امريكا وحلفائها ما زالو يمارسون دورهم بالحصار الاقتصادي على الدولة السورية ,كما انهم ما زالو يسعون لتعطيل أي مسار او حل يضمن تحقيق حل سياسي للازمة السورية ,فهذه المؤشرات جميعها توحي أن لا تغيير بأستراتيجية أمريكا بحربها على الدولة السورية ,,وأن جميع ألاقاويل والتحليلات التي تؤكد حدوث تغيير ما ,,ماهي الا تحليلات فارغة من أي مضمون وماهي بالنهاية الا تحليلات يطلقها بعض هواة التحيل السياسي هنا وهناك دون وجود مؤشرات على ارض الواقع على نجاعة هذا التحليل .
فقد راهن بعض المحللين بالفترة ألاخيرة على أن صمت واشنطن بالفترة ألاخيرة عن معظم الاحداث التي تجري بسورية ,,هو قبول بسياسة ألامر الواقع وأن واشنطن قد أقرت بهزيمتها فوق الاراضي السورية ,,ولكن حقائق الواقع وخفايا ماوراء الكواليس تدحض كل هذه التحليلات ,,والدليل هنا أن الرئيس الامريكي باراك أوباما تحدث تحت ضغط جمهوري كبير بتصريحات سربتها وسائل أعلام أمريكية بنهاية شهر تشرين ثاني 2014 وتقول هذه التصريحات أن ألرئيس ألامريكي باراك أوباما طلب من مستشاريه اجراء مراجعة لسياسة ادارته بشأن سورية، بعد ان توصل إلى انه ربما لن يكون من الممكن انزال الهزيمة بمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية”داعش ” بدون إزاحة الرئيس السوري بشار الاسد”,, وهذا ما يعني أن امريكا مازالت مصرة على موقفها من حيث عدم أعترافها بشرعية الرئيس بشار ألاسد ,وما زالت تسعى وبقوة لاسقاط النظام العربي السوري,,وفي تصريح أخر لمسؤول أمني أمريكي يقول هنا معلقآ على سياسة واشنطن بالفترة المقبلة بسورية “أن تدريب المعارضة السورية يستغرق ما بين 8 أشهر إلى عام لتجهيز المقاتلين السوريين لمواجهة تنظيم داعش و هدف الولايات المتحدة على المدى الطويل هو التفاوض لوضع نهاية لنظام الأسد ,,ونعلم أن المعارضة السورية تواجه ضغوطا مكثفة في ساحة المعركة، وندرس الخيارات لكيفية تقديم الولايات المتحدة وقوات التحالف مزيدا من الدعم لهذه القوات لتكون مدربة ومجهزة”,,ومن هنا نستدل أن واشنطن ما زالت مصرة على هدفها باسقاط النظام العربي السوري .
*هل أجهضت القاهرة جهود الحل بموسكو “1”؟؟.
هناك اليوم حالة تشاؤم بخصوص حظوظ نجاح عقد مؤتمر موسكو “1” لأن اغلب المطلعين على تداخلات الازمة السورية وماتبع ذلك من تغيير بقواعد الاشتباك- يعلمون ويدركون أن أي حديث عن انعقاد جلسات مشاورات تضم شخوص من طرفي المعادلة السورية، ان اتفق أصلآ على انعقادها،، فأنها لن تنجح مرحليآ لوجود العديد من الصعوبات والمعوقات المتمثلة بالمعارضة وداعميها وتمسكهم بشروط مسبقة ستفشل هذ الجلسات التشاورية حتمآ حين تطرح،، فهي افشلت مؤتمرات سابقة حين طرحت وخصوصآ مؤتمر جنيف “2” لانهم قدمو شروط،، تعكس حجم الأهداف المطلوب تحقيقها بسورية ومجموعة من الرهانات المتعلقة بكل ما يجري في سورية، وهي أهداف تتداخل فيها حسابات الواقع المفترض للاحداث الميدانية على الارض مع الحسابات الامنية والعسكرية والجيو سياسية للجغرافيا السياسية السورية وموازين القوى في الاقليم مع المصالح والاستراتيجيات للقوى الدولية على اختلاف مسمياتها، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة وأمن اسرائيل والطاقة وجملة مواضيع اخرى ليس اولها ولا أخرها الرهان على دور ما لمصر في المرحلة المقبله قد يقلب المعادلة في المنطقة ويعيد خلط الاوراق فيها من جديد إلى أقصى الحدود،، وماجرى بألامس بالقاهرة من اتفاق على أقرار وثيقة ورؤية مستقبلية للكيانات المعارضة السورية،، هي فعلآ ستفشل اي لقاءات ومؤتمرات قادمة حين تطرح، فالواضح هنا ان اقرار هذه الوثيقة، بالتزامن مع مساعي موسكو للحل السوري، تظهر ان هناك حراكآ ما يستهدف، الحد من طموحات موسكو الساعية الى التوصل الى حل سريع للحرب المفروضة على الدولة السورية.
*هل يوجد معارضة سورية يمكن الرهان عليها بحل سوري داخلي ؟؟.
