19 ديسمبر، 2024 2:46 ص

في تغريدة لصحيفة نيويورك تايمز مؤخرا وقالت فيها “في عام 1980 كان هم الناس فيما لو كانت اخبار الانترنت ستقتل وجود الصحف فعليا” في حديثها عن رأي لمجموعة تنفيذيين مختصين بخدمات الاخبار الرقمية أنذاك اي قبل اختراع الشبكة العالمية عام 1995، الامر المتسبب بقناعة الناس بحاجتهم لوقت طويل حتى يبدأون بتقبل اي تقنية جديدة يتم اختراعها

على غرار ما حدث مع التلفزيون بعد الحرب العالمية الثانية. و كيف كانت الاذهان تعتقد أن التلفزيون كان على وشك قتل الإذاعة والصحف

الخدمات الإخبارية في ذلك الوقت لم تكن تستخدم الإنترنت حتى أنّه كان فقط مجرد مشروع بحث في الجامعة كان على ما يبدو مخصص للإتصال الهاتفي

وبالامس القريب كلنا يتذكر كيف ان وجودنا اصبح مرتبطا بوجود موقع الكتروني لمشروعنا الذي نعمل فيه ايا كان، حتى يعتبرك البعض انك لست موجودا ومشروعك ان لم يكن لديك هذا الموقع الالكتروني، وقتها كانت الاجهزة الثابتة تحتم عليك الولوج الى الانترنت من خلالها دون اي حيلة اخرى.

ومن يكن يتصور ان الامر سينتقل الى ابعد من ذلك، ان تقتل تكنولوجيا الاخرى التي قبلها، بفعل خاصية “التجوال” نعم انها ثورة التطبيقات المتحركة على منصات المشغلات العديدة المبنية على نواة نظام “لينوكس” واشهرها “الاندرويد وتايزن” عدا عن آبل “آي او اس” العصية عن الاختراق في نظامها المغلق.

صحافة الهاتف المحمول بفضل التطبيقات اصبحت من اهم الوسائل الناشئة بشكل ايجابي متسارع مع وصول الاجهزة المتحولة والجوالة بصيغة “الفابليت” – والتي تجمع بين الهواتف والالواح الذكية – لقمة الاجهزة المستخدمة في هذا النوع الحديث والعصري جدا من الصحافة من خلال جمع وتحرير وتوزيع تلك الاخبار بضروف استثنائية وسريعة

ولذا يتوجب على الجميع ادراك ان لم يكن لديك تطبيق فلا وجود لك، فصحافة اليوم تختلف لانك ستجد نفسك تقوم باستخدام الأدوات التقنية مثل الكاميرات الرقمية المزودة باتصال لاسلكي واسع النطاق أو الهواتف الذكية لغرض صحافي دون ان تشعر بذلك، وتمر عليك الايام دون ان تمسك قلما و ورقة!

الهاتف الان ليس اداة للمكالمات الخارجة والواردة فحسب فثورة تطبيقات المحمول هي رأس مال اي وسيلة اعلام و هي الثروة الحقيقة للاعوام القادمة، وانا شخصيا لدي اصدقاء تدر عليهم تطبيقاتهم بين 40 – 006 دولار في اليوم الواحد بفعل شرائها من متجري غوغل بلاي او آبل ستور من مستهلكين امثالنا.

ما اريد الوصول اليه هو نفس الشئ الذي يجول ببالك وانت تستخدم تطبيقا للتراسل الاجتماعي كالفيسبوك ومن حيث لا تعلم تعمل صحفيا من خلال تعليق او تغريدة فانك في نفس الوقت تشجع المعلن عن سلعته هناك وهو يحقق من خلالك الارباح ماديا او معنويا هو الغالب وانت المغلوب، وانا اصل لهذه الكلمات تذكرت ضاحكا كيف علق احد الغاضبين على كيفية وصول رئيس الوزراء العراقي السابق “نوري المالكي” بصورته وباسمه لتطبيق حي على مخدمات شركة جوجل ممتعضا لانه لا يحبه!

ولنكن واقعيين و صريحين فقد حلت التطبيقات على الجوال محل المواقع الالكترونية على الحواسيب واصبحت تؤدي ذات الغرض والوظيفة وسرعان ما اهتم بها محتكروا التشغيل والمال والافكار ليبثوا اعلاناتهم من خلالها وتؤدي الصحافة الحديثة ايضا قسطها من هذه الثورة الاخيرة التي يسهل استخدامها بشكل غريب حتى عند الطفل ذو السنة والنصف.

واذا قمت بحساب عدد المرات التي تنضر بها الى شاشة هاتفك الصغير فربما ستصدم وانت تقرأ الرقم الخيالي وهذا نفسه وعلل اخرى يجمعها العالم باستمرار ستتركز و تنفق عليها الاموال لتجتمع في تطبيق محمول على نظام هاتفك وانت تمر عليه مرور الكرام.

اتمنى رؤية هاتف مصنع خصيصا للصحفيين و سوقا لتطبيقاته مختلفا زيادة في المهنية ولفصل المهنة عن صحافة المواطن.

أحدث المقالات

أحدث المقالات