قد يستغرب القارىء عندما نستعرض شخصية علمية او سياسية تمكنت من بناء نفسها وشق طريقها بلغة مستهجنة تثير الاشمئزاز والحفيظة ، فضلاً عن حملها درجة علمية رفيعة، خاصة اذا أردنا تحليلها سايكولوجياً مما يجعلنا بين العجب والسخرية والحزن لانها اضحت صورة قاتمة لا يمكن تفسيرها . وقد نجد مثل هذه الشخصيات الفلسفية والمتصوفة والمتزمتة التي تقبع ما وراء الجدران فيحدث فيها مثل ذلك ، ولكن من يمارس العمل الهندسي ويرسم مشاريع البناء والاعمار ، ويمتلك الرؤى والافكار والافاق المستقبلية صعباً أن يقع فريسة سهلة للحزبية الدينية التقليدية والضيقة ، وهذا ما وقع فيه الرئيس مرسي . واللافت للنظر انه آمن فكراً وعقيدة بالاخوان المسلمين عام 1977م وانتضم في صفوفها عام 1979م ، واصبح الناطق الرسمي للحركة واعتقل مرات عديدة وبدأ الابتعاد عن علم الهندسة ونظرية فيثاغورس وحل محلها نظرية الدولة الاسلامية الاخوانية على هدى ومبادىء سلفية متطرفة لا تنظر الى الاخر شريكاً وانما خصماً وعدواً ، وباتت الحركة الاخوانية بعد فوزها في الانتخابات وتسلمها مقاليد السلطة اكثر حرباً على المذاهب والطوائف الاسلامية الاخرى لا سيما (الرافضة ) في تصنيفهم ونعتهم لها باعتبارها طائفة مارقة اشد خطراً على الاسلام من اليهود والنصارى . وهنا دق ناقوس الخطر في اشعال فتيل الفتنة داخل مكونات المجتمع المصري ، ومن اشد ما وقع به مرسي خطابه بين اتباعه واتهام بعض طوائف الشعب المصري بالعمالة وخدمة الاجنبي ومن جملة ما نطق به مرسي ( ان الروافض اشد خطراً على الاسلام وهم المجوس والصفويون وعلينا مقاتلتهم) ، ومن يتمعن بهذه المفردات يجد فيها رائحة العفونة والطائفية واشد انواع التطرف وقد اثبت بيعه وتخليه عن علم الهندسة واضحى واحداً من اعلام الكراهية والحقد والتطرف ونذر نفسه لخدمة الصهيونية لانه يعتقد بان بعض من شعبه هم اخطر من اليهود وهم ( الروافض الصفويين ) ، فضلاً عن تبنيه افكار الزعيم التركي ( اربكان ) عندما فاز في الانتخابات واراد ان يبني نظاماً جديداً يختلف كلياً عما وضعه اتاتورك بمبادئه الخمسة الا انه فشل وليوكل لغيره في مواصلة المشوار وبناء انظمة سلفية تعيد امجاد الخلافة الاسلامية حسب اعتقاده . والموسف حقاً ان شهادة الدكتوراه في الهندسة التي نالها مرسي بجده واجتهاده ذهبت ادراج الرياح ولم يبقٍ سوى رسم معلق يستوحي منها خارطة جديدة في طوبوغرافية المنطقة لتحقيق احلامه بدولة اخوانية تمتد من النيل الى الفرات بدلاً من دولة صهيون الموعودة في تلمودهم المحرف ليتقاسموا ادوارهم ، وقد خاب من افترى .