أذا رجعنا للماضي القريب فقد كان مؤتمر جنيف “2” شاهدآ، على مهزلة سياسية واخلاقية، فقد كأن الهدف المطلوب الوصول اليه برأي قوى المعارضة السورية الخارجية الممثلة بالائتلاف هو عباره عن تسليم مقاليد الحكم لهم وهذا كما يقولون هم انه النص النهائي المطلوب الوصول اليه،، ولكن الا يعرف من قامو بوضع هذا الرؤية وهذا الرهان انه في مطلق الأحوال، تعلمنا دروس التاريخ بأن أزمات دولية – إقليمية – محلية-مركبة الاهداف،، كالحرب التي نعيش تفاصيلها حاليآ في سورية، أنه لا يمكن الوصول إلى نتائج نهائية لها بالشيء اليسير فالطريق ليست معبدة بالورود بل هي كرة نار ملتهبة متدحرجة قد تتحول بأي وقت الى انفجار اقليمي وحينها لايمكن ضبط تدحرجها او على الاقل التحكم بطريق سيرها ولذلك لايمكن الوصول الى جملة تسويات ونتائج سريعة بسهولة،، فطرق الحل والتسويات تخضع للكثير من التجاذبات والأخذ والرد قبل وصول الأطراف الرئيسية المعنية إلى قناعة شاملة بحلول وقت الحلول، وما لم تنضج ظروف التسويات الدولية – الإقليمية لا يمكن الحديث عن إمكان فرض حلول في المدى المنظور.
وهنا فكيف لقوى المعارضة أن تتحدث عن حلول وتسويات و حرب الإبادة التي تمارسها قوى الارهاب على ارض سورية وبحق شعب سورية مازالت شاهده على اجرام الكثير من داعميهم، فمن جبل الشيخ الى حلب الى حماه الى القنيطره الى الرقه الى دير الزور، ألى حمص الى دمشق، ، ومختلف بقاع الجغرافيا السورية،، فمازالت نار قوى التطرف تضرب وتحرق بحقدها مقومات العيش بحده الادنى للمواطن السوري، فعندما تتحدث بعض قوى المعارضة عن أقرار وثائق متلاحقة وخارطة طريق تمهد الطريق امام حل سياسي بسورية كما يتحدثون، الا يعرفون اليوم حجم الارهاب الممول والمدعوم والذي مازال يمارس طقوسه الشيطانية على ارض سورية -،، فعندما تقدم قوى المعارضة رؤيتها للحلول المستقبلية بسورية، فهل لهذه القوى فعلآ تأثير بالداخل السوري، وهل لهؤلاء أي تاثير على هذه المجموعات “الرديكالية” على ألارض السورية،، والواضح أن هؤلاء ليس لهم أدنى تأثير على المجاميع المسلحة فوق ألارض السورية،، مما يعكس غياب الرؤية الواضحة للحل بسورية عند هؤلاء المعارضين، فهم يقدمون حلولآ ولايملكون ألاطر التنفيذية لتنفيذها على أرض الواقع،، وعلى قاعدة فاقد الشيء لايعطيه، فقوى المعارضة لاتملك أي نفوذ بالداخل السوري، ومع ذلك تقدم حلولآ، وهذا ما يعكس غياب الرؤية السليمة والواضحة عند قوى المعارضة.
*أخيرآ …الجيش السوري يستمر بمهمته الوطنية لتطهير ألارض السورية من الارهاب؟؟.
لا زالت الدولة السورية بكل اركانها ورغم حرب الاستنزاف التي تستهدفها، قادره ان تبرهن للجميع انها للان مازالت قادره على الصمود،، والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والانتصارات التي يقدمها الجيش العربي السوري بعقيدته الوطنية والقومية الجامعة،، والتي انعكست مؤخرآ بظهور حاله واسعه من التشرذم لما يسمى بقوى المعارضة المسلحة مما انعكس على تشظيها، ومن هنا نقرا ان حالة التشرذم لهذه المجاميع المسلحة،، والتي يقابلها حالة صمود وصعود دراماتيكي لقوة الجيش العربي السوري على الارض،، فهذا التطور الملفت ان استمر من شانه ان يضعف الجبهة الدولية الساعية الى اسقاط الدولة السورية بكل الوسائل والسبل.
ومع استمرار انتفاضة الجيش العربي السوري الاخيرة في وجه كل البؤر المسلحة بالعاصمة دمشق وريفها “خصوصآ” ،، فهذه الانتفاضه بدورها ستشكل حاله واسعه من الاحباط والتذمر عند الشركاء بهذه الحرب المفروضة على الدولة السورية،، مما سيخلط اوراقهم وحساباتهم لحجم المعركة جديد من، وهنا بات واضحآ ان بعض القوى التي كانت سابقآ شريكآ وركيزه اساسية بالحرب على الدولة السورية بدات بالاستدارة والتحول بمواقفها وقامت بمراجعة شاملة لرؤيتها المستقبلية لهذه الحرب المفروضة على الدولة السورية، وهنا نذكر بعضها “ايطاليا -الكويت -مصر -تونس -اسبانيا”، وهذه الاستداره لم تاتي الا تحت ضربات و انتصارات الجيش العربي السوري الميدانية وتضييقه الخناق على المسلحين بالكثير من مناطق دمشق وريفها، وحلب وريفها.
*[email protected]