لئن يحاول النظام الايراني دائما وبطرق واساليب متنوعة من الإيحاء بأنه لايزال يمسك بزمام الامور والاوضاع، وإن الامور تسير کما يريد ويشتهي، لکن مشکلته الکبرى والمٶرقة هي أن الاحداث والتطورات لاتجري کما تتفق مع طموحاته وتطلعاته خصوصا وإن تزايد الاحتجاجات الغاضبة ضده وکذلك تزايد النشاطات غير العادية للشبکات الداخلية لمجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران والتي وصلت الى حد مهاجمة مقرات الحرس الثوري وقوات التعبئة والمراکز الامنية والدينية التابعة للنظام، قد وضعت النظام في موقف ووضع ليس حرج فقط وإنما يفضح النظام ومزاعمه المختلفة بکونه ممسکا بزمام الامور.
التصعيد غير العادي والملفت للنظر للممارسات القمعية التعسفية للنظام والتي باتت تلفت الانظام بعد أن تمادت في عنجهيتها ووحشيتها المفرطة، جاءت بعد أن بادر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لتسليط الاضواء على اعتقال طالبين من جامعة شريف للتكنولوجيا، وتعرضهما للتعذيب الى جانب إن المجلس قد نشر أسماء وصور لـ 18 شخصا آخر ألقى النظام القبض علیهم مما يعني إنه لا تنحصر النشاطات المطالبة بإسقاط النظام بشخص أوشخصین حتى یستطیع النظام إخمادها بل هناك نشاطات واسعة وعارمة فی أنحاء البلاد تطالب بإسقاط النظام. هذا بالاضافة الى الترکيز غير العادي للمجلس على التعامل والتعاطي الخاطئ وغير المسٶول للنظام من حيث التصدي لجائحة کورونا ولاسيما فيما يتعلق بتستر النظام على الوباء وتقصيره المتعمد في اتخاذ الاجراءات المناسبة من أجل مکافحته والوقاية منه.
جائحة کورونا التي أصبحت أزمة خانقة بالنسبة للنظام خصوصا بعد أن إنکشف أمر ممارسته الکذب والتستر على کل مايتعلق بوصول وتفشي الوباء في إيران، والذي يلفت النظر إن النظام لايزال مستمر في سياسة التستر خوفا من الانعكاسات الاجتماعية والدولية للضحايا. وإنه وبعد أن صارت الاوساط السياسية والاعلامية الدولية تتحدث عن حالة التخبط والتناقض في الارقام المعلنة من جانب الاوساط المختلفة للنظام بشأن أعداد الاصابات والوفيات، فإن النظام وفي إجراء يهدف للسيطرة على حالة التخبط والتناقض في الارقام المعلنة بشأن وباء کورونا، فقد أکد وزير الداخلية رحماني فضلي: “تقدم 7 وكالات رسمية على الأقل إحصائيات مختلفة عن حالة الاستشفاء أو الوفاة، وهو أمر متفاوت.”وأردف قائلا” تقرر عدم إعلان أي جهة أخرى عن الإحصائيات، وكل من يريد الإعلان عنها يجب أن يستند على أساس إحصائيات وزارة الصحة. بسبب هذا الوضع، كان هناك الكثير من الانتهاكات وإساءة الاستخدام لهذه الإحصائيات في الرأي العام ووسائل الإعلام الأجنبية.”، وهذه التطورات وکما يبدو فإنها تلعب دورا غير عاديا في التأثير على النظام وتکشف حقيقة أن النشاطات المعارضة له ليست کما يصورها بأنها غير ذات أهمية بل إنها الاکثڕ دور وأهمية لأنها تحدد المسارات العامة المرتبطة بمصير النظام!