18 ديسمبر، 2024 3:12 م

تطهير السنة بدلا من محاربة داعش

تطهير السنة بدلا من محاربة داعش

“رفض الفرضية القائلة إن النظام الإيراني والغرب هما شريكان ضروريان لمحاربة داعش، خطأ فادح كون هذا النظام يعمل على تطهير السنة بشكل مروع وبسط هيمنته في العراق وسوريا بدلا من محاربة داعش. “، تأکيد ملفت للنظر جاء على لسان الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي وهي تلقي خطابا في مٶتمر بمجلس الشيوخ الفرنسي يوم الثلاثاء الماضي، والمهم فيه، إنه يوضح بأن طهران تخفي خلف الغبار الکثيف لمزاعمها بمساعدة العراق لمحاربة تنظيم داعش مخططات و نوايا مغايرة لذلك تماما.

أهمية رٶية رجوي، تأتي أنها تزامنت مع ما قد أعلنت عنه السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور، أن مشكلة تنظيم داعش في سوريا ومناطق أخرى من الشرق الأوسط لن تلقى حلا طالما أن الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. مضيفة بأن “الرئيس باراك أوباما على قناعة راسخة بأنه لا يمكن معالجة مشكلة تنظيم داعش بشكل دائم طالما أن مشكلة الأسد لم تلق حلا”، لکن من المهم الاشارة الى حقيقة أن الادارة الامريکية قد ذهبت بعيدا کما يبدو في تعويلها على مايسمى بالتيار الاعتدالي في إيران، والذي لم يقدم أي إجراء او منجز ملموس على أرض الواقع يثبت إعتداليته، خصوصا فيما يتعلق بالقضايا المرتبطة بحقوق الانسان و المرأة و التي وصلت الى أسوء مستوى لها خلال فترة حکم الرئيس حسن روحاني.

مراجعة لما قد جرى و يجري للسنة في العراق من حملات تطهير و إبادة منظمة يتم الاشراف عليها و توجيهها من جانب قوة القدس التابعة للحرس الثوري ولاسيما منذ دخول تنظيم داعش”المشبوه”للعراق يثير الکثير من علامات الاستفهام و التعجب معا خصوصا للذين لايعرفون الکثير من المخططات و الممارسات المتباينة لطهران في المنطقة عموما و العراق خصوصا، لکن الامر الواضح هو أن طهران قد إستغلت و تستغل الظروف و الاوضاع المضطربة و المتوترة في المنطقة من أجل تحقيق أهدافها و غاياتها المشبوهة ولاسيما وان حضورها العسکري الميداني المباشر في بلدان المنطقة وخصوصا العراق و سوريا قد بات مکثفا أکثر من أي وقت آخر.

الدور المشبوه الذي لعبته و تلعبه طهران في دفع الاوضاع في المنطقة عموما و العراق و سوريا خصوصا نحو التأزم و المزيد من التعقيد من أجل خدمة أهدافها و أجندتها، قد صار واضحا للعيان و من نافلة القول بأنها قد أصبحت تشکل جزءا کبيرا من المشکلة(وليس الحل کما تزعم)، وحقا علينا الاقرار بما قد أکدته مريم رجوي في شهادتها أمام الکونغرس الامريکي في 29 نيسان/إبريل المنصرم بأن” التطرف الإسلامي قد هيمن على المنطقة بالنظام الإيراني ويزول بزواله نهائيا”.
 [email protected]